31 % نسبة انخفاض مبيعات الفيلات في السعودية

عقاريون: رسوم الأراضي البيضاء وتحفظ السيولة أهم الأسباب

انخفض الطلب على الفيلات إلى مستوى لم يشهده منذ قرابة قرن («الشرق الأوسط»)
انخفض الطلب على الفيلات إلى مستوى لم يشهده منذ قرابة قرن («الشرق الأوسط»)
TT

31 % نسبة انخفاض مبيعات الفيلات في السعودية

انخفض الطلب على الفيلات إلى مستوى لم يشهده منذ قرابة قرن («الشرق الأوسط»)
انخفض الطلب على الفيلات إلى مستوى لم يشهده منذ قرابة قرن («الشرق الأوسط»)

انخفضت مبيعات الفيلات في السعودية بنسبة 31 في المائة خلال أسبوع، بحسب المؤشرات العقارية التي تصدرها وزارة العدل، وذلك نتيجة تأثر قطاع العقار بعدد من العوامل، من بينها فرض رسوم على الأراضي البيضاء، وارتفاع أسعار الفيلات، ودخول الحكومة منافسًا للقطاع التجاري في توفير الفيلات بخيارات أقل قيمة وسهولة في الدفع عبر أقساط ميسرة دون فوائد، إضافة إلى اشتراط مؤسسة النقد السعودي (ساما) توفير 15 في المائة من قيمة العقار كدفعة أولى.
وذكر فهد الموسوي، الذي يدير شركة عقارية قابضة، أن الطلب انخفض بشكل كبير على العقار كما كان متوقعًا، ودخلت السوق بذلك في دوامة من المشكلات، خصوصًا الشركات التي تبني حاليًا وحدات سكنية أو وقعت عقدًا ملزمًا طويل المدى أو تتولى مشروعًا على مراحل، إذ كانت تنوي بيعها بطريقة القروض العقارية الممنوحة من قبل البنوك والممولين، إلا أن فرض رسوم على الأراضي البيضاء ألقى بظلاله على حركة الفيلات أيضًا، خصوصًا أنها أثرت على الإقبال بدرجة كبيرة، وهو ما أوقع بعض المطورين العقاريين في حرج كبير نظير ارتباط بعضهم بعقود معينة مع شركات الإنشاء والمتضامنين في المشاريع الذين يلتزمون بتاريخ معين في السداد، وقد ينعكس ذلك في القريب العاجل بأنباء عن خروج شركات عقارية من السوق أو تصفيتها واندماجها مع بعض الشركات القوية، وهو الأمر الذي سيضر القطاع العقاري بشكل عام.
وحول الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض، أكد الموسوي لـ«الشرق الأوسط»، أن نقص السيولة يعد عائقًا كبيرًا لمن يرغب بالتملك خصوصًا في هذه الفترة، وهو ما ينعكس على توفر الدفعة الأولى إذ إن السواد الأعظم من المشترين لا يمتلكون مبلغ الدفعة الاشتراطية للفيلا أو العقار كاملاً، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل عام، مما يعني أن اشتراط دفعة يعني وجود عقبة كبيرة لا يستطيع كثيرون تجاوزها، وهي نتيجة طبيعية لانخفاض الطلب، متوقعًا أن تشهد السوق انخفاضات أكبر، فكلما تقادم الوقت زادت صعوبة تملك العقار.
وفي شأن متصل، أبدى بدر السعيد، وهو مستثمر عقاري، انزعاجه من حال السوق، مشيرًا إلى أن الآونة الأخيرة شهدت خروج كثير من المستثمرين المتخوفين من سقوط أسعار العقار من السوق. وأكد أن هؤلاء المستثمرين اتخذوا قراراتهم بتعزيز من التقارير الاقتصادية الأسبوعية التي توحي بانخفاض كبير في الطلب يلحقه سقوط في السعر، إضافة إلى وجود حركة بطيئة جدًا في المبيعات، خصوصًا في الفيلات التي انخفض الطلب عليها إلى مستوى لم تشهده منذ قرابة عقد.
