البداية المثيرة للدوري الإنجليزي تؤكد أن الفرق وعت درس ليستر

تطور الحالة البدنية والفنية تبشر بمنافسة أقوى في الشهور القادمة.. وترقب لانتفاضة توتنهام وليفربول

تتويج ليستر باللقب الموسم الماضي دفع فرق الدوري الإنجليزي للتسلح بقوة للموسم الحالي (رويترز)
تتويج ليستر باللقب الموسم الماضي دفع فرق الدوري الإنجليزي للتسلح بقوة للموسم الحالي (رويترز)
TT

البداية المثيرة للدوري الإنجليزي تؤكد أن الفرق وعت درس ليستر

تتويج ليستر باللقب الموسم الماضي دفع فرق الدوري الإنجليزي للتسلح بقوة للموسم الحالي (رويترز)
تتويج ليستر باللقب الموسم الماضي دفع فرق الدوري الإنجليزي للتسلح بقوة للموسم الحالي (رويترز)

مرت سبع مباريات من عمر الدور الإنجليزي الممتاز، وحان وقت التقاط الأنفاس، المؤشرات تقول إن الأداء في تطور والحالة البدنية تبشر بمنافسة أقوى في الشهور القادمة.
ولكن كيف يبدو هذا؟ ففي حين تلتقط مسابقة الدوري الممتاز أنفاسها وتجفف بعض العرق وتخفي آثار بعض الكدمات التي تركت أثرها على الفرق في فصل الخريف، فإن هذا الوقت هو الأمثل للجلوس ومراجعة تلك البداية المثيرة للمسابقة.
للمرة الأولى منذ فترة طويلة، يبدو الدوري الممتاز مكانا مختلفا هذا العام. فبعد سبع مباريات وراحة للتفرغ للمباريات الدولية بات للموسم نغمة وشكل مميز. الأهم من أي شيء هو تسارع النبض، لكن الصوت استمر على ما هو عليه، وما تغير هو سرعة العزف والحالة البدنية وإحساس التطور والإثارة في طريقة الأداء في الملعب.
فالفرق تراها تركض لتغلق الملعب. قد يخلو الأداء من المهارة، لكن العزيمة والقوة تبدو طاغية وسط جمهور واع ومدرك لتكتيك اللعب.
فطريقة اللعب والأسلوب والأسلوب المضاد كلها تظهر ثم تختفي، وهذا ما يبدو عليه الحال حاليا. فلم يمر سوى خُمس المشوار حتى الآن، لكن الموسم يبدو منهكا لكنه مليء بالبهجة والإثارة. لكن على أي حال، أهلا بكم مع الجديد المؤلم.
مبدئيا، لم يتغير الكثير في فرق القمة في الكرة الإنجليزية. فعالم الكرة في مرحلة ما بعد تربع ليستر سيتي على القمة لا يختلف كثيرا عن الحال قبلها. ففريق مانشستر سيتي على القمة، وسندرلاند كالعادة يتلعثم، يواجه إخفاقا واضحا في مبارياته الأولى ويقبع في القاع في فصل الخريف.
سجلت فرق الدوري الممتاز هدفا واحدا أكثر مما سجلته في نفس الفترة من العامين الماضيين، حيث بلغ مجموع الأهداف في الموسم الماضي 196 هدفا، وهو نفس عدد أهداف الموسم قبل الماضي.
وعلى الرغم من بعض التحذيرات المبكرة للحد من الالتحام القوي، لا يزال عدد الأهداف على حاله من دون زيادة؛ فعدد التسديدات في كل مباراة، وعدد الأهداف الناتجة عن الهجمات المرتدة، وعدد التعادلات، وعدد النقاط التي تفصل فرق القمة عن فرق القاع كلها استمرت على حالها من دون تغيير يذكر.
رغم كل هذا، فإن مسابقة الدوري الممتاز للموسم الحالي تبدو مختلفة. فمفاجأة فوز ليستر سيتي العبقرية والمستحقة أخفت حقيقة هامة هي أن مستوى الدوري كان كغيرها من البطولات في دول أخرى. ففريق الآرسنال حل في المركز الثاني بأسوأ أداء شاهدناه له في السنوات الأخيرة، وتفسخ البطل السابق تشيلسي، وتحجر شكل مانشستر يونايتد بعدما بات يقدم عرضا أسبوعيا لتراجيديا مؤلمة، ومانشستر سيتي قضى نصف الموسم يتفنن في إضاعة الوقت، في حين مر توتنهام بلحظات ارتقاء، وكذلك قدم وستهام وبعض الفرق القليلة موسما جيدا. فيما عدا ذلك كان الشكل العام مخيبا للآمال نتيجة للتراجع في أداء الفرق. ولو أن المسابقة الماضية سارت بنفس الشكل وذهب اللقب لفرقه المعتادة لكان الموسم ذهب بكل ما فيه من ملل إلى غياهب النسيان.
بيد أن الموسم الحالي يبدو كعملية التأرجح للأعلى، في ضوء الموجة الجديدة من أموال عائدات البث التلفزيوني والحضور الصاخب لعدد من كبار المدربين، مما أعطى انطباعا بتطور نظم التدريب.
