استئناف المعارك في حلب بعد انتهاء الهدنة.. وواشنطن تدين النظام لاستخدامه «الكيماوي»

استئناف المعارك في حلب بعد انتهاء الهدنة.. وواشنطن تدين النظام لاستخدامه «الكيماوي»
TT

استئناف المعارك في حلب بعد انتهاء الهدنة.. وواشنطن تدين النظام لاستخدامه «الكيماوي»

استئناف المعارك في حلب بعد انتهاء الهدنة.. وواشنطن تدين النظام لاستخدامه «الكيماوي»

استؤنفت المعارك في حلب بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة المسلحة بعيد انتهاء الهدنة الانسانية التي اعلنتها روسيا طوال ثلاثة ايام ولم تسفر عن اجلاء الجرحى من الاحياء المحاصرة.
واستهدف مسلحو المعارضة ليل السبت /الاحد احد احياء غرب حلب الخاضعة لسيطرة النظام بوابل كثيف من الصواريخ والقذائف، في حين تعرض شرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة لقصف بالقذائف والغارات الجوية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وأكد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في شرق حلب سماع دوي قذائف مدفعية خلال الليل هزت المنطقة كلها. وأدى ذلك الى سقوط ثلاثة جرحى في مناطق الفصائل، وفقا للمرصد.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن اكد يوم أمس (السبت) ان "هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين، الامر الذي يظهر انه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف اطلاق النار".
وحلب منقسمة منذ عام 2012 ويطوق النظام مناطق الفصائل المقاتلة التي لم تتلق مساعدات انسانية منذ اشهر، كما انها مهددة بنقص المواد الغذائية، وفقا للامم المتحدة.
وبدأ النظام وحليفه الروسي هجوما في 22 سبتمبر(ايلول) لاستعادة الاحياء الشرقية، ما ادى الى اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" نظرا لقوة الضربات التي اوقعت حوالى 500 قتيل وألفي جريح، بحسب الامم المتحدة.
والهدنة الانسانية التي انتهت مساء امس، لم تسفر عن مغادرة من يرغب من السكان والمقاتلين الاحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 الف شخص.
ورغم الاوضاع الصعبة، لم تشهد ثمانية ممرات حددها الجيش الروسي خلال الهدنة اي حركة. وفي النهاية، لم يغادر سوى ثمانية مقاتلين جرحى وسبعة مدنيين منطقة الفصائل.
واتهمت السلطات الروسية ووسائل الاعلام الرسمية السورية المقاتلين بمنع أي شخص من مغادرة مناطقهم.
وكانت الامم المتحدة خططت لاجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة، لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لأن "الضمانات المتعلقة بالظروف الامنية" ليست متوفرة. ومع ذلك، طلبت الامم المتحدة من روسيا تمديد الهدنة حتى مساء الاثنين.
وتقول الامم المتحدة ان 200 شخص من المرضى والجرحى يجب اجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين في حلب.
في غضون ذلك، اعلن مسؤول في الكرملين السبت ان التدخل العسكري في سوريا يهدف الى تحريرها.
وفي نيويورك، اعلن خبراء تابعون للامم المتحدة ان النظام شن هجوما كيميائيا على بلدة قميناس في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا في 16 مارس (آذار) 2015. غير أن الخبراء لم يجمعوا أدلة كافية لتحديد المسؤولية عن هجومين كيميائيين آخرين في بنش بالمحافظة نفسها في 24 مارس 2015 ، وفي كفر زيتا بمحافظة حماه في 18 أبريل(نيسان) 2014، بحسب التقرير الذي ارسل الجمعة الى مجلس الامن الدولي.
ومن أصل تسع هجمات كيميائية مفترضة نظر فيها فريق "آلية التحقيق المشتركة" وتم شنها بين عامي 2014 و2015، نسب المحققون ثلاث هجمات الى النظام السوري وهجوما واحدا الى تنظيم "داعش" المتطرف.
وفي السياق ذاته، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت السبت مجلس الامن باعتماد قرار يدين استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، ويفرض "عقوبات" على منفذي هذه الاعمال "غير الانسانية".
من جهته، دان البيت الابيض السبت "ازدراء" النظام السوري للمعايير الدولية، وذلك بعد إعلان خبراء في الامم المتحدة ان النظام استخدم اسلحة كيميائية ضد الشعب ثلاث مرات عامي 2014 و2015.
واتهمت لجنة التحقيق أيضا تنظيم "داعش" باستخدام غاز الخردل في شمال سوريا في أغسطس(ىب) 2015.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس في البيت الأبيض "ندين بأشد العبارات ازدراء نظام (الرئيس السوري بشار الأسد) للمعايير الدولية التي تم وضعها منذ فترة طويلة والمتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية، فضلا عن تهرب النظام السوري من مسؤولياته المترتبة على انضمامه إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013". وأضاف أن "النظام السوري انتهك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية والقرار 2118 (الصادر عن) مجلس الأمن الدولي، من خلال استخدامه الكلور الصناعي سلاحا ضد شعبه".
وهاجم برايس أيضا روسيا التي أتاح "دعمها لسوريا عسكريا واقتصاديا، لنظام الأسد بمواصلة حملاته العسكرية ضد شعبه"، على حد قوله.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.