العراق يعلن استعادة الرطبة بالكامل.. وتركيا لا تستبعد عملية برية في شماله

استعادت القوات الحكومية العراقية، اليوم (الثلاثاء)، السيطرة على الرطبة في محافظة الانبار غرب العراق، حسب مصادر أمنية ومحلية، بعد هجوم من تنظيم "داعش، يندرج في اطار محاولات التنظيم المتطرف التخفيف من حدة الهجوم عليه في منطقة الموصل.
وقال قائد عمليات الانبار اللواء الركن ابراهيم المحلاوي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ "قواتنا طهرت مدينة الرطبة بالكامل اليوم من تنظيم داعش"، مؤكدًا "استعادة قواتنا السيطرة بالكامل على الرطبة". ومضيفًا أنّ "قواتنا رفعت العلم العراقي فوق مبنى قائممقامية الرطبة"، بينما ذكر مراسل الصحافة الفرنسية، أنّ القوات العراقية انتشرت في جميع احياء وازقة القضاء.
وشن المتطرفون فجر الاحد هجوما على قضاء الرطبة استولوا خلاله على مكتب القائمقام وعدة احياء بعد اشتباكات بين قوات الامن والجيش والشرطة، وفقا لمصادر أمنية. وارسلت قيادة عمليات الانبار وعمليات الجزيرة تعزيزات كبيرة على اثر الهجوم.
وتحدث المحلاوي عن مقتل 40 مسلحا من المتطرفين، وبالمقابل أصيب سبعة جنود بينهم ضابط برتبة عميد ركن بجروح، خلال المواجهات. فيما أعدم المتطرفون خمسة اشخاص بينهم عناصر شرطة خلال سيطرتهم على الاحياء، كما قال ضابط في الجيش.
ونفذت القوات العراقية العملية بمساندة طيران التحالف الدولي والطيران العراقي، وفقا للمحلاوي. وتجلي القوات الامنية الاهالي إلى مخيم للنازحين بهدف تطهير الرطبة من أي مشتبه بهم يحتمل اختباؤهم في مباني أو منازل، وفقا للمصدر.
كما أكّد عماد الدليمي قائمقام الرطبة لوكالة الصحافة الفرنسية، "استعادة القوات الامنية سيطرتها الكاملة على قضاء الرطبة".
وأدت الاشتباكات إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المباني والمنازل التي اختبأ فيها عناصر "داعش"، وفقا لمراسل الوكالة.
ووقع الهجوم على الرطبة بعد يومين على هجوم مماثل شنه متطرفون على مدينة كركوك في شمال العراق. وقد تمكنت قوات الامن من قتل أغلبهم هناك واعتقا الآخرين.
ويرى مراقبون أنّ هدف العمليتين هو تحويل الانظار وتخفيف الضغط العسكري الذي تنفذه قوات عراقية بدعم من التحالف الدولي، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل المعقل الرئيس للتنظيم، خصوصًا بعد خسارة المتطرفين مواقع كثيرة حول المدينة.
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم، إن تركيا ستتخذ إجراءات أكثر فاعلية قد تشمل عمليات برية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وفي مقابلة لشبكة "كانال 24" التلفزيونية قال تشاوش أوغلو ردًا على سؤال عن احتمال تنفيذ القوات التركية عملية برية انطلاقا من قاعدة بعشيقة في شمال العراق "إذا كان هناك خطر يهدد تركيا، فسنستخدم كل وسائلنا، بما في ذلك عملية برية (...) للقضاء على هذا التهديد". وأفاد بأنّه من غير المقبول أن يستخدم حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردًا ضد الدولة التركية منذ 30 عامًا بلدات مختلفة في العراق كقاعدة.
