الجيش اليمني يحض جنوده على التزام وقف النار «مع حفظ حق الرد»

حصار تعز يحرمها من المساعدات رغم سريان الهدنة

جانب من تحركات الجيش اليمني والمقاومة في تعز (أ.ف.ب)
جانب من تحركات الجيش اليمني والمقاومة في تعز (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يحض جنوده على التزام وقف النار «مع حفظ حق الرد»

جانب من تحركات الجيش اليمني والمقاومة في تعز (أ.ف.ب)
جانب من تحركات الجيش اليمني والمقاومة في تعز (أ.ف.ب)

لليوم الثاني على التوالي، تواصل الميليشيات الانقلابية خرقها الهدنة من خلال القصف المستمر على الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة والهجوم على مواقع المقاومة والجيش في مختلف الجبهات، موقعة بذلك خسائر مادية وبشرية في أوساط الماديين.
واحتدمت المواجهات العنيفة في الجبهات الشرقية والغربية، وفي ريف تعز، جبهة حيفان جنوب المدينة، على إثر محاولة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التقدم إلى مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني تحت غطاء ناري كثيف عليها، سقط على إثرها جرحى وقتلى من الجانبين.
وحث قائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، قوات الجيش والمقاومة في جبهة حيفان، خلال تفقده، أمس، الجمعة الخطوط الأمامية في جبهات القتال على «الالتزام بالهدنة المعلن عنها بناء على توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، مع الاحتفاظ بحق الرد»، مشددا على ضرورة «التحلي باليقظة ووضع اليد على الزناد لمواجهة أي خروقات للهدنة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية».
مؤكدا «الالتزام بتوجيهات القيادة السياسية فيما يتعلق بإطلاق النار وضبط النفس».
وبمجرد دخول الدقائق الأولى من اليوم الثاني لسريان الهدنة، قصفت الميليشيات الانقلابية بشكل عنيف أحياء حسنات وعقبة وتبة الخزان، شرق المدينة، وحي الزنوج وعصيفرة، شمالا، ومناطق الضباب وتبة الخلوة واللواء 35 مدرع، غربا، وقلعة القاهرة التاريخية وسط مدينة تعز.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية، وعتاد عسكري، ومسلحين، إلى منطقة الحوبان، شرق المدينة، وتعزيزات إلى مناطق الأحكوم والمفاليس في جهة حيفان، في ريف تعز جنوب المدينة، في الوقت الذي شهدت المفاليس اشتباكات عنيفة، ورافقها القصف على القرى ومواقع الجيش والمقاومة.
من جهته، قال العقيد عبد العزيز المجيدي، رئيس عمليات المجلس العسكري في تعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تعز لم تشهد أي هدنة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية التي خرقت الهدنة منذ بدء سريانها من خلال إطلاق نار بكثافة بمختلف أنواع الأسلحة، وما جرى هو ازدياد إطلاق النار بكثافة كبيرة من قبل الميليشيات الانقلابية بالمدفعية وبخاصة 32 والمدفعيات الثقيلة».
وأضاف أن «الهدنة في تعز أصبحت أشد من الحرب، وكلما نتحصل على هدنة تزيد وتيرة الاشتباكات وإطلاق النار ومحاولات تقدم الميليشيات الانقلابية إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من قبل الميليشيات الانقلابية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».