أنقرة تلوح بضرب الأكراد في شرق الفرات بعد تصريحات كلينتون حول تسليحهم

أنقرة تلوح بضرب الأكراد في شرق الفرات بعد تصريحات كلينتون حول تسليحهم
TT

أنقرة تلوح بضرب الأكراد في شرق الفرات بعد تصريحات كلينتون حول تسليحهم

أنقرة تلوح بضرب الأكراد في شرق الفرات بعد تصريحات كلينتون حول تسليحهم

لوح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بتوسيع نطاق عملية درع الفرات التي تنفذها القوات التركية في شمال سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي لضرب «داعش» دعما لقوات الجيش السوري الحر لتمتد إلى شرق الفرات إذا لزم الأمر.
وقال يلدريم أمام الاجتماع الأسبوعي للكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي، أمس، إن بلاده دائمًا تتحدث في سوريا عن غرب الفرات، لكنها مستعدة لفعل ما يلزم شرق الفرات إذا استمرت الأنشطة الإرهابية هناك.
وانتقد يلدريم تصريحات المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون التي وعدت بتزويد المقاتلين الأكراد في سوريا بالسلاح حال فوزها في الانتخابات، مستغربا ممن يتحدثون عن مكافحة الإرهاب بالإرهاب.
وقال يلدريم إن حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني، يأخذ السلاح من الولايات المتحدة الأميركية بحجة محاربة تنظيم داعش، متسائلا هل هذه حرب أخلاقية؟ وهل الإرهاب يكافح الإرهاب؟.
وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وتصنف حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية اللذين يقاتلان ضد «داعش» في شمال سوريا على أنهما امتداد للعمال الكردستاني.
وأكد يلدريم أن بلاده ستطهر حدودها شبرا شبرا من الإرهابيين، ولن تسمح لأي أحد بفرض سياسة الأمر الواقع عليها، «سنحافظ على وحدة ترابنا وأمن أرواح مواطنينا وممتلكاتهم ولا حق لأي أحد بأن يمنحنا هذا الواجب الوطني».
واعتبر يلدريم أن فترة الانتخابات في أميركا تؤثر على تحركها بشأن قضايا المنطقة.
في الوقت نفسه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه لو كانت هيلاري كلينتون جادة فيما تقول، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة هي دولة داعمة للإرهاب لأنها تمد الإرهابيين بالسلاح.
وصعدت إلى السطح مؤخرا تباينات بين أنقرة وواشنطن بشأن عملية درع الفرات وكذلك التحركات باتجاه تنفيذ عملية عسكرية في الموصل شمال العراق ضد «داعش».
وقالت مصادر دبلوماسية إن أنقرة كانت تريد تنفيذ عمليتي الرقة في شمال سوريا والموصل في شمال العراق بالتزامن، لقطع الطريق على ارتداد عناصر «داعش» إلى الرقة وقطع الطريق أيضا على عناصر العمال الكردستاني في شمال العراق، وحاولت إبعاد الأكراد من التدخل في المعارك، لكن واشنطن تبدو مصرة على استمرار دور القوات الكردية في شمال سوريا، وهو ما دفع تركيا إلى محاولة حسم معركة مدينة الباب من خلال عملية درع الفرات.
ولفتت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الموقف الأميركي دفع أنقرة إلى مزيد من التنسيق مع موسكو، وأن ذلك اتضح في التوافق الذي ظهر من خلال مباحثات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول، أول من أمس، والاتفاق على تفعيل عمل آلية التنسيق المشتركة المكونة من الجيش والمخابرات ووزارتي الخارجية في البلدين للتعامل مع الوضع في شمال سوريا ومحاولة تأمين طريق لإيصال المساعدات إلى حلب.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.