«الهيئة السورية للمفاوضات» تعد خطة لتفعيل «مشروع الاتحاد من أجل السلام»

«الهيئة السورية للمفاوضات» تعد خطة لتفعيل «مشروع الاتحاد من أجل السلام»
TT

«الهيئة السورية للمفاوضات» تعد خطة لتفعيل «مشروع الاتحاد من أجل السلام»

«الهيئة السورية للمفاوضات» تعد خطة لتفعيل «مشروع الاتحاد من أجل السلام»

كشفت «الهيئة السورية العليا للمفاوضات» عن خطتها لتفعيل مشروع «الاتحاد من أجل السلام»، منوهة بتحرك أوروبي أثمر ضم أكثر من مائة دولة في العالم لهذا المشروع. وأعلنت «الهيئة» أن 11 دولة أوروبية ستجتمع غدا الاثنين لتقييم لنتائج اجتماع «لوزان».
وقال الدكتور منذر ماخوس، المتحدث الرسمي باسم «الهيئة» لـ«الشرق الأوسط» إن «كل القرائن تؤكد أن ما يحدث اليوم يجعل من الاتحاد من أجل السلام المشروع الأكثر فعالية. وحاليًا هناك حشد أوروبي كبير جدا، بدأ من نحو أسبوع، وقطع شوطا كبيرا، أثمر ضم أكثر من مائة دولة إلى صف المنادين بتفعيل هذا المشروع، في ظل تحرك المملكة العربية السعودية وقطر في هذا الاتجاه، حيث إن أكثر من 60 دولة وقعت على المبادرة السعودية القطرية، تطالب رئيس مجلس الأمن الدولي بإنهاء العنف في سوريا».
وأضاف: «الجهود ما تزال مستمرة، وواثقون من أن هذا المشروع سيمنحنا أكثر من 90 في المائة من الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالتالي إفشال (الفيتو الروسي)، بقوة قرار مجلس الأمن الدولي نفسها، وهذا ما نعمل من أجله حاليا مع حلفائنا وأصدقائنا وفق عملية تنظيمية وتواصل سياسي مستمر؛ لإقناع بعض الدول التي كانت مترددة وهذا هو الخيار الوحيد المتاح على الأرض حاليا».
ماخوس أضاف: «الموقف الأوروبي حاليا جيد وحاسم، ولكن من الصعب التحدث عن موقف أوروبي عمليًا، ومن الصعب أيضا المراهنة على الحراك الأوروبي والأميركي في اجتماع لوزان (أمس) ولكن سيعقد اجتماع يوم غد الاثنين للمجموعة الأوروبية الضيقة المؤلفة من 11 دولة، في مقر الاتحاد الأوروبي كضغط مساند للموقف الأميركي العسكري، ولكن ليس بمستوى أن يكون اختراقًا كبيرًا في حل الأزمة السورية، ولكنها محاولة لمقدمة ما يمكن أن يحدث مستقبلاً».
وأكد المتحدث أن المعارضة السورية كلها تعوّل بشكل أساسي على مشروع «السلام من أجل السلام»، منوها أن هناك تنسيقا تاما بين الهيئة العليا للمفاوضات و«الائتلاف السوري»، فيما يتعلق بهذا المشروع، مشيرا إلى هذه المرة الخامسة التي يستخدم فيها الروس «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي ما يعني استحالة المراهنة بمستقبل إحداث أي ضغط على النظام السوري ومحاسبته على ما يرتكبه من جرائم حرب في سوريا، وما يعني أيضًا أن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على إفشال الفيتو الروسي في المسائل المصيرية. واستطرد ماخوس «هذا ما دعانا ودعا المجتمع الدولي برمته للبحث عن آلية أخرى متاحة اليوم فكان هذا المشروع، والتوجه به نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ ليجبرها على حماية الشعوب، خصوصا أن اللافت للنظر أن الأوروبيين لأول مرة يتبنون موقفا موحدا، وعبروا عن فقدان صبرهم على ما يفعله الروس والنظام في سوريا عامة وفي حلب خاصة».
وعن مدى تفاؤل «الهيئة» بنتائج اجتماع لوزان، قال ماخوس: «لسنا يائسين ولكن ليست لدينا آمال عريضة نعلقها على نتائج هذا الاجتماع، لأنه ليس هناك أي تغييرات حقيقية في مواقف الدول المعنية التي هي في النهاية تحدد إمكانية الوصول إلى حل سياسي. حتى روسيا على لسان وزير خارجيتها تؤكد أنه ليس من جديد فيما يطرحونه تجاه الحل السياسي، وهم ليسوا مقتنعين أن هناك جديدا في لوزان، لأن الإشكاليات القديمة هي نفسها حاضرة اليوم في هذا الاجتماع، باعتبار أن الروس والأميركيين فشلوا في الوصول إلى اتفاق كانوا بصدده».
ولفت إلى أنه في وقت سابق تم إفشال المشروع الفرنسي لإيقاف الحرب في حلب بالفيتو الروسي، منوها بأنه في هذه الأجواء لا أحد يتحدث اليوم عن مقاربات جديدة من أجل الوصول إلى حلّ، لا مؤشرات تدعو للتفاؤل بـ«لوزان»، ولكن هناك رغبة للخروج من هذه الورطة، ولكن كيف؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر إجابته الجميع.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».