وثمة سجال واتهامات متبادلة بين العراق وتركيا بشأن التدخل التركي في معركة الموصل، فقد رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عرضًا تركيًّا للمساعدة في معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش". مضيفًا أنّ هذا أمر سيتعامل معه العراقيون، وإذا كانت هناك حاجة للمساعدة فالعراق سيطلبها من تركيا أو دول أخرى في المنطقة. كما لمح في مؤتمر للمجلس الأعلى للصحوة عقد بحضور ممثل عن إيران، إلى أن بلاده لا تريد اليوم مساعدة تركيا في معركة الموصل. وقال إنّه "حين طلبنا أسلحة من تركيا لم تتجاوب، وهي اليوم تريد إبقاء قواتها في الأراضي العراقية، لماذا؟"، في إشارة إلى وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل.
على صعيد متصل، يلتقي وزراء خارجية 13 دولة مشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، في اجتماع يعقد اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، لتقييم ما أُنجز في إطار عملية تحرير الموصل من سيطرة التنظيم.
ومن المتوقع أن يترأس وزيرا دفاع كل من فرنسا والولايات المتحدة الاجتماع الذي يشارك فيه أيضا وزراء دفاع ألمانيا والنرويج وإسبانيا وأستراليا والدنمارك وبريطانيا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا ونيوزيلندا وكندا.
كما أن من المتوقع أن يشارك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في افتتاح الاجتماع بعد ظهر اليوم.
تجدر الإشارة إلى أنّ العراق وتركيا لن يشاركا في الاجتماع، بعد نشر الدولتين بيانات متضاربة بشأن ما إذا كانت القوات التركية مشاركة في معركة الموصل التي انطلقت في 17 من أكتوبر (تشرين أول) الحالي.
وفرنسا واحدة من أبرز الدول المشاركة في عملية الموصل، حيث تقدم دعما مدفعيا وتقوم بمزيد من عمليات القصف الجوي في المنطقة. كمكا تنفذ غارات في العراق في إطار التحالف ضد تنظيم "داعش" منذ عام 2014.
واستضافت باريس الأسبوع الماضي اجتماعا لوزراء خارجية دول التحالف شارك فيه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في مسعى لحشد دعم الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي للمساعدة في تغطية تكلفة عملية الموصل.
وفي الوقت الذي تدخل معركة تحرير الموصل أسبوعها الثاني، مع تحقيق القوات المشتركة عددًا من الإنجازات تمثل باستعادتها مع قوات البيشمركة حوالى 80 قرية وبلدة كانت تحت سيطرة "داعش"، كشف مصدر في محافظة نينوى أمس، أن تنظيم داعش فخّخ الجسور والطرقات الرئيسة في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، فيما أكد أنّ غالبية مسلحي التنظيم انسحبوا إلى الساحل الأيمن مع اقتراب القوات العراقية.
من جهة أخرى، عمد التنظيم إلى توسيع نطاق هجماته أمس، ضد قوات الجيش العراقي والقوات الكردية، لتخفيف الضغط على مقاتليه الذين يواجهون هجوما في الموصل آخر معقل حضري كبير للتنظيم في العراق.
وفي سلسلة من الهجمات المضادة على أهداف بعيدة في أجزاء مختلفة من البلاد منذ يوم الجمعة، هاجم التنظيم مدينة كركوك المدينة الرئيسية المنتجة للنفط في شمال العراق، وبلدة الرطبة، التي تتحكم في الطريق من بغداد إلى الأردن وسوريا، بالإضافة إلى سنجار وهي منطقة غرب الموصل تسكنها الأقلية الإيزيدية.
وتشن القوات الاتحادية العراقية والمقاتلون الاكراد (البشمركة) هجوما واسعًا من الشمال والشرق والجنوب على مدينة الموصل بهدف استعادة السيطرة عليها من تنظيم "داعش" الذي استولى عليها منذ أكثر من عامين.
وتواصل القوات العراقية التقدم من الجنوب والشرق والشمال؛ لكن القوات لم تصل إلى الجهة الغربية وهي مساحة مفتوحة للتنظيم بين الموصل وسوريا.