نويفو أرينال.. مقصد المتقاعدين الأميركيين العقاري في كوستاريكا

مناخ جيد وطبيعة رائعة.. وضرائب منخفضة

منزل مكون من ثلاث غرف نوم يطل على بحيرة أرينال في كوستاريكا (نيويورك تايمز)
منزل مكون من ثلاث غرف نوم يطل على بحيرة أرينال في كوستاريكا (نيويورك تايمز)
TT

نويفو أرينال.. مقصد المتقاعدين الأميركيين العقاري في كوستاريكا

منزل مكون من ثلاث غرف نوم يطل على بحيرة أرينال في كوستاريكا (نيويورك تايمز)
منزل مكون من ثلاث غرف نوم يطل على بحيرة أرينال في كوستاريكا (نيويورك تايمز)

يقع المنزل ذو الطابقين، الذي تم الانتهاء من بنائه عام 2014، في مجمع سكني مغلق في مدينة نويفو أرينال الصغيرة المطلة على الساحل الشمالي لبحيرة أرينال في المناطق المرتفعة الشمالية بكوستاريكا. ويطل المنزل المشيد من الخرسانة والمعدن على مساحة تقترب من النصف فدان، وتحديدًا ثلاثة آلاف قدم مربع، على البحيرة التي تمتد على مساحة 33 ميلاً مربعًا، وكذلك على سلسلة جبال تيلاران.
في الطابق العلوي من المنزل توجد غرفة النوم الرئيسية، في حين يوجد جناحان خاصان للضيوف في الطابق الأرضي، إلى جانب مساحة مشتركة يمكن استغلالها كغرفة للأنشطة أو للترفيه، على حد قول ترينت ديشين، صاحب شركة «تيم رياليتي» في نويفو أرينال. أما خافيير رويز، شريكه في العمل، فقد كان المهندس المعماري الذي أقام المنزل الذي يباع مؤثثًا، وذلك مقابل 995 ألف دولار أميركي.
يمكن دخول المنزل من المرأب، الذي يتسع لسيارتين، كما يمكن الدخول من المدخل المتقوس الرئيسي، الذي ينفتح على بهو كبير ملحق به حمام للضيوف. المساحة المخصصة للمعيشة، والتي تتخذ شكل حرف «L» اللاتيني، مفتوحة، وبها جدار خلفي به نوافذ وأبواب زجاجية تنفتح على شرفة. ويوجد في الغرفة الكبيرة مدفأة ضخمة، وتطل على حوض سباحة به مياه مالحة.
أما غرفة تناول الطعام الملاصقة، فتنفتح على المطبخ، الذي صنعت أسطح مناضده من حجر الغرانيت، مع منضدة في وسط المطبخ، وحوضي غسيل من الغرانيت، وأرضيته من حجر الترافرتين.
ويوجد في الجناح الرئيسي خزانتان يمكن دخولهما، وغرفة لغسيل الملابس، وحمام يضم حوض استحمام، ودش، وتواليت، وحوضين لغسيل الأيدي. وهناك باب يؤدي إلى الخارج إلى دش خاص في الحديقة.
ويغطي الشرفة الموجودة في الجزء الخلفي من المنزل أسقف مصنوعة من شجر الأرز الإسباني، وبه مراوح للسقف، بينما صنعت الأرضيات من حجر الكورالينا الحجري المستورد من جمهورية الدومنيكان.
للأجنحة المخصصة للضيوف في الطابق السفلي مداخل منفصلة، مما يجعلها مناسبة لإقامة الضيوف لفترة طويلة كما يوضح ديشين. كل جناح به غرفة نوم، وحمام كامل، ومطبخ صغير، وشرفة مغطاة، مع توفر غرفة غسل أخرى.
وملحق بحوض السباحة شلال مياه يصل إلى الطابق الخاص بالضيوف. ويمكن زيادة قوة الشلال أو خفضها من خلال نظام ضخ.
يتكون المجمع السكني المغلق من 35 قطعة، لا يزال 12 منها متوفرًا بسعر يتراوح بين 35 ألفًا و110 آلاف دولار أميركي، بحسب ديشين. وتوجد كل المرافق تحت الأرض.
ويحظر البناء على الساحل، مما يجعل بحيرة أرينال منطقة في غاية النظافة والهدوء. وشهدت تلك المنطقة توسعات في السبعينات من أجل إنشاء سد للطاقة الكهرومائية، الذي لا يزال مصدرًا للكهرباء حتى الآن. وهناك متنزه في قلب نويفو أرينال، يبعد ثلاث دقائق بالسيارة عن المنزل، ويمكن من خلاله الاستمتاع بالبحيرة، وهناك مرفأ قوارب شرعي.
والشاطئ هنا من الطين، لذا يذهب الناس إلى هناك من أجل ركوب قارب بغرض السباحة على حد قول ديشين.
ولا يوجد منصات للتزود بالوقود على البحيرة، ويقتصر نشاط استخدام القوارب تقريبًا على الصيادين وقائدي القوارب الصغيرة كما أوضح روبرت لوكس، صاحب شركة «موران ريال ستيت» في نويفو أرينال. وتشتهر الجهة الغربية من البحيرة، التي تشهد هبوب رياح، بنشاط التزلج على الماء باستخدام قوة الرياح، واللعب بالطائرة الورقية.
ويوجد في المدينة متاجر بقالة، وصيدليات، ومتاجر، وعيادة، وعدة مطاعم فخمة، منها «جينجر بريد»، الذي يعد فندقا صغيرا أيضًا، ويحظى بشهرة لأن الطاهي الرئيسي به هو إييل بين مناحم، ولما يقدمه من طعام محلي طازج.
وسميت المنطقة بهذا الاسم بسبب بركان أرينال، الذي بات خامدًا منذ عام 2010. مع ذلك لا تزال المنطقة من مناطق الجذب السياحي الشهيرة. ويقع البركان، الذي يبعد 45 دقيقة بالسيارة عن نويفو أرينال، في متنزه وطني يمتد على مساحة 30 ألف فدان، ويوجد بالقرب منه مرصد، وممرات للتسلق. كما يوجد في مدينة لا فورتونا السياحية القريبة كثير من الينابيع الساخنة التجارية.
ويقع أقرب مطار دولي في مدينة ليبريا، ويبعد عن المنطقة نحو 90 دقيقة بالسيارة. رغم أن المطار الموجود في سان خوسيه، يبعد ضعف المسافة، إلا أنه يقدم أسعار رحلات طيران أقل، لذا يختار بعض السكان الذهاب إليه كما يوضح ديشين.

