العاهل المغربي يحل برواندا في مستهل جولة بشرق أفريقيا

أشرف مع الرئيس كاغامي على توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين

العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس بول كاغامي في كيغالي خلال زيارته إلى رواندا (أ.ف.ب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس بول كاغامي في كيغالي خلال زيارته إلى رواندا (أ.ف.ب)
TT

العاهل المغربي يحل برواندا في مستهل جولة بشرق أفريقيا

العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس بول كاغامي في كيغالي خلال زيارته إلى رواندا (أ.ف.ب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس بول كاغامي في كيغالي خلال زيارته إلى رواندا (أ.ف.ب)

وقع كل من المغرب ورواندا عددًا من الاتفاقيات من أجل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، خصوصا في مجال التشاور السياسي وقطاعات الزراعة، وتشجيع الاستثمار والطاقة المتجددة، والسياحة والإسكان والتكوين المهني، والقطاع المالي والضريبي والبنكي، والتكنولوجيات الجديدة والملاحة الجوية والسياحة؛ وذلك على هامش زيارة يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى رواندا في مستهل جولة بشرق أفريقيا، هي الأولى من نوعها.
وأجرى ملك المغرب أمس مباحثات سياسية على انفراد مع الرئيس بول كاغامي، قبل أن تتوسع لتشمل وزيري خارجية البلدين.
وتم التوقيع على الاتفاقيات المذكورة في العاصمة الرواندية كيغالي أمس (الأربعاء)، بحضور الملك محمد السادس والرئيس الرواندي كاغامي، وعدد من مسؤولي البلدين ورجال الأعمال.
وكان العاهل المغربي قد وصل إلى كيغالي الثلاثاء رفقة وفد حكومي رفيع المستوى، وعدد كبير من رجال الأعمال والقطاع الخاص، في زيارة «صداقة وعمل» إلى رواندا تستمر ثلاثة أيام، من المنتظر أن تجري خلالها أنشطة مشتركة للتقارب ما بين الحكومتين، وتعزيز الروابط الاقتصادية بين القطاعين العام والخاص في البلدين.
ويعد المغرب المستثمر الاقتصادي الأول في بلدان غرب أفريقيا، والثاني على مستوى القارة الأفريقية، ويراهن على جولة الملك في بلدان شرق أفريقيا لتعزيز حضوره الاقتصادي في هذه البلدان، ذات الاقتصاد الصاعد بقوة في السنوات الأخيرة، كما يرغب المغرب في تأكيد نفوذه الاقتصادي والسياسي في هذه المنطقة.
من جهة أخرى، يعتقد مهتمون بالشأن الأفريقي أن حضور العاهل المغربي إلى هذه المنطقة سيجلب منافع اقتصادية كبيرة للمغرب، الذي ظل نفوذه الاقتصادي والسياسي محصورا في عدد من بلدان غرب ووسط القارة الأفريقية، وذلك ضمن سياسة المغرب لتعزيز التعاون جنوب - جنوب.
وكان العاهل المغربي قد عين نحو 70 سفيرا، ضمنهم 18 سفيرا في أفريقيا في بلدان مثل تنزانيا وأوغندا وإثيوبيا، وجيبوتي ورواندا وكينيا وموزمبيق؛ كما أن جولة ملك المغرب التي ستشمل رواندا وتنزانيا وإثيوبيا، تأتي بعد أشهر قليلة من رسالة وجهها إلى قمة الاتحاد الأفريقي التي انعقدت في يوليو (تموز) الماضي في كيغالي، وهي الرسالة التي فتحت الباب أمام عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، بناء على مطالب بلدان أفريقية كثيرة، اعتبرت أن غياب المغرب منذ 1981 عنه، يعد عائقًا أمام وحدة العمل الأفريقي وتعزيز العمل المشترك، الذي تقوم به هيئات الاتحاد، كما تضمنت الرسالة تأكيد المغرب تمسكه الدائم بمكانته في أفريقيا، وبأن غياب المغرب عن هيئات الاتحاد الأفريقي لا يعني أنه كان غائبا عن القارة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.