معارك ضارية على مبنى المخابرات الجوية بحلب وتقصف أحياء موالية للنظام

تصاعدت حدة القتال، أمس، على محور مبنى المخابرات الجوية السورية في حلب، في اشتباكات وصفت بـ«الأعنف» منذ بدء أعمال العنف في حلب في شباط (فبراير) 2012، والأكثر قربا من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء، وسط معلومات متضاربة عن السيطرة عليه. وفي موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن النظام يريد فتح معركة الزبداني، في حين تحقق القوات الحكومية تقدما في حي جوبر بالعاصمة السورية، وتتواصل الاشتباكات في المليحة بالغوطة الشرقية، فيما تجدد القصف على سهل رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوقوع اشتباكات «عنيفة جدا» على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، مشيرا إلى «حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي إلى مناطق أخرى» من حلب، وإلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقال إن قوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وكتائب البعث تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، ضد مقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وجيش المجاهدين وكتائب أبو عمارة ولواء التوحيد وحركة أحرار الشام الإسلامية.
وقالت مصادر في المعارضة إن أكثر من 25 جنديا من قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني قتلوا خلال معارك جرت في منطقة سكنية، في حي جمعية الزهراء الملاصق لحي الليرمون.
وفي حين ذكر ناشطون أن قوات المعارضة «اقتربت من السيطرة على أكبر المقرات الأمنية في حلب»، نفى النظام السوري ذلك. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية «لا تزال توجه ضربات للمجموعات الإرهابية في المناطق المجاورة في كفر حمرا والليرمون ومحيط جمعية الحرفيين، وتسحق فلولها وتكبدها خسائر فادحة».
وبينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي بني زيد، واندلعت اشتباكات في منطقة سوق الموازين بحلب القديمة، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «الطيران الحربي يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون (في شمال غربي المدينة) ومحيط فرع المخابرات الجوية»، في موازاة قصف الطيران الحربي أحياء عدة في حلب، من ضمنها حي الراشدين في شرق المدينة بقذائف عدة.
في المقابل، أفاد المرصد بمقتل عشرة مدنيين «بينهم خمسة أطفال إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب إسلامية مقاتلة، أمس، على مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب»، بينها سوق الهال ومناطق في أحياء الحمدانية والميدان والجميلية، مشيرا إلى أن الكتائب الإسلامية المقاتلة استهدفت بالصواريخ الأكاديمية العسكرية بحي الحمدانية.
في موازاة ذلك، تصاعدت وتيرة الاشتباكات في محافظة دمشق، حيث أفاد معارضون بأن قوات النظام وحزب الله تريد فتح جبهة الزبداني، في حين أكد المرصد وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة حي جوبر، ومن جهة جراجات العباسيين، ترافقت مع قصف القوات النظامية بقذائف الهاون على مناطق في الحي.
وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري أن القوات الحكومية «سيطرت على مبان في تجمع المدارس بحي جوبر»، مشيرة إلى مقتل عدد من مسلحي المعارضة. وقالت إن القوات الحكومية «تقدمت في حي المدارس وساحة البرلمان»، مما يعني تقدمها من حدود العاصمة السورية إلى العمق باتجاه الغوطة الشرقية داخل جوبر. ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة رائد من القوات النظامية، وترافق لك مع قصف للقوات النظامية على مناطق في البلدة.
وتزامنت تلك الاشتباكات مع تكثيف القوات الحكومية لعملياتها في محيط رنكوس بالقلمون في ريف دمشق الشمالي، والتي استعادت السيطرة عليها الأربعاء الماضي. وأفاد المرصد السوري بتنفيذ الطيران الحربي 4 غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس، في حين قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مرصد صيدنايا جنوب شرقي رنكوس. وقال المرصد إن الاشتباكات تتركز في محيط قرية بخعة ومزارع بلدة رنكوس بالقلمون. كما قصفت القوات النظامية مناطق في الجبلين الشرقي والغربي لمدينة الزبداني، وسط قصف الطيران الحربي مناطق في الجبل الشرقي للمدينة.
في غضون ذلك، تعرضت مناطق في أحياء حمص المحاصرة لقصف من قبل القوات النظامية، وسط استقدم النظام تعزيزات عسكرية إلى أطراف حي باب هود، كما دارت صباح اليوم اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على الجهة الشمالية لمدينة الرستن، ترافقت مع فتح القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة. وقصف الطيران الحربي مناطق في قرى رسم الأرنب ومسعدة والشنداخية بريف حمص الشرقي.
وفي درعا، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في حي طريق السد، فيما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدات المليحة الغربية والطيبة والنعيمة، مما أدى لسقوط جرحى، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على الجهة الغربية من بلدة النعيمة، في موازاة تعرض إنخل والنعيمة لقصف بالبراميل المتفجرة.
وفي دير الزور، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة في محيط مطار دير الزور العسكري، وترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين بقذائف الهاون.