نظرة عامة على السوق

في الوقت، الذي شهدت فيه سوق المنازل في منطقة البحيرة تحسنًا خلال العام الحالي بعد مدة طويلة من التراجع بسبب الركود، لا تزال «سوقًا مذهلة للمشتري»، على حد قول لوكس، الذي أضاف: «هناك كثير من العقارات المعروضة للبيع».
لا يوجد في كوستاريكا خدمة عرض المنازل للبيع، لذا ليس من السهل تتبع ومعرفة معلومات عن المعروض، وأسعاره.
الأسعار في منطقة البحيرة أقل من المدن المطلة على شواطئ شهيرة على طول ساحل المحيط الهادي في كوستاريكا. ويبدأ سعر المنازل المبنية على الطراز الأميركي من 160 ألف دولار أميركي على حد قول لوكس. وهناك عدد محدود من العقارات بسعر مليون دولار أو أكثر قليلا أمام البحيرة.
عادة ما ينفق المشترون الأجانب ما يتراوح بين 250 ألفًا و400 ألف دولار أميركي لشراء منزل مكون من غرفتي نوم أو ثلاث في مجمع سكني مغلق.
وقال لوكس: «نادرًا ما يشتري الناس هنا منزلاً بسعر أكبر من 500 ألف دولار أميركي. وأكثر المشترين من المتقاعدين، الذين باعوا منازلهم في الولايات المتحدة، ولا يريدون استثمار مبلغ ضخم كهذا في بلد غريب».

