«داعش» تهدد بغداد بمياه الفرات

بارزاني: بعد الانتخابات شراكة حقيقية أو انفصال

«داعش» تهدد بغداد بمياه الفرات
TT

«داعش» تهدد بغداد بمياه الفرات

«داعش» تهدد بغداد بمياه الفرات

طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية مطلعة فإن «المياه التي تدفقت من نهر الفرات باتجاه المناطق المحيطة بقضاء الفلوجة بعد معاودة غلقها من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من المحتمل أن تصل إلى مشارف العاصمة بغداد خلال اليومين المقبلين».
وقال المصدر الأمني الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه إن «مسلحي (داعش) يسيطرون على السدة، وبالتالي فإنهم يغلقون بعض منافذها مرة ويعيدون فتحها ثانية، وهو ما بات يهدد مناطق واسعة في الفلوجة والنواحي والقرى المحيطة بها وصولا إلى مشارف بغداد، وبالذات مناطق الزيدان وخان ضاري، حتى سجن أبو غريب بالغرق». وأضاف أن «الهدف الذي يريد المسلحون بلوغه هو فتح جبهة جديدة باتجاه بغداد عن طريق المياه هذه المرة في سبيل عرقلة حركة الجيش، لا سيما الآليات الثقيلة، كما أنهم وفي سياق ما يتضح من استراتيجيتهم في محاولة الوصول إلى مشارف بغداد هو تسهيل مهمة عناصرهم في الجانب الآخر والمسمى ذراع دجلة ومنطقة النباعي حيث ينتشر المسلحون». وأضاف أن «الهدف حتى وإن كان إعلاميا فقط فإنه يعطي إشارة رمزية لهم بأنهم تمكنوا من تهديد بغداد، خصوصا أن هناك من بين السياسيين العراقيين من كان قد حذر سابقا من أن القتال يمكن أن يكون عند أسوار بغداد».
في سياق ذلك بدأت القوات العراقية التي تشكل الجهد الهندسي للقيادة العامة للقوات المسلحة بوضع سداد ترابية لحماية المواطنين في مناطق غربي العاصمة من مخاطر الفيضانات التي تسببت بها عملية قطع مياه نهر الفرات من قبل تنظيم «داعش». وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية في بيان لها أمس إن «الجهد الهندسي التابع لها باشر بإقامة سداد ترابية لحماية المواطنين في مناطق غرب بغداد من خطر الفيضان الذي تسببت به الزمر الإرهابية من خلال عملياتهم الدنيئة في قطع مياه نهر الفرات»، مشيرا إلى أن ذلك جرى «بناء على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة». وأضاف البيان أن «السداد الترابية تقام في مناطق الزيدان، وأبي غريب»، مبينا أن «العمل يجري بإشراف مباشر من قبل قائد عمليات بغداد».
وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي طالب أمس الأحد الجهد الهندسي باستخدام «أقصى درجات القوة من أجل حماية أرواح الناس والأراضي الزراعية بعد قطع المياه عن الوسط والجنوب من قبل (داعش) والمتعاونين معهم في سدة الفلوجة»، وذلك عبر بيان مقتضب صدر عن مكتبه.
في السياق ذاته، أوضح الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، شيخ عشائر البوفهد، وهي إحدى العشائر التي تقف إلى جانب الحكومة، إن «مسلحي (داعش) وبعد أن وجدوا أن الحسم العسكري قد يطول ولا تلوح بالأفق عملية حاسمة من قبل الجيش العراقي بدأوا يناورون في الخطط والإمكانيات بما يشتت جهد الدولة العسكري والميداني، وذلك من خلال فتح جبهات جديدة لم تخطر على بال أحد، والتي تمثلت أخيرا في عملية غلق مياه الفرات». وقال الفهداوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأعمال العسكرية التي جرت في الرمادي كانت موفقة أول الأمر، وذلك لجهة تحرير مناطق كثيرة ربما باستثناء جزيرة الخالدية، إلا أن المشكلة التي نواجهها أنه لا تحصل عملية متابعة وملاحقة بما يؤدي إلى إرهاقهم، بالإضافة إلى أن هناك ما هو أكبر من ذلك، وهو عدم قطع خطوط إمداداتهم». وأوضح أن «الزخم الجديد الذي حصل عليه المسلحون جزء منه ناتج عن الاكتفاء بالقصف المدفعي والجوي من قبل الجيش دون حركة على الأرض تتولى مسك المناطق التي يجري طرد المسلحين منها، وكذلك وصول إمدادات لهم من مناطق مكشوفة كان يجب وضع خطط لقطعها حتى تجري محاصرتهم تماما، وهو ما لم يحصل والذي أدى في النهاية إلى بلوغهم سدة الفلوجة وتحكمهم فيها بالطريقة التي تجعل زمام المبادرة بأيديهم».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.