أنقرة تطرح خطة لهدنة جديدة في حلب.. وتحذر من حرب عالمية ثالثة

«الجيش السوري الحر» ينتزع 134 منطقة سكنية من «داعش»

أنقرة تطرح خطة لهدنة جديدة في حلب.. وتحذر من حرب عالمية ثالثة
TT

أنقرة تطرح خطة لهدنة جديدة في حلب.. وتحذر من حرب عالمية ثالثة

أنقرة تطرح خطة لهدنة جديدة في حلب.. وتحذر من حرب عالمية ثالثة

كشفت مصادر دبلوماسية النقاب عن خطة تركية جديدة ستقدم إلى اجتماع لوزان في سويسرا، المقرر عقده، اليوم السبت، حول سوريا، تتضمن خطوات جديدة لإنهاء الأزمة وإعلان هدنة في مدينة حلب وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكانها تم التداول بشأنها مع الأطراف المعنية ومع الاتحاد الأوروبي. وجاء ذلك، في حين حذرت أنقرة من اندلاع حرب عالمية ثالثة في المنطقة تنطلق من سوريا.
حسب المصادر التركية، ستقدم أنقرة في اجتماع لوزان حول سوريا خطة جديدة لتسوية الأزمة تتضمن تحقيق الهدنة وتعاون قوات التحالف الدولي وروسيا في مكافحة الإرهاب. وأوضحت المصادر لصحيفة «أكشام»، أمس الجمعة، أن الخطة التركية تحوي 6 بنود وتشمل وقف إطلاق النار بين جميع الأطراف المتنازعة وبدء عملية إيصال مساعدات إنسانية بشكل عاجل ونشر مستشفيات ميدانية في مواقع بحاجة إليها. وتقضي الخطة بالتعاون بين قوات التحالف الدولي وروسيا في مكافحة تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين بعد ضمان الهدنة، ووضع خريطة طريق مشتركة حول التسوية في سوريا بين حكومة البلاد والمعارضة. وتتضمن الخطة أيضًا إقامة «منطقة آمنة» في سوريا من أجل تجنب موجة جديدة من اللاجئين. كذلك، تنص الخطة على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وتقليل كل الأخطار التي قد تؤدي إلى الإضرار بوحدتها ونشوب نزاعات على أساس عرقي وطائفي.
هذا، وتلقى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اتصالاً هاتفيًا من الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، تباحثا فيه حول آخر التطورات المتعلقة بالأزمة السورية. وتناول الجانبان خلال الاتصال الأوضاع الراهنة في مدينة حلب والمأساة الإنسانية الناجمة عن القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة من قِبل مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري. وقالت مصادر دبلوماسية إن الاتصال تطرق إلى الاجتماعات المقبلة حول سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا عامة، وفي مدينة حلب على وجه الخصوص، إضافة إلى بحث عملية «درع الفرات» التي تدعم فيها القوات التركية عناصر من «الجيش السوري الحر» في شمال سوريا لتطهير حدودها من التنظيمات الإرهابية.
في الوقت نفسه، حذرت أنقرة من اندلاع حرب عالمية ثالثة في المنطقة تنطلق من سوريا. وقال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، أمس الجمعة، إن العالم بات على أعتاب حرب عالمية ثالثة انطلاقا من سوريا، لافتا إلى وجود ما يشبه المواجهة المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة على الأراضي السورية. وفي إطار عملية «درع الفرات» المستمرة في الشمال السوري منذ 24 أغسطس (آب) أعلن الجيش التركي، أمس الجمعة، أنه دمر 62 هدفًا تابعًا لتنظيم داعش الإرهابي في إطار العملية. وأفاد بيان صادر عن الجيش بأن طائرات من دون طيار رصدت أهداف التنظيم، وجرى قصفها بالمدفعية. وأشار البيان إلى مقتل عنصرين من «الجيش السوري الحر» في اشتباكات خلال العملية.
وأضاف أن 134 منطقة سكنية تم تحريرها من أيدي الإرهابيين منذ انطلاق عملية درع الفرات في 24 أغسطس، وأن المساحة الإجمالية التي تم تطهيرها من «داعش» بلغت ألفًا و110 كيلومترات مربعة.
وتهدف تركيا من خلال هذه العملية المدعومة من التحالف الدولي ضد «داعش» إلى إقامة منطقة آمنة على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع بطول 98 كيلومترا من مدينة جرابلس إلى بلدة الراعي وبعمق 45 كيلومترا داخل الأراضي السورية لنقل اللاجئين السوريين إليها.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».