قوات الاحتلال تغلق الضفة وغزة وتفصل القدس إلى عربية ويهودية

إسرائيل تدفع بالمزيد من قواتها إلى القدس.. والمستوطنون يقتحمون الأقصى وسط حراسات مكثفة

قوات حرس الحدود الإسرائيلية تقوم بتفتيش شاب فلسطيني أمام بوابة دمشق في القدس القديمة أمس (إ.ب.أ)
قوات حرس الحدود الإسرائيلية تقوم بتفتيش شاب فلسطيني أمام بوابة دمشق في القدس القديمة أمس (إ.ب.أ)
TT

قوات الاحتلال تغلق الضفة وغزة وتفصل القدس إلى عربية ويهودية

قوات حرس الحدود الإسرائيلية تقوم بتفتيش شاب فلسطيني أمام بوابة دمشق في القدس القديمة أمس (إ.ب.أ)
قوات حرس الحدود الإسرائيلية تقوم بتفتيش شاب فلسطيني أمام بوابة دمشق في القدس القديمة أمس (إ.ب.أ)

قبل يوم واحد من احتفال الإسرائيليين بعيد الغفران اليهودي، فرضت السلطات الإسرائيلية إغلاقًا شاملاً على الضفة الغربية وقطاع غزة، وعززت من وجودها الأمني في مدينة القدس، وعزلتها، فيما اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى، مستغلين الوجود الأمني المكثف لحمايتهم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي منذ منتصف ليل الثلاثاء، فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية، يمنع معه تنقل الفلسطينيين إلى القدس وإسرائيل، بمن فيهم حملة التصاريح الخاصة، كما أعلنت عن إغلاق جميع المعابر على حدود قطاع غزة، سواء المخصصة لتنقل الأفراد أو البضائع.
وقال ناطق عسكري، إنه سيُسمح للحالات الإنسانية والطبية والطارئة فقط بدخول إسرائيل، بعد مصادقة منسق الأعمال في المناطق، ويستمر ذلك حتى فجر الخميس.
وفي القدس، نشرت قوات الاحتلال تعزيزات أمنية إضافية، وقسمت المدينة إلى قسمين لمنع وصول العرب إلى الأماكن اليهودية، وتمكين اليهود من الوصول سيرًا على الأقدام إلى حائط البراق، المعروف إسرائيليًا بالمبكى، من دون أي عوائق.
ونصبت الشرطة الإسرائيلية المزيد من الحواجز حول القدس وفي داخلها، وعززت من الحواجز بين قسميها الشرقي والغربي، لمنع وصول أي سيارات عربية إلى الشوارع والأحياء اليهودية في المدينة. وقالت إنه يسمح للسكان العرب الوصول إلى البلدة القديمة بسياراتهم، عبر بعض الشوارع الالتفافية والصعبة، من اتجاهات الشمال والشرق والجنوب.
ويمتنع الإسرائيليون عن تحريك سياراتهم في يوم الغفران، وتظل الشوارع فارغة تماما إلا من المشاة والدراجات الهوائية حسب معتقدات توراتية.
وتريد القوات الإسرائيلية إجبار العرب على وقف سياراتهم كذلك، منعًا لاستفزاز اليهود، أو على أقل تقدير، تجنب الاحتكاك بين الطرفين، فلجأت إلى فصل المدينة وإغلاق شوارع رئيسية وإيجاد بدائل التفافية.
وقال قائد منطقة القدس في الشرطة الإسرائيلية، يورام هليفي، إن قوات الشرطة رفعت حالة التأهب إلى أقصاها، وستفرض حظر تجول بين الأجزاء العربية للمدينة خلال يوم الغفران.
واستغل مستوطنون التجهيزات الأمنية الاستثنائية والدعوة إلى صلوات في حائط البراق أمس، واقتحموا المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا دينية مرتبطة بعيد الغفران، المعروف أيضًا بـ«يوم كيبور».
وفوجئ حراس المسجد الأقصى باقتحامات متتالية منذ السابعة صباحًا، ما رفع حالة التوتر في المنطقة. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن 156 مستوطنًا اقتحموا المسجد بحراسة الشرطة الإسرائيلية.
وكانت منظمات «الهيكل» دعت اليهود لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى خلال «يوم كيبور»، في محاولة للتأكيد على أحقيتهم «بالجبل»، في إشارة إلى المكان الذي أقيم عليه المسجد الأقصى.
وأصدرت الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، ومجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ودار الإفتاء الفلسطينية، وإدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بيانًا أدانت فيه تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. وقال البيان «إن الأقصى يشهد هذه الأيام، هجمة شرسة من منظمات الهيكل المزعوم، إضافة إلى التحريض المستمر على اقتحامه وتدنيسه بمناسبة الأعياد اليهودية، التي أصبحت كابوسًا على الأقصى وأهله، بدعم من حكومة الاحتلال وأذرعها». ووصف البيان اقتحامات الأقصى وحصاره، بـ«إجراءات إسرائيلية غير قانونية وباطلة ومستفزة»، واعتبرها تغييرًا للوضع التاريخي القائم منذ احتلال القدس. وأضاف، «أن استمرار الاقتحامات وتدنيس الأقصى، سيشعل فتيلاً لحرق المنطقة بأكملها». وجاء في البيان أيضًا، «أن قيام الشرطة والأجهزة الأمنية بحماية مشروع جمعيات منظمات الهيكل المزعوم، لن ينال من عزيمتنا في حراسة الأقصى والدفاع عنه».
وطالبت الهيئات الإسلامية صناع القرار في العالمين العربي والإسلامي، بالقيام بواجبهم والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات في الأقصى، وأن تعود القدس على سلم الأولويات.كما طالبت المجتمع الدولي بأن يأخذ دوره في تطبيق القرارات التي تدين حكومة الاحتلال في كل ما يتعلق بالمدينة المقدسة، بانتهاك مقدساتها وتزوير تاريخها وآثارها.
وناشدت الهيئات الإسلامية صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة، الملك عبد الله الثاني، إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه ما يتعرض له الأقصى، لما له من أهمية كبرى لدى الهاشميين، ووقف استفزازات الحكومة اليمينية المتطرفة تجاه القدس.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.