وتوقع ألا تكون نسبة الانخفاض هذه الأخيرة، وأن تصل إلى مدى أبعد وتكسب الرهان من كبار التجار الذين حاولوا دائمًا التأكيد أن القطاع مستقر وقوي، لكن الواقع يقول غير ذلك.
وحول القطاعات العقارية الأكثر انخفاضًا أكد السعيد، أن الفيلات تعتبر من القطاعات المتأثرة كثيرًا بتقلص الحركة، ويلاحظ ذلك على العروض والانخفاضات التي يسوق لها أصحاب تلك الفيلات خصوصًا الاستثمارية منها، إذ إنها تأثرت بشكل كبير بفرض رسوم على الأراضي البيضاء، ورأى البعض أن ينتظروا حتى تنخفض الأسعار ما يعني أن السوق موعودة أيضًا بحال ومستوى جديد بعد بدء دفع الرسوم على أرض الواقع وهو ما يراهن عليه المنتظرون، ومن المتوقع أن يحدث انخفاضًا في القيمة تماشيا مع انخفاض الطلب.
ورغم انخفاض الطلب على الفيلات وحركتها، فإنها ظلت محتفظة بقيمتها المرتفعة، لكن عقاريين يطمحون إلى انخفاض كبير في قيمتها خلال الفترة المقبلة.
إلى ذلك، ذكر سعد المنصور، الذي يدير مكتبًا للاستشارات العقارية، أن الرقابة على الفيلات وانتشار التجاري منها أفقد بعض المستهلكين الثقة في بعض المشاريع، وهو عامل مهم في انخفاض المبيعات، كما أن الضمان المفروض على الفيلات يكون على أجزاء معينة وليس على كامل العمل وغالبًا ما يتحملها الزبون، موضحًا أن وجود رخصة معتمدة للسكن تثبت جودته حل من الممكن أن يساعد في عودة الإقبال على الفيلات التي تعيش أيامًا سيئة في معدل الحركة.
وأضاف أن كثيرين يراهنون على أن استمرار عزوف الناس عن شراء العقار، لكن من الصعب أن يقبل العقاريون بالخسارة في مشاريعهم، إلا بعد تعويضهم وضمانهم في الدخول مع الحكومة في مشاريعها وتعويض قيمة الانخفاض، وهو السيناريو الأقرب للتحقيق، موضحًا أن دخول الحكومة كمنافس للعقار التجاري أثر كثيرًا على الطلب في ظل بقاء الأسعار مرتفعة.
وانخفض متوسط سعر الفيلات السكنية خلال 2016 بنسبة 17.0 في المائة، ليستقر عند متوسط سعر 1.2 مليون ريال (320 ألف دولار) للفيلا الواحدة، مقارنة بأعلى متوسط سعر وصل إليه خلال 2014 عند متوسط سعر 1.5 مليون ريال (400 ألف دولار) للفيلا الواحدة. وانخفض أيضًا متوسط سعر العمائر السكنية خلال 2016 بنسبة 26.6 في المائة، ليستقر عند متوسط سعر 774.7 ألف ريال (نحو 206 آلاف دولار) للعمارة الواحدة، مقارنة بأعلى متوسط سعر وصل إليه خلال 2013 عند متوسط سعر 1.1 مليون ريال (نحو 293 ألف دولار) للعمارة الواحدة. كما انخفض متوسط سعر الشقق السكنية خلال 2016 بنسبة 8.4 في المائة، ليستقر عند متوسط سعر 535.1 ألف ريال (نحو 142.7 ألف دولار) للشقة الواحدة، مقارنة بأعلى متوسط سعر وصل إليه خلال 2013 عند متوسط سعر 584.5 ألف ريال (155.9 ألف دولار) للشقة الواحدة.



السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
TT

السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة

بعد سلسلة من المتغيرات التي شهدها قطاع الإسكان السعودي، يتجه القطاع إلى التوازن مع انخفاض التضخم الحاصل في الأسعار بمختلف فروع القطاع العقاري، وسط مبادرات سعت إليها وزارة الإسكان السعودية؛ الأمر الذي قلص الفجوة بين العرض والطلب خلال السنوات الماضية، حيث حققت الوزارة القيمة المضافة من خلال تلك المبادرات في رفع نسب التملك بالبلاد.
وتوقع مختصان أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من النجاح الحكومي في مجال الإسكان، مشيرين إلى أن المواطن سيجني ثمار ذلك على مستوى الأسعار وتوافر المنتجات، التي تلبي مطالب جميع الفئات. ويمثل هذا النجاح امتداداً لإنجازات الحكومة، في طريق حل مشكلة الإسكان، عبر تنويع المنتجات العقارية وإتاحتها في جميع المناطق، مع توفير الحلول التمويلية الميسرة، والاستفادة بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأشار المختصان إلى أن أداء الحكومة، ممثلة في وزارة الإسكان، كان وراء خفض أسعار المساكن بشكل كبير، وذلك بعد أن وفرت للمواطنين منتجات عقارية متنوعة تلبي أذواق جميع المستفيدين من برامج الدعم السكني. وقال الخبير العقاري خالد المبيض إن «وزارة الإسكان تمكنت من إيجاد حلول عقارية ناجعة ومتنوعة، أدت إلى تراجع الأسعار بنسب تشجع جميع المواطنين بمختلف مستوياتهم المادية، على تملك العقارات»، مضيفاً أن «الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من النجاح في هذا الجانب».
وتابع: «أتذكر أن أول مشروع تسلمته وزارة الإسكان، كان يتعلق ببناء 500 ألف وحدة سكنية، بقيمة 250 مليار ريال (133.3 مليار دولار)، ما يعني أن قيمة الوحدة السكنية 500 ألف ريال (133.3 ألف دولار). أما اليوم، فقد تمكنت الوزارة من إيجاد وحدات جاهزة بقيمة تصل إلى نصف هذا المبلغ وهو 250 ألف ريال (66.6 ألف دولار)»، لافتاً إلى أن «الفرد يستطيع الحصول على هذه الوحدات بالتقسيط، مما يؤكد حرص البلاد على إيجاد مساكن لجميع فئات المجتمع السعودي».
وأضاف المبيض: «تفاوت أسعار المنتجات العقارية يمثل استراتيجية اتبعتها الوزارة في السنوات الأخيرة، ونجحت فيها بشكل كبير جداً». وقال: «أثمرت هذه السياسة زيادة إقبال محدودي الدخل على تملك المساكن، بجانب متوسطي وميسوري الدخل الذين يقبلون على تملك مساكن ومنازل وفيلات تناسب قدراتهم المادية، وهذا يُحسب لوزارة الإسكان ويمهد لإنهاء مشكلة السكن التي لطالما أرقت المجتمع في سنوات ماضية».
وتوقع الخبير العقاري أن تشهد المرحلة المقبلة طفرة في قطاع الإسكان. وقال: «يجب أن نضع في الاعتبار أن منتجات الوزارة التي تعلن عنها تباعاً، تحظى بإقبال الأفراد كافة، لا سيما أنها تراعي خصوصية الأسرة السعودية، كما أنها تلبي احتياجاتها في الشكل والمساحات».
وأضاف: «تمكنت الوزارة من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة، ومنازل مستقلة، وفيلات، ومنح أراضٍ وقروض لمن يرغبون في البناء بأنفسهم». وتابع «كل هذه الخيارات وفرتها الوزارة في صورة مبادرات متعددة، موجودة في برنامج (سكني)، وروجت لها بشكل جيد، ووصلت بها إلى المواطنين».
