بوغبا يفشل مجددًا في تبرير صفقة شرائه الخيالية

أغلى لاعب في العالم يواصل الأداء المخيب للآمال.. والمنتقدون مستمرون في حملاتهم الشرسة

أداء بوغبا مع منتخب فرنسا ما زال يحمل بعض الجماليات («الشرق الأوسط») - واصل بوغبا أداءه غير المقنع في مواجهة ليفربول الأخيرة (إ.ب.أ)
أداء بوغبا مع منتخب فرنسا ما زال يحمل بعض الجماليات («الشرق الأوسط») - واصل بوغبا أداءه غير المقنع في مواجهة ليفربول الأخيرة (إ.ب.أ)
TT

بوغبا يفشل مجددًا في تبرير صفقة شرائه الخيالية

أداء بوغبا مع منتخب فرنسا ما زال يحمل بعض الجماليات («الشرق الأوسط») - واصل بوغبا أداءه غير المقنع في مواجهة ليفربول الأخيرة (إ.ب.أ)
أداء بوغبا مع منتخب فرنسا ما زال يحمل بعض الجماليات («الشرق الأوسط») - واصل بوغبا أداءه غير المقنع في مواجهة ليفربول الأخيرة (إ.ب.أ)

مع انطلاق المواجهة الأخيرة بين ليفربول ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي في «المجيء الثاني» لبول بوغبا إلى صفوف مانشستر يونايتد، استقر مستوى مشاركات اللاعب مع النادي عند 10 مباريات وهدف واحد، مع غياب تام للأداء المتألق القادر على حسم نتائج المباريات. ورغم ظهور ومضات من الأداء المتألق خلال المباراة بالفعل، فإن هذه الومضات المعدودة كانت المؤشر الوحيد على أن أغلى لاعب في العالم قادر على تقديم أداء يرقى لمستوى السعر الضخم الذي يحظى به اللاعب. بعد مرور قرابة شهرين على اليوم الذي شهد أولى مشاركات بوغبا مع مانشستر يونايتد في الموسم الجديد - وجاء أداؤه واعدًا خلال المباراة التي انتهت بفوز ناديه بهدفين دون مقابل على ساوثهامبتون - كان بوغبا في المواجهة أمام ليفربول أمام خصم مثالي لإثبات مهاراته أمامه.
في الواقع، إن ظهور بوغبا المفترض كعامل حاسم لصالح مانشستر يونايتد أمام ليفربول على استاد أنفيلد كان سيبرر مبلغ الـ93.2 مليون جنيه إسترليني التي دفعها النادي مقابل ضم اللاعب، والتفسير الوحيد المقنع للحرص البالغ الذي أبداه جوزيه مدرب يونايتد مورينهو لضم اللاعب، ما جعله يتصدر عناوين الصحف باعتباره صاحب أهم صفقة انتقال خلال الصيف. وتسبب انتقال بوغبا إلى مانشستر يونايتد في إثارة خلاف بسيط بين المدرب البرتغالي والألماني يورغين كلوب. كان مدرب ليفربول قد أثار التساؤلات حول السعر الضخم الذي تكبده النادي مقابل ضم بوغبا، وأعرب عن قلقه من أن يتحول ذلك إلى العرف السائد في أسعار اللاعبين. وقال كلوب: «في اليوم الذي سيصبح هذا العرف السائد على صعيد كرة القدم، سأعتزل كرة القدم. أنا أود المشاركة في كرة القدم على نحو مختلف. وكنت سأبقى على نهجي المختلف حتى لو توافر لدي هذا المال لإنفاقه».
من ناحية أخرى، أعرب أرسين فينغر، مدرب آرسنال، عن مخاوف مشابهة، الأمر الذي استثار استجابة كلاسيكية معهودة من مورينهو جاءت على النحو التالي: «عندما استمعت إلى بعض التعليقات والانتقادات التي صدرت عن بعض المدربين، أصبح لدي شعور بأنه لم يسبق لهم مجابهة مثل هذه المشكلة من قبل، خاصة وأنه كي تواجه كمدرب مثل هذه المشكلة ينبغي أن تكون على رأس واحد من أعظم أندية العالم. وعليه، فإنه داخل مانشستر يونايتد يمكن لمثل هذه الأمور أن تحدث».
لقد أنجزت الصفقة بالفعل وانتهى الأمر، لكن العائد من وراء هذا الاستثمار جاء مخيبًا للآمال حتى الآن. وارتبط جزء من المشكلة بالمركز الذي ينبغي أن يشارك به اللاعب الفرنسي. لقد لعب بوغبا دورًا في ثنائي خط الوسط على الجانب الأيسر في إطار خطة 4 - 2 - 3 - 1، ثم لعب على الجانب الأيسر من ثلاثي وسط الملعب في إطار خطة 4 - 3 - 3، وفي المواجهة أمام ليفربول جرى تبديل مركزه من جديد، حيث اختار المدرب له أن يلعب على مسافة معقولة من مركز قلب الهجوم الذي يحمل شاغله القميص رقم 10 في إطار التشكيل السابق. ويعني ذلك أنه لم يكن هناك مكان لخوان ماتا، صانع الألعاب الذي فضله مورينهو على واين روني والذي لعب دورًا محوريًا في اللقاء أمام ليستر سيتي والذي انتهى بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في واحد من أفضل المباريات التي قدمها مانشستر يونايتد تحت قيادة مدربه الجديد.
