تأسيس أول كرسي أستاذية هندي في العالم العربي بجامعة عين شمس

يدرس تخصص المعلوماتية الحيوية لاكتشاف علاجات للأمراض المستعصية

جامعة عين شمس ثالث أقدم جامعات مصر وتعد واحدة من منارات التعليم عالي الجودة محليًا وعربيًا
جامعة عين شمس ثالث أقدم جامعات مصر وتعد واحدة من منارات التعليم عالي الجودة محليًا وعربيًا
TT

تأسيس أول كرسي أستاذية هندي في العالم العربي بجامعة عين شمس

جامعة عين شمس ثالث أقدم جامعات مصر وتعد واحدة من منارات التعليم عالي الجودة محليًا وعربيًا
جامعة عين شمس ثالث أقدم جامعات مصر وتعد واحدة من منارات التعليم عالي الجودة محليًا وعربيًا

في خطوة هي الأولى من نوعها للتبادل الثقافي والأكاديمي في العالم العربي، بدأ تفعيل أول كرسي أستاذية هندي في مصر في جامعة عين شمس، بتولي البروفسور الهندي دكتور نايدو سوباراو، المتخصص في المعلوماتية الحيوية Bioinformatics من جامعة جواهر لال نهرو - نيودلهي، لمنصب الأستاذية.
وكان قد تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة عين شمس والمجلس الهندي للعلاقات الثقافية لإنشاء كرسي أستاذية هندي في مارس (آذار) 2016. وبدأ البرنامج الأكاديمي لكرسي الأستاذية الهندي في كلية تكنولوجيا المعلومات والحاسبات نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، على أن يمتد لمدة فصل دراسي واحد على مدى ثلاثة أعوام.
ويعتبر علم المعلوماتية الحيوية من العلوم البينية التي تتداخل فيها عدة تخصصات أكاديمية، وهو تخصص يسعى لتطبيق واستخدام تكنولوجيا المعلومات في مجال البيولوجيا الجزيئية، مما يساعد على إنشاء وتطوير قواعد البيانات، والخوارزميات، والأساليب الإحصائية والحسابية والنظرية، لحل المشكلات الناجمة عن إدارة وتحليل البيانات البيولوجية. ومن التطبيقات العملية لهذا العلم: إعداد الخرائط، وتحليل تسلسل الحمض النووي والبروتينات، والمقارنة بينها، وخلق نماذج ثلاثية الأبعاد من هياكل البروتين، مما يساعد على اكتشاف العلاج المناسب لكثير من الأمراض المستعصية.
وفي ظل التقدم التكنولوجي في الهند، والطلب المتزايد على هذا الفرع من المعرفة في مصر، فقد وضع د. سوباراو اللمسات الأخيرة على المنهج الدراسي، بالتشاور مع جامعة عين شمس، لتلبية المتطلبات المحلية، وإطلاع الطلاب على التقدم التكنولوجي الذي أحرزته الهند.
ومن جانبه، قال د. سوباراو: «إنها فرصة عظيمة أن أقوم بالتدريس للطلاب المصريين المهتمين بعلم الأحياء الحاسوبي والمعلوماتية الحيوية، وإنني أتطلع للتواصل مع الطلاب للتعرف على مستواهم الأكاديمي في مجال تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية. وقد ناقشت مع أعضاء هيئة التدريس بالكلية بعض الأبحاث العلمية ذات الاهتمام المتبادل»، مضيفا: «يبدو لي أن البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات في الكلية جيدة للغاية».
حصل نايدو سوباراو على درجة الدكتوراه من المعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور، وحصل على درجة جواهر لال نهرو للزمالة بعد الدكتوراه من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة البريطانية. وعمل دكتور سوباراو في معهد بوس في كلكتا، وشغل منصب أستاذ مشارك في كلية الحوسبة والعلوم التكاملية بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي. ويقوم د. سوباراو بتدريس علم الأحياء الهيكلي الحاسوبي، وتصميم الأدوية بمساعدة الكومبيوتر والمعلوماتية الكيميائية، بالإضافة إلى قيامه بالتدريس للطلاب في مرحلة الدراسات العليا وطلاب درجة الدكتوراه.
يشار إلى أن فكرة كرسي الأستاذية نشأت في العصور الوسطى، وهو عبارة عن برنامج بحثي أو أكاديمي لطلاب الجامعات، يهدف إلى إثراء المعرِفة الإنسانية في موضوع ما، وتطوير الفكر وخدمة القضايا العلمية المحلية والدولية، ويعين فيه أحد الأساتذة المختصين من ذوي الكفاءة والخبرة في مجال برنامج الكرسي، المشهود لهم بالخبرة والتميز العلمي.
ومع بدء تفعيل أول كرسي أستاذية هندي في جامعة عين شمس، قال سفير الهند بالقاهرة، سانجاي باتاتشاريا: «عندما عرضنا إرساء أول كرسي أستاذية هندي في مصر في جامعة عين شمس، وتوفير أحد أبرز علمائنا لبناء أساس لشراكة جديدة، رحبت القيادة الواعية المتحمسة في الجامعة على الفور، ووفرت البيئة المناسبة لتحويل هذا الأمر إلى واقع على الأرض. ومن ثم، يمكن القول إننا نشهد عصرا جديدا من التعاون الأكاديمي»، وأكد: «سوف نعمل على الارتقاء بعملية التبادل بين الكليات والطلاب، وكذلك في مجالات الأبحاث والمناهج وغيرها، وذلك بهدف بناء جسور جديدة تربط بين مجتمعاتنا البازغة، وتوفير فرص جديدة لشبابنا».
ويقدم المجلس الهندي للعلاقات الثقافية 27 منحة دراسية للمصريين في التعليم الجامعي ومرحلة الدراسات العليا والدراسات للحصول على درجة الدكتوراه، بالإضافة إلى منح في إطار برنامج زمالة «سي. في. رامان» لأبحاث ما بعد مرحلة الدكتوراه، و110 منحة دراسية سنويا في إطار برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي (آيتك)، في جامعات ومعاهد مرموقة في الهند. ويعد إنشاء كرسي أستاذية هندي في جامعة عين شمس وسيلة جديدة لتعزيز الروابط التعليمية والتبادلات الشبابية.
من جانبه، قال رئيس جامعة عين شمس د. عبد الوهاب عزت: «يسعدنا أن يقوم الدكتور نايدو سوباراو المتخصص في مجال المعلوماتية الحيوية بتدريس مادة المعلوماتية الحيوية للطلاب في المرحلة الجامعية، وكذلك مرحلة الدراسات العليا، في كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس، خصوصا أننا سوف نستفيد من الخبرة العلمية الطويلة التي يتمتع بها البروفسور الهندي في هذا المجال العلمي النادر».
هذا وسوف يفتح تدريس مادة المعلوماتية الحيوية في جامعة عين شمس مساحة واسعة للبحث في هذا المجال، حيث يتناول المنهج التعليمي في هذه المادة المسائل التي يتم مواجهتها خلال اكتشاف وتطوير الأدوية والعقاقير. وتشمل موضوعات المنهج عملية اكتشاف الأدوية، وأهم العناصر وأصولها والمبادئ العلمية وراء خصائص الأدوية، وملامح ومعلومات عن المنتج المستهدف، ومصادر الجزيئات الشبيهة للأدوية، ومسائل أخرى مثل عمليات المقايسات والفرز، وعلم الكيمياء الطبية، وعلم العقاقير، وعلم السموم والتجارب السريرية.
يشار إلى أن جامعة عين شمس هي ثالث أقدم جامعة مصرية، حيث تأسست في يوليو (تموز) 1950، وتعد واحدة من منارات التعليم عالي الجودة في مصر، ومركزا علميا هاما بالنسبة للقيادة السياسية. وتلعب جامعة عين شمس دورًا رياديًا في إرساء قيم ثقافية، وغرس روح البحث العلمي، وإثراء المعرفة الإنسانية، وتعزيز المشاركة السياسية لدى الشباب. وتحتضن جامعة عين شمس 15 كلية في أفرع الآداب والعلوم والإدارة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى معهدين من المعاهد العليا في التمريض والطب، وملحق بجامعة عين شمس مستشفى متخصصة، وهي مستشفى عين شمس التخصصي. وأخيرا، بدأت جامعة عين شمس في تدريس اللغة الهندية، والاستعانة بالأبجدية الديفنجارية في كلية اللغات التابعة للجامعة.



جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل
TT

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

تعد جامعة أوكلاند أكبر جامعة في نيوزلندا، وتقع في مدينة أوكلاند. وتأسست الجامعة في عام 1883 بصفتها هيئة تأسيسية تابعة لجامعة نيوزيلندا، وتتكون الجامعة من ثماني كليات موزعة على ستة أفرع، ويبلغ عدد الطلاب نحو 40 ألفا.
وكانت الجامعة تجري القليل من الأبحاث حتى ثلاثينات القرن الماضي، عندما ازداد الاهتمام بالأبحاث الأكاديمية خلال فترة الكساد الاقتصادي. وعند هذه المرحلة، أصدر المجلس التنفيذي للكلية عددا من القرارات التي تتعلق بالحرية الأكاديمية بعد الإقالة المثيرة للجدل للمؤرخ النيوزيلندي جون بيغلهول (ويقال إن سبب الإقالة خطاب أرسله إلى إحدى الصحف يدافع فيه عن حق الشيوعيين في نشر آدابهم في المجال العام)، الأمر الذي ساعد في تشجيع نمو الكلية وأبحاثها.
وافتتحت الملكة إليزابيث الثانية مبنى كلية الطب الجديدة في غرافتون بتاريخ 24 مارس (آذار) من عام 1970.
وفي مايو (أيار) لعام 2013 ابتاعت الجامعة موقعا تبلغ مساحته 5 أفدنة لصالح حرم الجامعة بالقرب من منطقة المال والأعمال الرئيسية في نيوماركت. وسوف يوفر الموقع المشترى للجامعة إمكانية التوسع على مدى الخمسين عاما المقبلة مع كلية الهندسة التي تتخذ مكانها بصفتها أولى كليات الحرم الجامعي الجديد اعتبارا من عام 2014. وتعتبر جامعة أوكلاند من أفضل الجامعات في نيوزيلندا، وفقا لآخر إصدار من تقرير التصنيفات الجامعية العالمية.
ولقد هبطت مرتبة الجامعة درجة واحدة فقط على الصعيد العالمي في العام الماضي، وهي تحتل الآن المرتبة 82 بين أفضل جامعات العالم، لكنها تعتبر الأفضل في البلاد رغم ذلك.
ومن بين مؤشرات التصنيف الجامعية الستة والمستخدمة في تقييم الجامعات العالمية، أحرزت جامعة أوكلاند أعلى الدرجات من حيث السمعة الأكاديمية التي تحتل الجامعة بسببها المرتبة 56 على العالم.
ويأتي هذا الترتيب نتيجة للأداء القوي للجامعة على مؤشر التصنيفات الجامعية العالمية لعام 2017، حيث حازت على مرتبة مميزة بين أفضل عشرين جامعة في العالم بالنسبة لعلوم الآثار والتعليم.
كان روجر كيرتس غرين، البروفسور الفخري لعصور ما قبل التاريخ، وحتى وفاته في عام 2009 من أقدم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وهو الحاصل على درجة البكالوريوس من جامعة نيومكسيكو، ودرجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، وزميل الجمعية الملكية في نيوزيلندا. ولقد كان عضوا في هيئة التدريس من عام 1961 حتى 1966، ثم من عام 1973 حتى وفاته، وعضو هيئة التدريس الأطول من حيث سنوات الخدمة وغير المتقاعد هو برنارد براون الحائز على وسام الاستحقاق النيوزيلندي، ودرجة البكالوريوس في القانون من جامعة ليدز، ودرجة الماجستير (التخصص) في القانون من جامعة سنغافورة. ولقد كان محاضرا متفرغا في كلية الحقوق بالجامعة من عام 1962 حتى 1965، ثم من عام 1969 فصاعدا، أما ويليام فيليبس، وهو من أبرز خبراء الاقتصاد المؤثرين والمعروف بمنحنى فيليبس الشهير، فقد كان يدرس في الجامعة من عام 1969 حتى وفاته في عام 1975، وعكف روبرت جنتلمان وروس إيهاكا في تسعينات القرن الماضي على تطوير لغة «R» للبرمجة الحاسوبية في الجامعة، التي تستخدم على نطاق واسع من قبل علماء الإحصاء والبيانات.