من جانبه، رأى المحلل الاقتصادي علي الجعفري أن شراكة الوزارة مع شركات العقار السعودية تمثل خطوة استراتيجية تُحسب للحكومة في السنوات الأخيرة. وقال: «إحقاقاً للحق؛ أضاعت الوزارة عقب تأسيسها، بعض الوقت والجهد للبحث عن آليات تمكنها من بناء 500 ألف وحدة سكنية، لكنها عوضت ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص».
وأضاف الجعفري: «الوزارة في بداية عهدها لم تتعاون مع شركات التطوير العقاري السعودية لتنفيذ مشاريع السكن، ولو أنها سارعت بهذا التعاون، لكان لدينا اليوم عدد كبير من المنتجات العقارية التي تساهم في حل مشكلة السكن».
واستطرد: «الوزارة تداركت في السنوات الأخيرة هذا الأمر، واعتمدت على شركات التطوير السعودية، التي أصبحت بمثابة الذراع التنفيذية لتصورات الحكومة وتوجهاتها لحل مشكلة السكن»، مضيفاً: «اليوم الوزارة ترتكن إلى حزمة من المبادرات النوعية، التي وفرت كثيراً من التنوع في المنتجات العقارية، وهو ما أشاع جواً من التفاؤل بإمكانية حل مشكلة السكن في المملكة في وقت وجيز».
وأكد الجعفري ثقته باستمرار نجاح البلاد في إدارة ملف الإسكان. وقال: «أنا واثق بأن مؤشرات السكن اليوم أفضل بكثير منها قبل 8 سنوات مضت، بعد طرح الوزارة آلاف المنتجات العقارية وتسليمها إلى مستحقيها، بل ودخول عدد كبير منها إلى حيز الاستخدام».
وختم الجعفري: «نجاحات وزارة الإسكان تحقق مستهدفات (رؤية المملكة 2030)، خصوصاً فيما يتعلق بالوصول إلى نسبة تمليك بين المواطنين تصل إلى 70 في المائة» على حد وصفه.
وكانت «مؤسسة النقد السعودي (ساما)» أشارت إلى أن عقود التمويل العقاري السكني الجديدة للأفراد واصلت صعودها لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مسجلة أعلى معدلات إقراض في تاريخ البنوك السعودية من حيث عدد العقود ومبالغ التمويل بنحو 23 ألفاً و668 عقداً مقارنة بنحو 9 آلاف و578 عقداً في يناير 2019، من إجمالي القروض العقارية السكنية المُقدمة من جميع الممولين العقاريين من بنوك وشركات التمويل.
وأوضح التقرير الخاص بـ«ساما» أن النمو في عدد عقود التمويل العقاري السكني وصل لنحو 147 في المائة مقارنة مع يناير 2019، فيما سجل حجم التمويل العقاري السكني الجديد في يناير 2020، نمواً بمقدار 112 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019، والذي سجل نحو 4.766 مليار ريال (1.270 مليار دولار)، كما سجلت قروض يناير السكنية ارتفاعاً بنسبة اثنين في المائة عن الشهر السابق ديسمبر (كانون الأول) 2019، والذي وصل حجم التمويل خلاله إلى نحو 9.86 مليار ريال (2.6 مليار دولار)، فيما ارتفع عدد العقود بنسبة 1.5 في المائة عن شهر ديسمبر 2019، والذي شهد توقيع نحو 23 ألفاً و324 عقداً.
وأشار التقرير إلى أنه تم إبرام 94 في المائة من قيمة هذه العقود عن طريق البنوك التجارية، بينما أبرمت 6 في المائة منها عن طريق شركات التمويل العقاري، فيما بلغ عدد عقود المنتجات المدعومة من خلال برامج الإسكان في شهر يناير 2020 عن طريق الممولين العقاريين 22 ألفاً و432 عقداً وبقيمة إجمالية بلغت 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار).