حذر في «الصفقات البيعية» للعقود الآجلة والفورية ترقبًا لاجتماع أوبك

أسعار النفط تتراجع مع زيادة عدد منصات الحفر الأميركية وصعود الدولار

مضخة نفط قرب وليستون بنورث داكوتا في 6 سبتمبر عام 2016 (أ.ف.ب)
مضخة نفط قرب وليستون بنورث داكوتا في 6 سبتمبر عام 2016 (أ.ف.ب)
TT

حذر في «الصفقات البيعية» للعقود الآجلة والفورية ترقبًا لاجتماع أوبك

مضخة نفط قرب وليستون بنورث داكوتا في 6 سبتمبر عام 2016 (أ.ف.ب)
مضخة نفط قرب وليستون بنورث داكوتا في 6 سبتمبر عام 2016 (أ.ف.ب)

ضغطت عدة عوامل على أسعار النفط في جلسة أمس الاثنين، لتأخذه من المنطقة الخضراء التي وصل إليها في منتصف التعاملات إلى المنطقة الحمراء قبيل إغلاق الجلسة، بنسبة انخفاض بلغت 1 في المائة لخام برنت حتى كتابة هذه السطور، بينما بلغت خسائر الخام الأميركي نحو 1.15 في المائة.
وتمثلت أبرز العوامل التي ضغطت على الأسعار، في: صعود الدولار وارتفاع منصات الحفر الأميركي اللذين كانا حاجزًا صعبًا لاختراق خام برنت مستوى 52 دولارًا في جلسة أمس، وتحركت الأسعار حول 51.4 لخام برنت و49.75 للخام الأميركي.
وبينما ضغط ارتفاع الدولار وارتفاع منصات الحفر الأميركية، على الأسعار، تعامل المتعاملون بحذر شديد في الصفقات البيعية نتيجة تفاؤلهم النوعي باجتماع أوبك المقبل في نوفمبر (تشرين الثاني)، في ضوء أن «اتفاق الجزائر» لم يتبلور حتى الآن، ومن المتوقع أن تتحدد بنود الاتفاق في «اجتماع فيينا» الرسمي الشهر المقبل.
وتوصلت الدول المصدرة للنفط في الجزائر إلى اتفاق على تخفيض الإنتاج إلى مستوى يتراوح بين 32.5 و33 مليون برميل يوميًا. ومن المقرر أن يوضع الاتفاق موضع التنفيذ خلال الاجتماع الرسمي للمنظمة في 30 من نوفمبر. ويعد الاتفاق الأول للمنظمة على خفض الإنتاج منذ عام 2008 عقب انهيار السوق بسبب تخمة المعروض.
ووفقًا لتقرير لـ«بيكر هيوز» للخدمات النفطية يوم الجمعة أظهر إضافة أربع منصات للحفر في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 14 أكتوبر (تشرين الأول). وكان هذا الأسبوع السادس عشر على التوالي الذي لم يشهد فيه عدد منصات الحفر أي تراجع مما يشير إلى زيادة حجم الإنتاج المتوقع.
وضغط صعود الدولار أيضًا على أسعار الخام حيث دفعت الزيادة المتوقعة لأسعار الفائدة الأميركية في وقت لاحق من العام العملة الخضراء لتسجيل أعلى مستوياتها في سبعة أشهر أمام سلة عملات.
ويصبح تداول النفط المقوم بالدولار أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى عندما ترتفع العملة الأميركية وهو ما قد يحد من الطلب.
ويمثل «اتفاق الجزائر» عودة لسياسة إدارة السوق، التي طالما نادت بها الدول التي حققت عجزًا كبيرًا في موازنتها نتيجة تراجع أسعار النفط، مثل فنزويلا وإيران، إلا أن تلك السياسة تمثل عقبة في حد ذاتها، نظرًا لصعوبة الاتفاق على: تحديد حصة كل دولة وسقف الإنتاج ومدة التخفيض.
وتستخدم أوبك طريقتين في تقدير الإنتاج، وهما البيانات التي تقدمها الدول الأعضاء نفسها، وتقديرات المصادر الثانوية التي عادة ما تكون أقل من الإنتاج الحقيقي ولكنها تعتبر مقياسًا أفضل له.