من يشتري في نويفو أرينال

تزداد شعبية منطقة نويفو أرينال بفضل المتقاعدين القادمين من الولايات المتحدة الأميركية وكندا، فالمناخ رائع، ودرجة الحرارة ليست مرتفعة مثل بعض المناطق الأخرى من البلاد، وتكلفة المعيشة أقل عنها في المدن المطلة على شواطئ، ومن أسباب ذلك عدم تجهيز المنازل بمكيفات هواء على حد قول لوكس. وأضاف لوكس قائلا: «لا توجد أعاصير. هناك أمطار غزيرة، لكن لا تحدث فيضانات».
بحسب تقديره، يأتي 20 في المائة من سكان منطقة البحيرة من الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا.
قد يتقدم الأجانب بطلبات للحصول على إقامة، وهو ما يتيح لهم دخول البلاد والخروج منها بسهولة، وكذلك الانتفاع بالخدمات الصحية الحكومية. من أجل الحصول على الإقامة، يجب أن ينطبق على المتقدم بالطلب واحد من تلك الشروط: أن يكون لديه استثمار بقيمة 200 ألف دولار على الأقل في مجال العقارات بكوستاريكا، أن يتقاضى ألف دولار شهريًا على الأقل في إطار نظام الضمان الاجتماعي، أو أن يكون مستعدًا لإيداع 60 ألف دولار أميركي في مؤسسة مالية محلية، وذلك بحسب غونزالو فيكويز، محامي عقارات في سان خوسيه. وعادة ما تستغرق عملية البتّ في الطلب من ستة أشهر إلى 18 شهرًا على حد قوله.

القواعد الأساسية للشراء

لا يوجد قيود على المشترين الأجانب في كوستاريكا كما يوضح فيكويز، لكنه قال: «دائما ما أخبر عملائي بضرورة توخي الحرص». وأضاف أنه على المشترين التأكد من فحص الأمور المتعلقة بالملكية للتأكد من عدم وجود أي غرباء في الأمر، وكذلك الاستعانة بخبير مساحة من أجل تأكيد حدود الأرض.
كذلك ينبغي أن يكون مع المشترين موثِّق العقود الخاص بهم، ففي كوستاريكا كل الموثقين محامون، وذلك بدلاً من الاستعانة بشخص يمثل البائع. تبلغ الرسوم القانونية 1.25 في المائة تقريبًا من سعر الشراء على حد قول فيكويز.
كثيرًا ما يشكل البائعون الأجانب شركة لشراء العقارات، ومن الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك تسهيل عملية نقل الملكية. وأوضح قائلا: «بهذه الطريقة لن يتعرقل العمل بسبب إجراء التحقق من صحة الوثائق في حال حدوث أي شيء».
يدفع أكثر المشترين نقدًا، لذا يوصي فيكويز بأن يحول المشتري المال إلى شركة تمثل طرف ثالث. ليس من السهل الحصول على قروض رهن عقاري هنا، فضلا عن أن سعر الفائدة مرتفع مقارنة بسعر الفائدة المطبق في الولايات المتحدة. مع ذلك هذه الأيام يزداد عدد البائعين، الذين يعرضون تمويلاً قصير الأمد، عادة ما تتراوح مدته بين سنة وخمس سنوات.

المواقع الإلكترونية

موقع السياحة في كوستاريكا: visitcostarica.com
موقع السياحة في أرينال فولكانو: arenal.net

اللغات والعملة: الإسبانية

الكولون (1 دولار = 550 كولونًا). يتم قبول الدولار الأميركي

الضرائب والرسوم

يدفع المشترون للحكومة رسوم نقل ملكية تبلغ 2.4 في المائة من سعر الشراء أو السعر التقديري، أيهما أكبر، على حد قول فيكويز. وكثيرًا ما يتم تقسيم هذه الرسوم بين المشتري والبائع. تعد الضرائب على العقارات منخفضة جدًا، حيث تبلغ 0.25 في المائة من القيمة المعلنة للعقار، على أساس تكلفة الأرض والبناء، لا القيمة التقديرية كما يوضح ديشين. تتراوح الضرائب السنوية على هذا العقار بين 900 دولار وألف دولار أميركي. وتبلغ رسوم اتحاد مالكي المنازل 50 دولارًا شهريًا.
* خدمة «نيويورك تايمز»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»