11 قتيلاً لـ«حزب الله» في حلب خلال شهر واحد

مصدر: الحزب يتعرض للاستنزاف في بنيته العسكرية في سوريا

لبنانية تنعى قريبها المقاتل في «حزب الله» علاء نجمة الذي قضى في معارك حلب خلال جنازته أمس في بيروت (رويترز)
لبنانية تنعى قريبها المقاتل في «حزب الله» علاء نجمة الذي قضى في معارك حلب خلال جنازته أمس في بيروت (رويترز)
TT

11 قتيلاً لـ«حزب الله» في حلب خلال شهر واحد

لبنانية تنعى قريبها المقاتل في «حزب الله» علاء نجمة الذي قضى في معارك حلب خلال جنازته أمس في بيروت (رويترز)
لبنانية تنعى قريبها المقاتل في «حزب الله» علاء نجمة الذي قضى في معارك حلب خلال جنازته أمس في بيروت (رويترز)

تفاقمت خسائر ما يسمى «حزب الله» في الأسابيع القليلة الماضية مع احتدام المعارك في مدينة حلب وعدم توقف الاشتباكات، رغم تجميد الضربات الجوية الروسية والسورية على الأحياء الشرقية للمدينة منذ يوم الثلاثاء الماضي. وأفادت المعلومات بسقوط 11 عنصرا للحزب في حلب وحدها هذا الشهر، أبرزهم المسؤول العسكري الثاني لما يسمى «حزب الله» في معركة حلب، حاتم حمادة، المعروف في الوسط العسكري في الحزب باسم «الحاج علاء» الذي شيّعه الحزب منتصف الأسبوع الحالي.
ونعى ما يسمى «حزب الله» الأربعاء الماضي، مقاتلين سقطا خلال مشاركتهما إلى جانب قوات النظام السوري في قتال فصائل المعارضة في مدينة حلب. وتحدثت صفحات مؤيدة لما يسمى «حزب الله» عن مقتل الشاب علاء حسن نجمة من بلدة عدلون الجنوبية، وزميله حسين محمد غندور من النبطية في حلب. وكان قد سبق للحزب أن نعى ثمانية مقاتلين في وقت سابق هذا الشهر يتحدرون من البقاع شرق لبنان كما من مناطق الجنوب.
وقُتل المسؤول العسكري الثاني لما يسمى «حزب الله» في معركة حلب «الحاج علاء»، جراء عبوة ناسفة انفجرت به ومرافقيه، أثناء وجودهم في منطقة «1070 شقة» في جنوب غربي مدينة حلب التي شن الحزب وقوات النظام السوري عملية عسكرية أفضت إلى التقدم بالمنطقة.
وأفاد موقع «ليبانون ديبايت» بأن حمادة «يقود الوحدة 125 العسكرية الأمنية في (حزب الله)، ومعروف أنه أحد القادة المتمرسين في العمل العسكري ومن أبناء الرعيل الأول، ويعتبر القيادي العسكري الثاني في (حزب الله) على جبهة حلب»، حيث قضى حمادة.
ويعتبر «الحاج علاء»، من الشخصيات الرفيعة في الجناح العسكري لما يسمى «حزب الله» ومن الوجوه السرية قليلة الظهور، وقد كان له دور بارز إلى جانب قوات النظام السوري في معارك مناطق القلمون والزبداني بريف دمشق، إضافة إلى مناطق أخرى. ويُعد حمادة (الحاج علاء) ثالث أرفع الشخصيات القيادية فيما يسمى «حزب الله» التي قتلت في الحرب السورية خلال خمس سنوات، بعد مصطفى بدر الدين الذي كان المسؤول العسكري العام للحزب في الجبهة السورية، وقتل في شهر مايو (أيار) الماضي في ريف دمشق إثر «قصف مدفعي»، بحسب رواية الحزب، الذي كان يعتبر أرفع الشخصيات العسكرية في الحزب التي قضت في سوريا. كما يأتي حمادة في موقع يلي موقع علاء البوسنة الذي كان قائدًا ميدانيًا رفيعًا في جبهات الجنوب وحلب وريف دمشق، وكان حمادة من معاونيه. كما قتل للحزب، من بين أكثر من ألف ومائتي قتيل، قياديون كانوا يتولون قيادة معارك محددة. ويشير هذا الواقع إلى أن الحزب يتعرض للاستنزاف في بنيته العسكرية في سوريا، بالنظر إلى أن هناك قيادات راكمت خبرات عسكرية طوال 30 عامًا، حين يُشار إلى أن القيادي من «الرعيل الأول للحزب».
ولا ينفي مدير مؤسسة «أمم للأبحاث والتوثيق» المعارض لما يسمى «حزب الله»، لقمان سليم، أن هناك استنزافًا في بنية القيادات العسكرية للحزب، يمكن أن يخلف «ثغرة على مستوى قيادات تمتلك خبرات وخاضت حروبًا سابقة»، لكنه تساءل: «هل يمكن استدراك تلك الخسائر المحققة؟». وأضاف: «يمكن لإيران أن ترسل قيادات بديلة لإدارة المعركة، لأن موضوع الحرب السورية لا يقف عند كثير الحزب، في وقت يوجد في الميدان السوري المقاتل العراقي والأفغاني والإيراني وغيرهم.. لذلك دعنا لا نبن كثيرًا على تلك الخسائر». وقال سليم لـ«الشرق الأوسط»، إن المفارقة في قضية الحزب، ورغم خسائره، أن «تلك الخسائر تترافق مع عسكرة مستمرة في بيئته، وتخرّج أجيالاً جديدة من المقاتلين»، مضيفًا: «الخسائر، وبصرف النظر عن الرتب العسكرية للقتلى، ستحول الحزب نحو مزيد من العسكرة للتنظيم وللبيئة التي يخرج منها»، معتبرًا أن «الحروب عادة ما تقوي البنية الفاشية لتلك التنظيمات أكثر مما تضعفها».
ورفض سليم ربط الخسائر البشرية للحزب، بوجهة نظر جمهوره، قائلاً: «لنكن واقعيين، القتلى لن يؤثروا على علاقة الحزب بجمهوره، بالنظر إلى سؤال جوهري يُطرح: هل هناك انفكاك عن الغطاء الآيديولوجي الذي يغطي به الحزب مشاركته في الحرب بسوريا؟». وأضاف: «كلما تضاعف التوتر المذهبي، نرى مزيدا من التصاق الجمهور بما يروج له الحزب»، على قاعدة أنه «عندما تحسن تقديم السم، فالناس ستتجرعه».



الجيش الأميركي يدمر 3 مسيّرات حوثية ومركبة دعم

مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يدمر 3 مسيّرات حوثية ومركبة دعم

مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من حاملة الطائرات «يو إس إس أيزنهاور» لهاجمة أهداف حوثية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش الأميركي تدمير 3 طائرات حوثية من دون طيار ومركبة دعم في مناطق يمنية تُسيطر عليها الجماعة المدعومة من إيران، وذلك في سياق الضربات الدفاعية التي تقودها واشنطن لحماية السفن من الهجمات المستمرة للشهر العاشر في البحر الأحمر وخليج عدن.

الضربات الأميركية ضد قدرات الحوثيين تزامنت مع استمرار الجهود التي تدعمها قوة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر (أسبيدس) من أجل إنقاذ ناقلة النفط اليونانية «سونيون»، وقَطْرها إلى مكان آمن لتجنب كارثة بيئية غير مسبوقة عالمياً في حال انفجارها أو غرقها في البحر الأحمر.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، السبت، أن قواتها نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية، في تدمير 3 طائرات مسيرة ومركبة دعم في المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وطبقاً للبيان، تبيّن أن هذه الأنظمة الحوثية تُشكل تهديداً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه قد جرى اتخاذ هذه الإجراءات (تدمير الأهداف) لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

ولم تُشر الجماعة الحوثية إلى تلقي أي ضربات غربية في اليومين الأخيرين، كما لم تتبنَّ أي هجوم جديد ضد السفن في البحر الأحمر، منذ الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي؛ إذ كانت قد هاجمت في ذلك التاريخ ناقلة نفط تحمل علم بنما من دون التسبب في أضرار كبيرة.

