«التعاون الإسلامي» تدعو إلى اجتماع طارئ لبحث الأوضاع المتدهورة في سوريا

إدانة تصعيد النظام للعمليات العسكرية.. وتأكيد على وحدة البلاد

«التعاون الإسلامي» تدعو إلى اجتماع طارئ لبحث الأوضاع المتدهورة في سوريا
TT

«التعاون الإسلامي» تدعو إلى اجتماع طارئ لبحث الأوضاع المتدهورة في سوريا

«التعاون الإسلامي» تدعو إلى اجتماع طارئ لبحث الأوضاع المتدهورة في سوريا

دعا المشاركون في الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى المندوبين، أمس، إلى عقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية على مستوى القمة الإسلامية؛ بهدف بحث الأوضاع المتدهورة في سوريا، خصوصًا في مدينة حلب.
وطلب الاجتماع الطارئ الذي عقد في جدة، أمس، من الأمين العام للمنظمة، إياد أمين مدني، السعي إلى معالجة تدهور أوضاع الشعب السوري الذي يتعرض للإبادة، خصوصًا ما يتعرض له أبناء حلب.
وجدد الاجتماع التأكيد على التزام الدول الأعضاء في المنظمة بـ«سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها السياسية وسلامة أراضيها»، في إشارة إلى رفض تعرض سوريا للتقسيم.
وأكد الاجتماع على القرارات والبيانات الصادرة من المنظمة بشأن سوريا على مستوى القمة ومجلس وزراء الخارجية، التي كان آخرها القمة الإسلامية في إسطنبول يومي 14و15 أبريل (نيسان) الماضي والدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية في الكويت يومي 27 و28 مايو (أيار) 2015.
وأدان الاجتماع النظام السوري لتصعيده العمليات العسكرية والقصف الجوي، والاستخدام الممنهج والعشوائي للبراميل المتفجرة والمواد الحارقة والقنابل الضخمة المخترقة للتحصينات على المناطق السكنية واستمرار العمليات البرية في جميع أنحاء سوريا، فضلاً عما أوردته بعض التقارير عن استخدام الأسلحة الكيماوية وما يرتكب من جرائم بحق المدنيين العزل، خصوصًا في مدينة حلب، التي أدت إلى مقتل وجرح المئات من السكان المدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة.
وأدان الاجتماع أيضًا الاعتداءات المشينة على المستشفيات والمرافق الصحية ومحطات المياه والمدارس وعلى القوافل الإنسانية، ومواصلة استخدام الحصار والتجويع والترحيل القسري تكتيكا حربيا، التي تعد من جرائم الحرب التي يجب أن يحاسب عليها النظام السوري، وأن تتحمل روسيا والدول الأخرى التي تدعمه مسؤولية استمرار هذه الانتهاكات باعتبار هذه المجازر والجرائم انتهاكات خطيرة لميثاق الأمم المتحدة، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وشدد الاجتماع على ضرورة تحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وذلك عبر تنفيذ قراراته بشأن الأوضاع في سوريا الداعية إلى تنفيذ وقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية وتقديم المساعدات الإنسانية. ودعا الأطراف الدولية التي تعهدت بفرض وقف للعمليات العدائية وتثبيت الهدنة الإنسانية للتدخل السريع لوقف عمليات القتل التي تتعرض لها المناطق السكنية ورفع الحصار عن المدنيين المحاصرين وتوفير الحماية لهم وللأطفال والنساء وللمدنيين السوريين بشكل عام، وكذلك للعاملين في المجال الإنساني، وسحب الميليشيات الأجنبية من المدن السورية، خصوصًا مدينة حلب، أو توفير ممرات آمنة للمدنيين وفرض وقف إطلاق نار إنساني فوري لفترة زمنية كافية، على أقل تقدير.
ودعا المشاركون في الاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها على اعتبار أن ذلك يتسق مع نصوص ميثاق الأمم المتحدة، وذلك في حالة استمرار فشل مجلس الأمن في القيام بواجبه في تحقيق السلم والأمن في سوريا. وركّزوا على ضرورة الحل السلمي للأزمة السورية عبر استئناف العملية التفاوضية، وذلك في إطار تطبيق بيان «جنيف1» وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأكدوا في البيان الختامي التزام منظمة التعاون الإسلامي ودولها الأعضاء بمكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره، مشددا على أهمية التعاون الدولي بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، خصوصًا في سوريا.
وأدان البيان في هذا الصدد الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجرائم الإرهابية النكراء التي تقترفها التنظيمات الإرهابية «داعش» و«جبهة النصرة» في سوريا، مشددًا على ضرورة عزل تلك التنظيمات الإرهابية وفصلها ميدانيًا اتساقًا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وطالب بتطبيق قرارات مجلس الأمن، خصوصًا القرارين 2254 و2268 من أجل إعادة تثبيت وقف الأعمال العدائية في سائر أرجاء سوريا، والقرارين رقم 2139 ورقم 2191 بشأن تقديم المساعدات الإنسانية على المدنيين السوريين بلا عوائق.
وحثّ الاجتماع الدول الأعضاء وإدارة الشؤون الإنسانية في الأمانة العامة وهيئات المجتمع المدني العاملة في المجال الإنساني على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى اللاجئين والنازحين السوريين وللدول المستضيفة للاجئين.
وأعرب عـن دعمه للجنة التحقيق التي أنشأها الأمين العام للأمم المتحدة يوم 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، بخصوص الهجوم الذي تعرضت له قافلة المساعدة الإنسانية إلى حلب، وشدد على أن مجلس الأمن الدولي سيحدد، في ضوء ما ستتوصل إليه اللجنة من نتائج، مسؤولية مرتكبي الهجوم الذي يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
ودعا المجتمعون، المندوبين الدائمين للمجموعة الإسلامية في نيويورك إلى الاجتماع ومتابعة الوضع الإنساني في مدينة حلب، كما دعا المجموعة الإسلامية في جنيف إلى التنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية والمجموعات الجغرافية والسياسية لحث مجلس حقوق الإنسان، على إيقاف انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والممنهجة التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه ضد المدنيين الأبرياء في سوريا.
وناشد البيان الختامي للاجتماع، الدول المانحة المشاركة في مؤتمرات المانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، وذلك من خلال الإسراع في سداد التزاماتها التي سبق أن أعلنت عنها خلال تلك المؤتمرات.
وطالب الأمين العام للمنظمة بالسعي نحو عقد اجتماع اللجنة التنفيذية على مستوى القمة في إطار تنفيذ قرار القمة الإسلامية الثالثة عشرة المنعقدة في إسطنبول لتقريب مواقف الدول الإسلامية الأعضاء، وبخاصة إنهاء الحرب في سوريا والنزاعات الأخرى في العالم الإسلامي.
ووصفت الكويت الموقف الدولي إزاء المجازر المرتكبة في حلب وبقية المدن السورية بأنه «وصمة عار في جبين الإنسانية»، وذلك في كلمة ألقاها القنصل العام لدولة الكويت ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، وائل العنزي. وقال العنزي «دولة الكويت دعت إلى عقد الاجتماع بعد أن تعثرت الجهود الدولية والمساعي الدبلوماسية لوضع حد للقتال الدائر في سوريا واحتمال حدوث المزيد من التصعيد والدمار والقتل».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».