وشكك العراق في واحدة من الطريقتين التي تتبعهما منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لتقدير إنتاج أعضائها من النفط، مشيرًا إلى أن هذه المسألة قد تمثل مشكلة للبلاد في مشاركتها في كبح الإنتاج الذي اتفقت المنظمة على بدء تنفيذه هذا العام.
وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أمس إنه يأمل في أن تتوصل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لقرار بشأن تقييد إنتاج النفط في نوفمبر.
وردا على سؤال للصحافيين على هامش مؤتمر نفطي حول ما إذا كان متفائلا بشأن التوصل إلى اتفاق الشهر القادم قال زنغنه: «آمل ذلك».
ولدى سؤاله حول ما إذا كان إنتاج بلاده من الخام ارتفع بما يكفي لانضمام طهران إلى اتفاق من جانب أوبك قال الوزير: «ينبغي أن نقرر في نوفمبر حجم إنتاج كل دولة».
من جانبه قال نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري أمس الاثنين إن بلاده بحاجة لاستعادة حصتها في سوق النفط العالمية التي خسرتها خلال السنوات التي كانت تخضع فيها لعقوبات دولية وذلك لاستخدام عائدات النفط الدولارية في تنمية البلاد.
وقال جهانجيري: «ترون كيف أن بعض الجيران حققوا تقدما في السنوات الأخيرة فعلى سبيل المثال تمكن العراق من الوصول بالإنتاج إلى ما يربو على أربعة ملايين برميل يوميا.. لا ينبغي أن نترك البلاد تتخلف عن الركب بسبب أناس غير مسؤولين».
أضاف خلال مؤتمر حول قطاع النفط أن طهران ستتوقف قريبا عن استيراد البنزين مع تشغيل مصافي تكرير محلية جديدة في الأشهر القادمة.
وكان وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه قد أعلن أمس أن إنتاج الجمهورية الإسلامية من النفط سيتجاوز الأربعة ملايين برميل يوميا في مارس (آذار) المقبل.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عنه القول إن الإنتاج سيرتفع إلى أربعة ملايين و30 ألف برميل في اليوم مع نهاية العام الشمسي الحالي (الذي ينتهي في 20 مارس/آذار من عام 2017).
وأشار إلى ضرورة توفير الاستثمارات لصناعة النفط الإيرانية، موضحًا أن صناعة النفط بحاجة إلى 200 مليار دولار من الاستثمارات. وأعلن عن افتتاح الوحدة الأولى من مصفاة «ستاره خليج فارس» في مدينة بندر عباس (جنوب) خلال أشهر، موضحا أنه مع تشغيل هذه المصفاة فإن إيران ستتوقف عن استيراد البنزين وتتحول إلى مصدّر له.
وكان زنكنه قال في تصريحات سابقة إن الجمهورية الإسلامية تستهدف رفع إنتاجها إلى 4.8 مليون برميل يوميًا في غضون السنوات الخمس المقبلة.
على صعيد متصل، قال وزير النفط النيجيري إيمانويل ايبي كاتشيكو أمس الاثنين إن نيجيريا - العضو في أوبك - تتوقع زيادة إنتاجها النفطي 22 في المائة بنهاية العام إلى 2.2 مليون برميل يوميًا من مستوياته الحالية، مضيفا أنه يأمل في إلغاء حالة القوة القاهرة من جميع حقول النفط بنهاية ديسمبر (كانون الأول) أو يناير (كانون الثاني).
وتابع كاتشيكو الذي كان يتحدث خلال زيارة إلى نيودلهي أن من المرجح أن توقع نيجيريا بنهاية العام اتفاقا لتوريد نفط إلى الهند بقيمة 15 مليار دولار تدفع نقدا.
يذكر أنه جرى السماح لإيران وليبيا ونيجيريا في «اتفاق الجزائر» بالإنتاج «بالمستويات القصوى المعقولة» في إطار أي قيود للإنتاج.



