الهدنة في سوريا على طاولة البحث الألمانية - الروسية

مصادر: ميركل ستحمل مقترحات فرض العقوبات على روسيا إلى المجلس الأوروبي

الهدنة في سوريا على طاولة البحث الألمانية - الروسية
TT

الهدنة في سوريا على طاولة البحث الألمانية - الروسية

الهدنة في سوريا على طاولة البحث الألمانية - الروسية

بعد أربع سنوات من الانقطاع في سلسلة اللقاءات الألمانية - الروسية، التي تعقد مرة كل ستة أشهر، استقبلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار قمة النورماندي المصغرة ببرلين. وأعلنت الحكومة الألمانية أن ميركل ستناقش الوضع في سوريا مع بوتين في الاجتماع المخصص أساسًا لإيجاد تسوية للنزاع الروسي الأوكراني.
وتركزت المساعي الدبلوماسية الألمانية حتى الآن على تثبيت وقف إطلاق النار وإيجاد ممرات لتقديم المساعدات الإنسانية للناس المحاصرين في شرق حلب. وسبق للمتحدث الرسمي باسم الحكومة، أن وصف قصف المستشفيات وقوافل العون الإنساني إلى حلب بـ«جرائم حرب».
وتأتي مشاركة الزعيم الروسي بعد يوم من إعلان وقف النار في حلب، ووقف القصف السوري والروسي على المدينة المحاصرة 8 ساعات بدءا من اليوم، في بادرة «حسن نية» تسبق القمة الرباعية ببرلين التي تتابع تطبيق مفردات مبادرة السلام في مينسك. كما تأتي المشاركة بعد تعالي الأصوات الداعية في ألمانيا إلى فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا. وسبق للحكومة الألمانية أن أعلنت أن المستشارة الألمانية لا تستبعد أي إجراءات، بضمنها العقوبات، لوقف جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا من قبل «نظام الأسد ومن يدعمه».
وسبق لوزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير، أن رحب بوقف إطلاق النار، لكنه اعتبر أن الفترة غير كافية لإغاثة المدنيين. وقال: إن «فترة أطول للإغاثة الإنسانية هي إنسانية بحد ذاتها». إلا أنه شكك بفائدة فرض المزيد من العقوبات على روسيا، وقال: إنه لا يقف وحيدًا في موقفه هذا من الموضوع.
وفي ردها على أسئلة «الشرق الأوسط»، قالت دائرة المستشارة الألمانية، إن ميركل ستحمل مقترحات فرض العقوبات على روسيا معها إلى المجلس الأوروبي، رغم أن هذه العقوبات ليست على جدول أعمال المجلس، لكن هذا لا يعني أن أعضاء آخرين في الاتحاد الأوروبي لا يتحدثون في هذا الموضوع. وجاء في الرد، أن معاناة الناس في حلب تتفاقم، ولا يوفر القصف رجلا أو امرأة أو طفلا، ويهدف إلى تحطيم البنية التحتية لحياة الناس. ويتبع نظام الأسد سياسة ممنهجة تدعو إلى الحصار والتجويع والقصف، وقصف المساعدات الإنسانية والمستشفيات. هذا لا يجري دون دعم من حلفاء الأسد، وهي جرائم حرب. والمستشارة تفكر في الخيارات كافة، من بينها العقوبات ضد من ينفذ هذه الجرائم وضد من يساعد في تنفيذها. يهمنا إيصال المساعدات الإنسانية للناس والبحث عن سبيل لوقف إطلاق النار.
تهدف مساعي الحكومة الألمانية إلى فتحج ممرات لإغاثة الناس المحاصرين على أساس وقف إطلاق للنار. وهذه خطوة تتبعها خطوات أخرى على طريق تثبيت الهدنة والعودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين الروسي والأميركي. وتؤكد الحكومة ما سبق أن قاله وزير الخارجية شتاينماير عن ضرورة أن تتواصل قنوات الحوار بعد أسابيع من الانقطاع، وأنه لن يمكن التوصل إلى حل إلا بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والمشاركة البناءة من قبل القوى في المنطقة.
وذكر مارتن شيفر، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن العقوبات في هذه اللحظة لن تأت بشيء؛ لأن تأثير العقوبات بعيد المدى، في حين أن الحاجة الملحة تتطلب إنجازات على المدى القصير، أي على صعيد وقف إطلاق النار والسماح بممرات لإغاثة الناس. وربما يكشف موقف شيفر من العقوبات على روسيا عن بعض الخلاف بين رؤية الحزبين الحاكمين ببرلين، وهما الحزب الديمقراطي المسيحي «ميركل» والحزب الديمقراطي الاشتراكي «شتاينماير»؛ إذ وقف رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ونائب ميركل، زيغمار غابرييل إلى جانب تخفيف العقوبات على روسيا بدلاً من تشديدها.
وبعد تصاعد المطالبة في ألمانيا بفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، وجّه الرئيس الروسي بوتين ضربة استباقية إلى هذه المطالبات حينما أعلن عملاق الغاز الروسي غازبروم تعيين المستشار الاشتراكي السابق غيرهارد شرودر رئيسًا لشركة «نورث ستريم». وهو مشروع أنابيب الغاز الذي يوفر 5 مليارات متر مكعب من الغاز الروسي سنويا إلى أوروبا. ومعروف عن شرودر صداقته الحميمة مع بوتين، ورفضه العقوبات على روسيا. وعمل شرودر طوال السنوات الماضية عضوا في مجلس إدارة «نورث ستريم».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».