يعتبر برج لندن أحد أفضل معالم العاصمة البريطانية وأشهرها، حيث يرتاده الآلاف كل عام من جميع أنحاء العالم.
البرج الأبيض هو أقدم أجزاء المجمع، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن الحادي عشر، في عهد الملك ويليام الفاتح. وعلى مدار سنوات، استخدم البرج قلعةً ومقرّ إقامة ملكيًا، وسجنًا عموميًا، بيد أنه اليوم أصبح قاعة عرض لمجموعة لا تقدر بثمن من جواهر التاج البريطاني.
في السابق، كان البرج مكانًا لتنفيذ أحكام الإعدام في عدد من المشاهير، منهم زوجتا الملك هنري الثامن (آن بولين وكاثرين هوارد) والجاسوس الألماني جوزيف جاكوبز، الذي جرى إعدامه بواسطة فرقة إطلاق النار عام 1941. وفي مسرحية شكسبير «هنري الثالث» تفاصيل كثيرة عن احداث جرت في هذا البرج.
يحظى برج لندن بشعبية كبيرة بين مرتاديه، ودائمًا ترى الزوار متراصين في صفوف طويلة للدخول إليه ومشاهدة محتوياته. وإذا لم تكن ممن يتوقون لمشاهدة مجوهرات التاج، فإن نزهة حول المكان من الخارج ستكون كافية لأغلب الناس. كذلك هناك كثير من الأماكن الأخرى القريبة التي تستحق الزيارة.
وفي الطريق المؤدية للبرج ستشاهد النصب التذكاري للبحارة التجاريين، الذي بُني إحياء لذكرى 12 ألف بحار تجاري ماتوا في الحرب العالمية الأولى، ونحو 24 ألفًا في الحرب العالمية الثانية. جرى استكمال بناء الحجارة البيضاء عام 1928 من تصميم أشهر مهندسي القرن العشرين سير إدوارد ليتينز، الذي كان أيضًا مهندس النصب التذكاري الرئيسي للحرب في لندن المسمى «وايتهول».
إن بحثت بعناية، ستجد غرب النصب التذكاري، الحجارة البيضاء، ستجد ميدانا حجريا صغيرا تتوسطه لوحة نحاسية تشير لميدان الإعدام العام، أغلبها قطع للرؤوس، منها عملية إعدام السير توماس مور الذي رفض مساعدة هنري الثامن في الانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية (كي يحصل على الطلاق من زوجته الأولى).
يتوجه كثير من زوار المنطقة لزيارة جسر البرج الذي اكتمل بناؤه عام 1894. فقد بني هذا الجسر الرائع من الحديد الصلب، إذ إن الحجارة الخارجية ليست سوى كسوة، وليست جزءا من بنائه الأساسي. يمكن للزائر الدخول للبرج والصعود للطوابق العليا للاستمتاع بمنظر رائع للنهر في الأسفل.
سفينة «إتش إم إس بيلفاست» هي أحد أجمل الأماكن للزيارة، وستجدها أمام برج لندن في الضفة الشمالية. تعتبر السفينة التي اكتمل بناؤها عام 1939 أكبر سفينة حربية بريطانية موجودة حتى الآن منذ الحرب العالمية الثانية، وشاركت السفينة في إغراق السفينة الحربية النازية «ذا شارنهورست» عام 1943. يمكنك زيارة جميع الأماكن في السفينة بدءًا من غرفة الغليان إلى أبراج إطلاق النار الكبرى.
السفينة مزودة بمدافع عيار 150 ملّي، وتتمتع بسرعة فائقة تتعدى 60 كيلومترا في الساعة.
وإذا عدنا للنهر، تحديدا إلى جوار البرج، ستجد مرسى القوارب سانت كاترين، الذي يأوي كثيرا من القوارب واليخوت الحديثة والقديمة. يحوي المكان أيضا كثيرا من المقاهي والكافيتريات، وفندق «ديكينز إن» الخشبي الشهير، حيث تستطيع الحصول على قسط من الراحة في نهاية جولة في تلك المنطقة الرائعة.
*كاتب انجليزي مهتم بالتراث