مقتل قائد انقلابي بالحديدة.. وتعز تحيي ذكرى 14 أكتوبر

قتلى وجرحى إثر خلاف مالي بين أتباع الحوثي وصالح في «اللواء 22»

مقاتلو الجيش اليمني في إحدى جبهات تعز (أ.ف.ب)
مقاتلو الجيش اليمني في إحدى جبهات تعز (أ.ف.ب)
TT

مقتل قائد انقلابي بالحديدة.. وتعز تحيي ذكرى 14 أكتوبر

مقاتلو الجيش اليمني في إحدى جبهات تعز (أ.ف.ب)
مقاتلو الجيش اليمني في إحدى جبهات تعز (أ.ف.ب)

قتل العميد منصور مجاهد نمران، قائد المنطقة العسكرية الخامسة للميليشيات الانقلابية، مع 10 آخرين على الأقل، في غارة جوية شنتها أمس السبت مقاتلات التحالف العربي على معسكر قيادة المحور العسكري في شارع المطار، جنوب مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن. وقالت مصادر محلية في محافظة الحديدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن نمران عين حديثا من قبل الميليشيات الانقلابية.
ويتزامن ذلك مع تكثيف طيران التحالف غاراته خلال الفترة الماضي على مواقع عسكرية في محافظة الحديدة الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.
وقال العقيد الركن محمد علي هديان، لـ«الشرق الأوسط»، إن معركة تحرير منفذ البقع والتقدم باتجاه صعدة ومن ثم تكثيف المقاتلات غاراتها على مواقع الميليشيات الانقلابية في محافظة الحديدة تأتي في السياق العسكري ذاته الهادف إلى فتح جبهات جديدة وفي موضعين جديدين من شأنهما إرباك القوات الانقلابية والتقدم ناحية صعدة معقل الميليشيات تحديدا.
وأضاف أن مشاركة الطيران بكثافة هدفها الاستيلاء والسيطرة على مواقع في جبهتي صعدة والحديدة، لافتا إلى أن من أسباب السيطرة على منفذ البقع ومن ثم معسكر اللواء 19 هو تحقيق عنصر المفاجأة ومباغتة العدو في مناطق لم يكن يتوقعها.
وأوضح أن انطلاقة عملية تحرير صعدة كانت صادمة للميليشيات التي لم تحصل على معلومات استخباراتية بتحضير الجيش والمقاومة مثل هذا الهجوم الحاصل في عمق وجودها.
وفي جبهة مريس دمت، شمال غربي محافظة الضالع، أكدت مصادر في المقاومة سقوط أكثر من 30 مسلحًا تابعا للميليشيات التابعة للحوثي وصالح، بين قتيل وجريح في المواجهات العنيفة التي شهدتها المناطق والشعاب الواقعة بين رمة والرحبة وسون غرب جبهة مريس فجر أمس، بين قوات الجيش المسنودة برجال المقاومة وميليشيات الانقلاب.
ولفتت إلى تمكن مدفعية الجيش الوطني ظهر الجمعة (أول من أمس) من قصف عدد من مواقع الميليشيات الموجودة وسط قرية رمة شمال غربي مريس، مشيرة إلى مقتل عدد من أنصار الميليشيات، فضلا عن تدمير مدرعة تابعة لها كانت تقل قبل إصابتها بقذيفة مدفعية الجيش جنودا، وشوهدت ألسنة النار وهي متصاعدة بعد تدميرها وفقا لمصادر المقاومة.
وفي تعز، استعادت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المحافظة التي تعد ثالث كبرى المدن اليمنية جنوب العاصمة صنعاء، مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي والموالين لها من قوات المخلوع صالح الانقلابية، بعد مواجهات عنيفة سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه الجبهات الشرقية والشمالية مواجهات عنيفة، كما اشتدت المعارك بمحيط جبل الهان، ورافقها القصف العنيف على مواقع المقاومة والجيش بالأحياء السكنية.
وقالت مصادر ميدانية في المقاومة بتعز لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجبهة الغربية شهدت أعنف المواجهات، وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وبمساندة من أبناء القرى، من استعادة السيطرة على جبل الخضر ومنطقة القحاف، بمساندة أبناء قشيبة والمحشاء وبني خيلة والقرى المجاورة، والمواجهات تتجه باتجاه منطقة مولية والعنين في بلاد الوافي في جبل حبشي، غرب المدينة».
وذكرت المصادر أن عناصر المقاومة الشعبية في منطقة الزبيرة بقرية قدس التابعة لمديرية المواسط، تصدت لهجمات الميليشيات الانقلابية عند محاولتهم التقدم إلى مواقع المقاومة، وكبدتهم خسائر في الأرواح والمعدات، حيث سقط ما لا يقل عن 10 بين قتيل وجريح من الميليشيات، كما دارت مواجهات عنيفة في جبهة كلابة وشارع الأربعين وحارة الزهراء شمال شرقي مدينة تعز، مع التصعيد من القصف العشوائي على الأحياء السكنية شمال الزنوج وتبة الصومعة من مواقع تمركزها في سوفتيل.
ولفتت المصادر إلى أن «خلافات حول مستحقات مالية نشبت بين قوات الميليشيات الانقلابية في اللواء 22، تطورت إلى مواجهات في شرق المدينة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، بسبب رفض قوات الحرس أوامر من قيادة الحوثيين واتهامات بنهب مستحقاتهم من قبل الحوثيين». على صعيد متصل، احتشد الآلاف من أبناء مدينة تعز وأرياف المحافظة، في شارع جمال وسط المدينة، للمشاركة في الاحتفال بالعيد الوطني الـ53 لثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) ، وتحت شعار «أكتوبر.. تحرير الأرض والإنسان».
وشهدت المدينة حفلا بحضور قيادات في المقاومة الشعبية والجيش الوطني ومديري عموم المؤسسات الحكومية في المحافظة وشخصيات اجتماعية وسياسية ومن منظمات المجتمع المدني وجميع الأحزاب السياسية، وتزينت ساحة الحرية بالإعلام اليمنية والشعارات الوطنية احتفاء بحلول الذكرى الـ53 لثورة 14 من أكتوبر.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).