نيكاراغوا محور لصراع النفوذ بين واشنطن وبكين في أميركا الجنوبية

قناتها الجديدة تكلف 50 مليار دولار.. وتنافس قناة بنما

نيكاراغوا محور لصراع النفوذ بين واشنطن وبكين في أميركا الجنوبية
TT

نيكاراغوا محور لصراع النفوذ بين واشنطن وبكين في أميركا الجنوبية

نيكاراغوا محور لصراع النفوذ بين واشنطن وبكين في أميركا الجنوبية

في الوقت الذي تتطور فيه الأوضاع السياسية في البلاد، يأتي مشروع دانيال أورتيغا لبناء قناة نيكاراغوا لمنافسة قناة بنما ليثير توترات جديدة في المنطقة.
وتدعم الصين المشروع الذي سيضاف لرصيد أورتيغا باستثمارات ضخمة قد تتعدى الخمسين مليار دولار، كما أن دولاً حليفة أخرى لنيكاراغوا، مثل إيران وروسيا، قد عبرت عن مباركتها لهذا المشروع، إضافة إلى إبداء الاستعداد للاستثمار فيه بشكل ضخم.
ويعتبر مشروع قناة نيكاراغوا من المشاريع العملاقة التي أثارت الرأي العام في مناغوا وأميركا اللاتينية، بالإضافة إلى تأثيرها في التحالفات الجيوسياسية الجديدة التي تحدث في العالم. إذ إن عددًا من الخبراء السياسيين تحدث عن أن دخول الاستثمارات الصينية بهذا الحجم في أميركا اللاتينية لمنافسة قناة بنما التي شيدتها الولايات المتحدة الأميركية، يرسم خريطة جيوسياسية واستراتيجية جديدة، خصوصًا أن الولايات المتحدة قد رفضت هذا المشروع من قبل بسبب تكلفته الباهظة.
وواجه أورتيغا انتقادات كثيرة في الداخل والخارج، إذ إن مناقصة تشييد القناة قد حصلت عليها شركة «هونغ كونغ نيكاراغوا للتنمية» المعروفة اختصارا باسم «HKND»، وهي تتبع لرجل الأعمال الصيني الثري وانغ شينغ، الذي سيحصل من خلال المناقصة على حق الانتفاع من القناة لمدة خمسين عامًا، إضافة إلى فرصة مد الفترة إلى خمسين عاما أخرى.
وكانت الصين وروسيا وإيران من أوائل من بارك المشروع، ووعدوا باستثمارات ضخمة تدعم المشروع الذي يسوق له أورتيغا بأنه سيكون من المشروعات التي ستغير وجه البلاد، بل وستنتشل الفقر وتدفع بمنخفضي الدخل إلى واقع اجتماعي جديد.
وبينما رفضت دول إقليمية المشروع، مثل دولة كوستاريكا المجاورة، إلا أنه انطلق بالفعل منذ عام 2014، ومن المتوقع أن ينتهي في عام 2020. ويسوق أورتيغا للمشروع على أنه سيغير المنطقة تمامًا، كما سيسرع في حركة نقل البضائع، ويسمح للسفن الضخمة التي لا تستطيع المرور من قناة بنما بأن تجد في القناة الجديدة حلاً ناجعًا. والصين من جانبها اعتبرت أن المشروع سيكون له أهمية اقتصادية ضخمة لتسريع نقل البضائع، وتسهيل الشحن من وإلى الأسواق الآسيوية، إلا أن خبراء استراتيجيين يرون أن دخول الصين وحلفائها في مباركة المشروع يأتي انطلاقا من نظرة سياسية للوجود في الفناء الخلفي للولايات المتحدة، أسوة بوجود أميركا في مناطق النفوذ الصينية، مما سيحدث تغيرات جذرية في هذه المنطقة في السنوات المقبلة، وذلك لأن الوجود الأميركي في منطقة بحر الصين الجنوبي بدأ يؤرق الصين، مما يدفع إلى استراتيجية صينية جديدة للوجود في الفناء الخلفي الأميركي، وإحداث توازنات جديدة في أميركا الجنوبية.
وحسب خبراء، فإن المشروع يأتي في إطار تفعيل الدور السياسي والاقتصادي الجديد الذي ستلعبه الصين في المرحلة المقبلة في القارة اللاتينية، إذ إن الصين تعتبر الشريك الثاني الأكبر لدول أميركا الجنوبية بعد الولايات المتحدة، في وقت تحاول فيه البحث عن استقلالية ونفوذ لمرور بضائعها، والاستعاضة عن قناة بنما. وقد استطاع أورتيغا توظيف مشروع القناة، وذلك للحصول على دعم سياسي ودولي، كما أسهم في دعم عائلته للبقاء في الحكم، ودعم مشروعه الرئاسي لفترة جديدة.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.