المعارضة تطالب بدور في الاجتماعات الدولية حول سوريا

أمين الائتلاف: خطة دي ميستورا تجاه حلب تعبّر عن عجز دولي

المعارضة تطالب بدور في الاجتماعات الدولية حول سوريا
TT

المعارضة تطالب بدور في الاجتماعات الدولية حول سوريا

المعارضة تطالب بدور في الاجتماعات الدولية حول سوريا

طالبت الهيئة العليا للمفاوضات بضرورة إشراكها في أي اجتماع أوروبي أو إقليم أو دولي يخص القضية السورية، معلّقة أملا جديدا على التحرّك الغربي الذي تقوده المجموعة الأوروبية نحو ترجمة التحذيرات التي تنادي بفرض عقوبات اقتصادية على موسكو ودمشق وطهران، في وقت أطلق اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس في لكسمبورغ لبحث سبل الضغط السياسي والجنائي على هذه الأنظمة، لإيقاف قصف المدنيين في حلب وفي غيرها.
وشددت الهيئة على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل مع العمل على حماية المحاصرين من النيران المعتدية، مؤكدة أن التحرك باتجاه مقترح «الاتحاد من أجل السلام» في الأمم المتحدة، يمضي بخطى ثابتة، وتعتبره الخيار الأهم والأكبر، مقدرة الدور الكبير الذي تبذله الرياض بالتعاون مع أصدقاء الشعب السوري، لإنجاح المشروع وتحقيق الغاية منه في أقرب وقت ممكن.
وقال عبد الإله فهد الأمين العام للائتلاف، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين في لكسمبورغ اليوم (أمس)، أحيا الأمل في إيجاد ضغط فعلي على كل من موسكو ودمشق وطهران، لإيقاف القصف والتدمير الذي تشهده حلب بشكل ممنهج يوميا»، مشيرا إلى أن المعارضة تعمل على ترجمة خطة دي ميستورا تجاه حلب، والتي وصفها بـ«الغامضة والمجزأة وتعبّر عن عجز دولي».
واستغرب الأمين العام للائتلاف، عدم إشراك الاتحاد الأوروبي في اجتماع «لوزان»، والذي وصفه بأنه أحد ابتكارات السياسة الأميركية الروسية، لاستئناف المسير معا في استخدام مصطلحات «الجهود المبذولة لإيجاد حل للأزمة السورية».
ولفت إلى أن المبعوث الأممي لدى سوريا، ستيفان دي ميستورا، طرح حزمة من الأوراق، كررها في اجتماع لوزان، تحت عنوان «خطة دي ميستورا تجاه حلب»، والتي تقوم على إخراج مقاتلي «جبهة النصرة»، ووقف الأعمال العدائية على حلب.
وتساءل عن سبب تركيز دي ميستورا على خطط مجزأة ومركزة على إدخال مساعدات إنسانية في حلب، في حين أن هناك مناطق كثيرة تحتاج إلى إغاثة ومساعدات «في وقت شهد فيه أكثر من موقع ومنطقة محاصرة حملات إخلاء من الثوّار»، مشيرا إلى «دوامة من التشتت، إذ ليس هناك اتجاه محدد يعمل عليه دي ميستورا».
ونوه عبد الإله فهد الأمين العام للائتلاف بأن أي اجتماع لا تشارك فيه المعارضة السورية المتمثلة في الهيئة العليا، لن يخدم القضية السورية، ولذلك، والكلام لفهد: «لم نتوقع حدوث أي اختراق أو نتائج إيجابية في اجتماع (لوزان)».
وعلّق الأمين العام للائتلاف على تصريح قاسم خطيب عضو لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية الذي نشر أمس في «الشرق الأوسط»، بقوله، بأن بعض مكونات المعارضة السورية لا تمانع من أن ينفذ الروس جزءا من خطتهم المتعلقة بإخراج «جبهة النصرة» من حلب، بقوله: «هذا يدخل في خانة تشتيت للأفكار بل للملف السوري بالكامل».
وأضاف عبد الإله فهد، أن «الهيئة العليا للمفاوضات هي المرجعية الأساسية التي تبحث وتناقش مثل هذه الأفكار، لأنها هي الجهة المعنية بقيادة المفاوضات، ومن عنده الجديد من أفكار فليودعها للهيئة للبحث والبت فيها».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.