وتشن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية.

مسيّرات حوثية تستخدمها الجماعة في شن هجماتها ضد السفن (رويترز)

وأطلقت واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمّته «تحالف حارس الازدهار» لحماية الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين الذين يزعمون مناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.

وتلقت الجماعة الحوثية أكثر من 620 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت في مجملها إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ومن بين نحو 185 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) الماضي إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بعدد من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

إنقاذ «سونيون»

في آخر تحديث بخصوص عملية إنقاذ ناقلة النفط اليونانية «سونيون»، نشرت المهمة الأوروبية في البحر الأحمر (أسبيدس)، السبت، صوراً جديدة للناقلة التي تشتعل الحرائق على متنها بسبب هجمات الحوثيين، إلى جانب صور لأصولها العسكرية وسفينتي القطر اللتيين سوف تستخدمان في الإنقاذ.

استمرار الحرائق على سطح ناقلة النفط «سونيون» الجانحة في البحر الأحمر (المهمة الأوروبية «أسبيدس»)

وقالت المهمة الأوروبية في بيان: «إن عملية إنقاذ السفينة (سونيون) ضرورية لتجنب كارثة بيئية محتملة في المنطقة. ولتحقيق هذه الغاية، يعمل عدد من الجهات الفاعلة العامة والخاصة معاً».

وأضافت أن أصول المهمة «أسبيدس» شاركت بنشاط في هذا المسعى المعقد، من خلال خلق بيئة آمنة، وهو أمر ضروري للقاطرات لإجراء عملية السحب.

ومن خلال تفويضها الدفاعي، أكدت «أسبيدس» أنها تعمل على حماية السلع المشتركة العالمية، بما في ذلك البيئة وسبل عيش أولئك الذين يعيشون حول البحر الأحمر.

وكان الحوثيون المدعومون من إيران قد شنّوا سلسلة هجمات على الناقلة في 21 أغسطس (آب) الماضي، ما أدى إلى توقف محركها وجنوحها في البحر الأحمر بين اليمن وإريتريا، قبل أن تتدخل فرقاطة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية، وتقوم بإجلاء الطاقم المكون من 29 شخصاً إلى جيبوتي، وفق بيانات السلطات الجيبوتية.

سفن أوروبية ترافق قاطرات لإنقاذ الناقلة «سونيون» بعد تعرضها لهجمات الحوثيين (المهمة الأوروبية «أسبيدس»)

ولم يكتفِ الحوثيون بهذه الهجمات؛ حيث قاموا في اليوم التالي لإجلاء الطاقم، بالصعود على متن الناقلة التي تحمل مليون برميل من النفط الخام، وتفخيخ سطحها وتفجيرها، ما أدى إلى اشتعال الحرائق في نحو 5 مواضع على الأقل.

ومع تصاعد المخاوف من حدوث أكبر كارثة بيئية محتملة في العالم في حالة انفجار الناقلة «سونيون» أو غرقها في البحر الأحمر، كانت الجماعة الحوثية قد وافقت على السماح بمحاولة إنقاذ السفينة، بعد أن تلقت ضوءاً أخضر من إيران، بناءً على مطالب أوروبية.

ومنذ ذلك الحين لم تتمكن الشركة التي تتولى عملية الإنقاذ من تنفيذ المهمة، قبل أن يعود الحديث مجدداً عن محاولة جديدة ستبدأ قريباً لقطر الناقلة إلى مكان آمن.

وأعلن خفر السواحل في اليونان في وقت سابق أنه من المقرر البدء قريباً بقطر ناقلة «سونيون» التي تحمل أكثر من مليون برميل نفط.