«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
TT

«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2025 إلى 4.2 في المائة من 4 في المائة، حيث توقعت استقرار ظروف الائتمان، وأن تؤدي جهود التحفيز التي بذلتها بكين منذ سبتمبر (أيلول) إلى التخفيف من بعض التأثيرات المحتملة للزيادات في التعريفات الجمركية الأميركية.

في المقابل، أظهرت بيانات وزارة المالية أن الإيرادات المالية للصين في أول 11 شهراً من عام 2024 انخفضت 0.6 في المائة مقارنة بالعام السابق، مما يمثل تحسناً طفيفاً عن الانخفاض بنسبة 1.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول). من ناحية أخرى، نما الإنفاق المالي بنسبة 2.8 في المائة في الفترة نفسها، مقارنة بزيادة قدرها 2.7 في المائة في أول 10 أشهر من العام.

نمو صناعي وتراجع استهلاكي

كما شهد الناتج الصناعي في الصين نمواً طفيفاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما جاءت مبيعات التجزئة مخيبة للآمال، مما عزز الدعوات إلى زيادة التحفيز الذي يركز على المستهلكين. وتعكس البيانات المتباينة التحديات الكبيرة التي يواجهها قادة الصين في تحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام قبل عام 2025 في وقت قد تشهد فيه العلاقات التجارية مع أكبر سوق تصدير للصين تدهوراً، في حين يبقى الاستهلاك المحلي ضعيفاً، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وأوضح المحللون أن تعهد ترمب بفرض تعريفات تصل إلى 60 في المائة على السلع الصينية قد يدفع بكين إلى تسريع خططها لإعادة التوازن إلى اقتصادها البالغ حجمه 19 تريليون دولار، وهو ما يعكس أكثر من عقدين من النقاشات حول التحول من النمو المدفوع بالاستثمار في الأصول الثابتة والصادرات إلى نموذج اقتصادي يعتمد بشكل أكبر على الاستهلاك.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الناتج الصناعي نما بنسبة 5.4 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى نمو قدره 5.3 في المائة. ومع ذلك، سجلت مبيعات التجزئة، التي تعد مقياساً رئيساً للاستهلاك، أضعف زيادة لها في ثلاثة أشهر بنسبة 3 في المائة، وهو ما جاء أقل من الارتفاع المتوقع بنسبة 4.6 في المائة، وأقل من معدل النمو في أكتوبر البالغ 4.8 في المائة.

وأشار دان وانغ، الخبير الاقتصادي المستقل في شنغهاي، إلى أن السياسات الاقتصادية الصينية كانت تروج بشكل مستمر للمصنعين على حساب المستهلكين، على الرغم من مؤشرات الضعف المستمر. وأضاف أن بكين قد تتجه نحو تعزيز القدرة الإنتاجية، مما قد يفاقم مشكلة فائض الطاقة الإنتاجية، ويحفز الشركات الصينية للبحث عن أسواق جديدة خارجية.

كما شهد الاستثمار في الأصول الثابتة نمواً أبطأ بنسبة 3.3 في المائة في الفترة بين يناير ونوفمبر، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى نمو بنسبة 3.4 في المائة.

وفيما يتعلق بالسياسات المستقبلية، عبر صناع السياسات عن خططهم لعام 2025، مع الأخذ في الاعتبار أن عودة ترمب إلى البيت الأبيض قد تضع ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد الصيني. وقال مسؤول في البنك المركزي الصيني إن هناك مجالاً لمزيد من خفض الاحتياطيات النقدية، رغم أن التيسير النقدي السابق لم يحقق تعزيزاً كبيراً في الاقتراض.