فرق المقدمة السبعة في صعود مستمر حاليا، ولا يزال هناك متسع في منتصف الطاولة لاستقبال قادمين جدد، في حين أن فرق القاع الثلاثة جميعها من الفرق المتوسطة المتعثرة، فالشكل الحالي التعيس لفريق وستهام بات مثيرا للتعجب.
ووسط كل هذا، جاء فوز توتنهام على مانشستر سيتي قبل التوقف ليؤكد ارتفاع مستوى الموسم الحالي الذي شهد قفزة قوية للأمام. فما شاهدناه لم يكن مجرد ضغط من توتنهام على مانشستر سيتي، بل حصار كامل وتضييق للخناق وجهد للاستحواذ على الكرة من الخصم لبدأ هجوم مضاد.
المشاهدة كانت مرهقة، وكذلك كانت مشاهدة موريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام، وهو الذي قام بتعديل طريقة الأرجنتيني الشهير «بيلسا» لتصبح خطة فريق توتنهام الشاب. في المقابل يبدو مانشستر سيتي يمكن تجاوزه، وأفضل ما حققه الفريق هذا الموسم كان فوزه بملعب أولد ترافورد معقل يونايتد بنتيجة 2 – 1، وكان الهدف هو الضغط المبكر على الخصم، مما تسبب في ارتباك وفوضي في دفاعات يونايتد، لكن هناك إجراءات ستتخذ لتصحيح الوضع وسيعود الفريق لمستواه.
يعتبر فريق ليفربول وسيلة سهلة للمقارنة هنا، فعند انتهاء الفترة الدولية، سوف يكون قد مر عام بالضبط على وصول المدرب يورغن كلوب إلى ملعب أنفيلد. فقد انتهت أول مباراة له مع فريقه بالتعادل السلبي بملعب توتنهام من دون أهداف وبشق الأنفس، وكانت المباراة أشبه بفريقين يعدوان تجاه بعضهما لا أكثر.
قضى المدرب اثني عشر شهرا مع فريقه حتى الآن ليجعل منه فريقا فريدا بفضل سلسلة خط الهجوم والانسجام الجماعي.
بيد أن الوقت لا يزال مبكرا لتقييم أداء الفرق الكبرى المتنافسة، من المقرر سفر مانشستر سيتي إلى ملعب أنفيلد ليلة رأس السنة، وسيكون من الممتع مشاهدة مواجهة غوراديولا للهجوم الكاسح لفريق كلوب.
إحساس من الضراوة بدا وكأنه ساد بين فرق الدوري الممتاز، ففريق آرسنال بدا أقوى، ومن خلفه تأتي فرق مثل واتفورد، وبورنموث، وبيرنلي، وجميعهم نجحوا، ليس بالدفاع الصلد أو لأن فرقهم لا تقهر، لكن لأنهم باتوا يلعبون باستخدام مزيج مشابه من التحركات والدفاع الجماعي المستميت.
ليس من الصعب معرفة مصدر هذا، فهذا الأسلوب هو بالضبط ما يعرف بـ«الأداء البدني الكامل»، وإن كان لا يعني زيادة الطاقة فقط، ولكنه أسلوب يشمل تمرينات حركية جماعية مصممة بمهارة كبيرة ابتدعها المدرب ديغو سيموني وحقق بها نجاحا كبيرا مع أتليتكو مدريد. كذلك شكلت القدرة على تحليل والتقاط تحركات الخصم وتحليل البيانات عاملا مساعدا. فكما أظهر فريق ليستر سيتي إمكانية الفوز بلقب الدوري ببساطة بمجرد تكرار نفس مجموعة الحركات بتصميم وعناد ومهارة أيضًا، بات مفتاح النجاح الآن يتمثل في الرغبة في العمل بلا كلل للسيطرة على مجريات على اللعب.
آخر مباراة شاهدنا فيها ارتفاعا في معدلات التركيز والجهد البدني في الدوري الممتاز كانت منذ نحو عقد مضى. شاهدنا كذلك فرق تشيلسي في عهد جوزيه مورينهو، وليفربول في قمة مستواه مع ستيفن جيرارد، وأليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد، وجميعهم تميزوا بوجود عدائين أقوياء بفرقهم لعبوا بجهد لا يعرف التعب أو الكلل. ونتيجة لذلك، رأينا السقف يرتفع في باقي الفرق.
تستطيع القول إن الأمر أشبه بالرحى التي تدور على الجميع، أو بالعدوى التي تنتقل من فريق لآخر، ففي ظل الأداء المتثاقل لفريق مانشستر يونايتد بقيادة مورينهو ساد الإحساس بأن أسلوبه بات متحجرا في الوقت الذي ظهرت فيه أساليب جديدة في أماكن أخرى.
لكن دعونا ننتظر لنرى ما إذا كان أثر الكلمات سيستمر في الشتاء والربيع القادم. من ناحية أخرى، فإن فوز موناكو بالهجمات المرتدة الماكرة على توتنهام بملعب ويمبلي يوحي بأنه لن يكون من السهل على الفريق خوض غمار المنافسات الأوروبية أمام خصوم أشرس. ولذلك علينا أن نواصل التركيز وننظر بعين فاحصة لما يجرى في المعلب من الآن حتى فترة التوقف القادمة لرؤية التغيير.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.