الانقلابيون يحتجزون 10 آلاف معارض في 484 معتقلاً و10 سجون سرية

تقرير حقوقي يكشف تورط الحوثيين في استخدامهم دروعًا بشرية

مسلحون موالون للحوثيين خلال تجمع في صنعاء مطلع الشهر الحالي (أ.ب)
مسلحون موالون للحوثيين خلال تجمع في صنعاء مطلع الشهر الحالي (أ.ب)
TT

الانقلابيون يحتجزون 10 آلاف معارض في 484 معتقلاً و10 سجون سرية

مسلحون موالون للحوثيين خلال تجمع في صنعاء مطلع الشهر الحالي (أ.ب)
مسلحون موالون للحوثيين خلال تجمع في صنعاء مطلع الشهر الحالي (أ.ب)

كشف تقرير حقوقي رسمي عن تورط الميليشيات الانقلابية في اليمن في اعتقال نحو 10 آلاف شخص في المناطق الخاضعة لسيطرتها خلال عام ونصف العام، مشيرًا إلى أن إجمالي السجون والمعتقلات التابعـة لميليشيات الحوثي وصالح بلغ عددها نحو 484 معتقـلا، إضافة إلى 10 سجون سرية.
وقال التقرير الصادر عن «التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان» إن القوات التابعة للحوثي والرئيس المخلوع صالح، اعتقلت أكثر من 9 آلاف و949 مواطنا يمنيا معارضا، لافتا إلى أن تلك الاعتقالات تمت منذ سيطرة الميليشيات على العاصمة اليمنية صنعاء يوم 21 سبتمبر (أيلول) 2014 حتى 30 أبريل (نيسان) 2016. وأضاف التقرير الحقوقي الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية الموالية للسلطة الشرعية «سبأ» أن 40 في المائة من المعتقلين لدى مسلحي الحوثي وصالح ألقي القبض عليهم بسبب كتابات لهم في مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا فيها سلطات الانقلاب في اليمن.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين وحليفهم صالح، استخدموا المعتقلين كدروع بشرية، لأول مرة يوم 21 مايو (أيار) 2015 داخل إدارة حديقة وهران بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، مما أسفر عن مقتل 12 معتقلا. وأفاد التقرير بأن «كثيرًا من المعتقلين يتعرضون للتعذيـب البشـع كالجلـد والضـرب بـآلات حـادة والصعـق الكهربائـي وتعريضهـم للصقيـع والكـي بالنـار، لإجبارهـم علـى الاعتـراف بتهم وجرائم لم يرتكبوها». وأكد التقرير أن معتقلات «الحوثيين» تتنافى مع أدنى المعايير الإنسانية لافتقار معظمها لشبكات صرف صحي جيدة، وانعدام التهوية والإضاءة بداخلها، إضافة لاستخدامها لتخزين أسلحة ثقيلة ومتوسطة معرضة للقصف».
وأكدت مصادر محلية في محافظة ذمار الواقعة جنوب صنعاء، حقيقة استخدام الميليشيات للمعتقلين دروعًا بشرية أثناء الحرب الدائرة منذ نهاية مارس (آذار) 2015. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن واقعة متنزه وهران شمال مدينة ذمار يوم 21 مايو 2015 لم تعد بخافية على أحد، إذ كانت الميليشيات اقتادت 12 شخصا بينهم صحافي معروف لسكان المحافظة إلى المكان «متنزه وهران» الذي سبق أن أغارت عليه طائرات التحالف باعتباره ثكنة عسكرية ومقرا لعمليات الميليشيات.
في سياق متصل، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» عن مقتل 1163 طفلا، وجرح 1730 طفلا، نتيجة للحرب في اليمن، منذ اندلاعها في مارس 2015 حتى سبتمبر 2016. وقال المتحدث باسم منظمة اليونيسيف في اليمن، محمد الأسعدي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المنظمة بمحافظة الحديدة غرب البلاد أول من أمس، إن هذه الأرقام تعتبر منخفضة؛ إذ تشير تقديرات اليونيسيف إلى أن عدد الأطفال الذي قتلوا أو أصيبوا جراء ذلك أعلى بكثير. وأضاف الأسعدي أن مليونا و300 ألف طفل معرضون لخطر التهابات الجهاز التنفسي الحاد، ومليونين و600 ألف طفل تحت سن الخامسة معرضون لخطر الحصبة، وأن 350 ألف طالب وطالبة حرموا من التعليم الدراسي العام الماضي جراء إغلاق 780 مدرسة دمرت إما بشكل كامل وإما بشكل جزئي، لافتا إلى وجود مليون و500 ألف طفل في سن التعليم خارج المدارس.
من جهة أخرى، قالت وزارة النفط اليمنية إنها «تحرص على توفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي لجميع المحافظات اليمنية، رغم ما تمارسه ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من عمليات نهب وتلاعب وابتزاز في الاحتياجات الأساسية للمواطنين، متوعدة المتلاعبين بالأسعار بإجراءات قانونية رادعة».
ووجه وكيل وزارة النفط والمعادن المهندس شوقي المخلافي، شركتي النفط والغاز في محافظة مأرب شرق اليمن، إلى تفعيل الدور الرقابي بالتعاون مع السلطات المحلية والأجهزة المختصة في المحافظات المحررة، وتطبيق العقوبات الرادعة في حق كل المخالفين والمتاجرين بمعيشة الناس في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن. وقال المخلافي إن «السعر الرسمي لأسطوانة الغاز المنزلي هو 1200 ريال، (5 دولارات) ومن يتلاعب في هذه الأسعار فهو يعرض نفسه للإجراءات القانونية».
ووفقا لما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية، فإن وكيل الوزارة أشار إلى أن الحوثيين والقوات الموالية لصالح تجردوا من كل القيم الإنسانية والاجتماعية، وارتكبوا عمليات تدمير ممنهج للمؤسسات النفطية والسيطرة على مقدراتها لفتح أسواق سوداء لبيعها بأسعار مضاعفة للمواطنين، وساعدهم في ذلك ابتزاز بعض التجار الذين جعلوا من المشتقات النفطية والغاز المنزلي تجارة مربحة بطريقة غير قانونية. وشدد على بذل المزيد من الجهد للحد من أي اختلالات قائمة، ورفع كفاءة الأداء ونزول فرق الرقابية الميدانية، داعيا كل الأجهزة المعنية القيام بدورها في هذا الشأن وضبط الأسعار.
يشار إلى أن أسعار الغاز المنزلي، قد ارتفعت بشكل مخيف وغير مسبوق في الآونة الأخيرة، بعدما كانت استقرت في الفترة الماضية. وبعد هذا الارتفاع باتت قيمة الأسطوانة الواحدة تتراوح بين 8 دولارات كحد أدنى و24 دولارا (أي بين 2000 ريال يمني و6000 ريال يمني)، في المحافظات البعيدة عن المحافظات المنتجة والمزودة للغاز.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.