من ناحية أخرى، يواصل قطاع العقارات معاناته من أزمة طويلة الأمد تؤثر على ثقة المستهلكين، حيث تُعد 70 في المائة من مدخرات الأسر الصينية مجمدة في هذا القطاع. وفي الوقت نفسه، لا يزال من المبكر الحديث عن تعافٍ حقيقي في أسعار المساكن، رغم وجود بعض الإشارات المشجعة مثل تباطؤ انخفاض أسعار المساكن الجديدة في نوفمبر.

وفي إطار هذه التطورات، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين ستعزز من النمو المستدام في دخل الأسر خلال عام 2025 من خلال تكثيف الدعم المالي المباشر للمستهلكين، وتعزيز الضمان الاجتماعي. وقد حددت الصين توسيع الطلب المحلي بصفته أولوية رئيسة لتحفيز النمو في العام المقبل، في ظل استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع العقارات المتضرر من الأزمة، والتي تعرقل الانتعاش الكامل.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية قوله إن الصين ستزيد بشكل كبير من الأموال المخصصة للسندات الخاصة طويلة الأجل في العام المقبل، لدعم الترقيات الصناعية، وتعزيز نظام مقايضة السلع الاستهلاكية، بهدف تحفيز الاستهلاك. وأوضحت أن هذه الخطوات ستتركز على تعزيز دخل الأسر من خلال زيادة الإنفاق الحكومي على الاستهلاك، وتحسين الضمان الاجتماعي، وخلق مزيد من فرص العمل، وتطوير آليات نمو الأجور، بالإضافة إلى رفع معاشات التقاعد للمتقاعدين، ودعم التأمين الطبي، وتنفيذ سياسات تهدف إلى تشجيع الإنجاب.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة «شينخوا»: «من خلال متابعة الوضع الاقتصادي الحالي، نتوقع أن يكون النمو الاقتصادي السنوي نحو 5 في المائة». كما توقع المسؤول أن تشهد سوق الإسكان مزيداً من الاستقرار، ودعا إلى اتخاذ تدابير سياسية ذات تأثير مباشر على استقرار القطاع العقاري في أقرب وقت، مع منح الحكومات المحلية مزيداً من الاستقلالية في شراء المخزون السكني.

من جانبه، أعرب جوليان إيفانز بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في «كابيتال إيكونوميكس»، عن اعتقاده بأن التحفيز الاقتصادي في نوفمبر من المرجح أن يكون مؤقتاً، مع احتمالية تعافي النمو في الأشهر المقبلة بفضل الدعم السياسي الزائد. ولكنه أشار إلى أن هذا التحفيز لن يحقق أكثر من تحسن قصير الأمد، خاصة أن القوة الحالية للطلب على الصادرات من غير المرجح أن تستمر بمجرد أن يبدأ ترمب في تنفيذ تهديداته بشأن التعريفات الجمركية.

تراجع الأسواق الصينية

وفي الأسواق المالية، انخفضت الأسهم الصينية بعد أن أظهرت البيانات ضعفاً غير متوقع في إنفاق المستهلكين، في حين راهن المستثمرون على مزيد من الدعم السياسي لتحفيز النمو الضعيف. وفي فترة استراحة منتصف النهار، تراجع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.37 في المائة، ليضيف إلى التراجع الذي شهده الأسبوع الماضي بنسبة 1 في المائة.

في المقابل، سجل مؤشر «شنغهاي المركب» ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 3395.11 نقطة. وانخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 1.04 في المائة، في حين خسر مؤشر العقارات 1.41 في المائة وضعف مؤشر الرعاية الصحية الفرعي بنسبة 0.94 في المائة. كما تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.57 في المائة ليغلق عند 19856.91 نقطة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تراجع مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الآسيوية باستثناء اليابان بنسبة 0.20 في المائة، بينما انخفض مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.18 في المائة. أما اليوان، فقد تم تسعيره عند 7.2798 مقابل الدولار الأميركي، بانخفاض بنسبة 0.09 في المائة مقارنة بإغلاقه السابق عند 7.2731.