وإذا كان ذلك يعني أن روني أصبح فعليًا اختيارًا ثالثًا لهذا المركز، فإن ما بدا لروني وهو على مقعد البدلاء ليس سوى لاعب متردد غير قادر على ملء مركزه هو بوغبا. كانت هناك كرة رائعة موجهة إلى أندير هيريرا، لكن من دون هدف، بجانب عدوه بالقرب من نصف الملعب الخاص بليفربول دون تحقيق شيء يذكر، وركلة قوية من مسافة 25 ياردة، وبعض اللمسات الخشنة التي وضعت نهاية لاستحواذ مانشستر يونايتد على الكرة. أما بالنسبة للجانب الإيجابي من أداء بوغبا، فإنه تمثل في تبادل الكرة مع زلاتان إبراهيموفيتش والاشتباك لاستخلاص الكرة.
في الواقع، يعتبر بوغبا كلاعب بعيد تمامًا عن كونه فنانًا في التعامل مع الكرة قادر على شق صفوف الخصم، والحقيقة أن غياب ماتا ترك تأثيرًا سلبيًا على أداء مانشستر يونايتد وجعل حركته بطيئة، الأمر الذي قد تعمد مورينهو في حدوثه. وبالفعل، نجد أن لاعبي مانشستر يونايتد نجحوا في إعاقة حركة خصومهم في ليفربول على مدار الجزء الأكبر من الشوط الأول من المباراة، حتى نجح رجال كلوب في ترسيخ سيطرتهم والاستحواذ على الكرة خلال الدقائق الـ10 الأخيرة.
بيد أن هذا تحديدًا ما أخفق بوغبا في إنجازه مع بداية الشوط الثاني - ترسيخ وجوده. حقيقة الأمر كل ما فعله بوغبا (23 عاما) كان تأكيد صحة تقييم أسطور ليفربول السابق والناقد الرياضي حاليا غرايم سونيس لبوغبا. كان اللاعب الاسكوتلندي السابق، والذي يتمتع بمسيرة كروية متألقة (بشكل أساسي داخل ليفربول) تؤهله لتقييم أداء لاعبي خط الوسط، قد صرح في وقت سابق بأن: «قد يصل سعر بوغبا نهاية الأمر إلى 100 مليون جنيه إسترليني، لكن في الوقت الراهن لا أراه قريبًا من هذا المستوى على الإطلاق. إنني لا أرى فيه سوى لاعب شاب يناضل لتحديد أفضل المراكز التي يتألق بها وأفضل مستوى في إطار فريق يناضل هو الآخر للوصول إلى أفضل مستوياته».
ومع ذلك، كان مورينهو راضيًا بالتأكيد خلال الاستراحة بين الشوطين، فقد نجح في إخماد صوت ليفربول - ومشجعيهم - ولم يكن هناك تهديد يذكر لمرماه. إلا أن الحقيقة تبقى أن الدور الذي اضطلع به بوغبا على هذا الصعيد ضئيل للغاية، الأمر الذي ربما لا يصبح مقبولاً للمدرب، ذلك أن بوغبا لاعب جرى استقدامه ليكون حاضر ومستقبل مانشستر يونايتد. ولا بد أنه وضع غريب أن يكون البطل القادم في صفوف نادي جرى بناؤه على أكتاف نجوم متلألئة مثل جورج بيست وإريك كانتونا وروني، بهذه الدرجة من الشحوب داخل الملعب. يرى البعض أن بوغبا يشعر براحة أكبر في مركز لاعب الوسط المهاجم لكنه عازم على العمل على الشق الدفاعي في أدائه ليتأقلم على خطط مورينهو. ووظف مورينهو بوغبا - الذي انضم إلى يونايتد من يوفنتوس في أغسطس (آب) الماضي في صفقة قياسية على مستوى العالم - في عمق وسط الملعب ولم يقدم اللاعب أفضل مستوياته حتى الآن باستاد أولد ترافورد. وقال بوغبا مؤخرًا: «أحاول التأقلم. أنا لاعب يفضل التقدم إلى الأمام. أعطاني المدرب تعليمات.. وأحاول تنفيذها». ولعب بوغبا كواحد من لاعبي وسط مدافعين مع يونايتد وسجل هدفا واحدا في ثماني مباريات وأخفق في السيطرة على مجريات الأمور على النحو الذي ينشده مورينهو بعدما دفع النادي مبلغًا قياسيًا للتعاقد معه. وقال: «يجب علي استعادة الكرة والقيام بعمل دفاعي. أواجه صعوبة بعض الشيء في اللعب بطريقة مختلفة.. مثل دور (زميله السابق في يوفنتوس أندريا بيرلو). يجب علي أن ألعب.. وأستعيد الكرة وألعب بصورة أكبر لصالح الفريق».
إن أفضل اللاعبين هم أولئك القادرون على خلق اختلاف داخل الملعب لصالح فريقهم. من جانبه، قال سونيس في تقييمه لبوغبا: «لا أرى أنه يملك إدراكًا جيدًا للمباراة». ورغم أن هذا النقد قد يبدو قاسيًا، لكن بالنظر إلى هذه المباراة تبدو وجهة نظره معقولة. والآن، يكمن التحدي الأكبر أمام بوغبا في إثبات خطأها.



تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.