الجزائر تثني على «إنجازاتها» في محاربة الفقر وترقية المرأة سياسيًا

حديث الحكومة عن تحسن الأوضاع تقابله انتقادات من المعارضة

الجزائر تثني على «إنجازاتها» في محاربة الفقر وترقية المرأة سياسيًا
TT

الجزائر تثني على «إنجازاتها» في محاربة الفقر وترقية المرأة سياسيًا

الجزائر تثني على «إنجازاتها» في محاربة الفقر وترقية المرأة سياسيًا

أشاد وزير خارجية الجزائر، رمضان لعمامرة، بـ«التحسن العام للأوضاع المعيشية بالجزائر»، على أساس أن معدلات الفقر تراجعت والخدمات الصحية تحسنت، بفضل برامج الإنفاق العمومي التي تم تنفيذها في العشرين سنة الماضية، والتي فاقت قيمتها 800 مليار دولار، بحسب إحصاءات الحكومة.
وقرأ لعمامرة الليلة ما قبل الماضية، تقريرا أمام الصحافة بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة، تناول فيه «إنجازات» الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال عام 1962. أهم ما جاء فيه أن نسبة وفيات الأطفال والأمهات أثناء الولادة «انخفضت بشكل كبير إذ اقتربت النسبة من الصفر». وقال الوزير إن «العلاج أصبح متوفرا بشكل كبير في كل مناطق البلاد».
وبحسب وزير الخارجية، الذي كان يتحدث بمناسبة الاحتفال بـ«يوم الدبلوماسية الجزائرية» 24 أكتوبر (تشرين الأول): «تصنف الجزائر من بين البلدان ذات المعدل الوبائي المنخفض، بنسبة تقدر بـ0.1 في المائة فيما يخص العدوى بفيروس الإيدز، والملاريا». وقال: «لقد انخفض معدل الوفاة بسبب الملاريا من 100 ألف حالة في بداية ستينات القرن الماضي، إلى ما بين 300 و600 حالة في السنة، خلال الأعوام الماضية»، مشيرًا إلى أن أكثر حالات الإصابة بهذا المرض يأتي من الخارج.
وأفاد لعمامرة بأن الجزائر «تبنت منذ عام 2000 استراتيجية تنموية ارتكزت على محركين أساسيين، هما التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية»، مضيفا أن الجزائر «استفادت من أغلفة مالية ضخمة وجهد استثماري غير مسبوق، قد سمحت للبلاد بأن تحقق قبل الآجال المحددة أغلبية أهداف الألفية للتنمية، سيما تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر والاستفادة من التعليم وتخفيض وفيات الطفولة والأمومة، وترقية بيئة مستدامة». وتحدث الوزير عن «إنجازات معتبرة في إطار تجسيد برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وتحت إشرافه الشخصي المستمر».
وتتعرض سياسة الرئيس الجزائري، في شقيها الاقتصادي والاجتماعي، لانتقاد حاد من طرف المعارضة والمنظمات المتخصصة في التنمية، بسبب تخبط حكومته منذ 2014، أمام إفرازات أزمة النفط التي تمخض عنها شح حاد في الموارد المالية. وبدأ نواب البرلمان أمس في دراسة مشروع قانون الموازنة لعام 2017، الذي يتضمن قرارات غير سارة بالنسبة لغالبية الجزائريين، إذ تعتزم الحكومة التوقف عن بناء المستشفيات والمصحات العمومية والمدارس، وكثير من المرافق العمومية. كما قررت عدم استحداث ولو منصب عمل واحد في الوظيفة العمومية. وتتحدث تقارير منظمات حقوقية محلية، بشكل مستمر، عن اتساع رقعة الفقر وضعف التغطية الطبية بالمناطق الداخلية، خصوصا العجز عن توفير العلاج لمرضى السرطان.
وأطلق رئيس الوزراء عبد المالك سلال في مارس (آذار) الماضي، وعودا لإيجاد بديل لاقتصاد الريع النفطي. وتحدث حينها عن «نموذج اقتصادي جديد»، يقوم على تشجيع تصدير الإنتاج المحلي. غير أن خبراء الاقتصاد يجمعون بأن هذه الخطة لن تنجح بسبب عدم وجود منتجات جزائرية قادرة على فرض نفسها في الأسواق الدولية، باستثناء التمور وبعض الحمضيات التي لا تتعدى قيمة صادراتها 500 مليون دولار سنويًا.
وأوضح لعمامرة أن «جميع الإنجازات ذات البعد الكبير تسمح للجزائر بأن تعطي اليوم، أكثر من أي وقت مضى، صورة بلد ناشئ بصدد التموقع باعتباره أهم شريك اقتصادي». وأضاف أن «الجهود الجديرة بالتقدير، التي بذلتها الجزائر في مجال مكافحة الفقر المدقع، قد سمحت لها بتحقيق تقدم جاد معتبر، فقد انتقلت من نسبة 1.9 في المائة سنة 1988 إلى 0.8 في المائة سنة 2001. أما فيما يخص مخطط التعليم الابتدائي للجميع، فالجزائر حققت بل فاقت في سنة 2001 الهدف الأدنى، بنسبة صافية للتعليم بلغت 98.5 في المائة للأطفال الذين يبلغون من العمر 6 سنوات. أما الأمية فقد انخفضت بشكل ملموس، سيما لدى الفئة العمرية بين 15 و24 سنة، إذ نزلت من 13.2 في المائة سنة 1998 إلى 6.2 في المائة سنة 2008». وتابع لعمامرة: «أما فيما يخص المساواة بين الجنسين، فقامت الجزائر بتحديث تشريعها في هذا الشأن عن طريق المصادقة على قانون، يسمح بتمثيل أكبر للنساء في المجالس المحلية المنتخبة والبرلمان، وبذلك وصل عدد النساء البرلمانيات إلى 146 من مجموع 462 برلمانيا (31 في المائة)، مما سمح للجزائر أن تصنف في هذا المجال في المرتبة الأولى، على الصعيد العربي وفي المرتبة التاسعة على مستوى أفريقيا، وفي المرتبة الـ26 على المستوى العالمي».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.