الممثل الإقليمي لـ«الفاو»: المنظمات تقدم 100 مليار دولار لمواجهة أخطار التدهور المناخي

ولد أحمد لـ«الشرق الأوسط»: قال إن التغيير المناخي تحدٍ كبير للمنطقة العربية.. ومؤتمر مراكش بداية جادة لمواجهته

عبد السلام ولد أحمد الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو
عبد السلام ولد أحمد الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو
TT

الممثل الإقليمي لـ«الفاو»: المنظمات تقدم 100 مليار دولار لمواجهة أخطار التدهور المناخي

عبد السلام ولد أحمد الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو
عبد السلام ولد أحمد الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو

كشف الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو عبد السلام ولد أحمد، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، عن ملامح المؤتمر الدولي الذي تستضيفه مدينة مراكش المغربية الشهر المقبل حول التعامل مع مخاطر التغيير المناخي، وقال إن دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية رصدت نحو مائة مليار دولار للاستثمار في مجال الزراعة والمياه ومساعدة الدول الأكثر تضررا بسبب هذه الظاهرة التي تؤثر على نتاج الأمن الغذائي والإنساني، وأشاد بخبرة المملكة العربية السعودية في هذا الشأن، لافتا إلى أن لديها خططا استراتيجية متقدمة في المجال الزراعي، كما تحدث بالتفصيل حول الاجتماع التمهيدي لمؤتمر مراكش الذي انعقد في مقر جامعة الدول العربية بمشاركة 14 دولة عربية.
* هل منظمة الفاو جادة في مساعدة الدول العربية فيما يتعلق بتغير المناخ وتداعياته السيئة؟
- يجب أن نعي أن التغيير المناخي تحد كبير جدا بالنسبة للمنطقة العربية التي ستعاني من فقر المياه، وهو الأمر الذي يزيد من اتساع مساحات التصحر والتأثير على الزراعة، إضافة إلى تلوث المناخ بسبب شح المياه، ويعني أيضا أنه سيكون هناك انخفاض في الإنتاج الزراعي والسلع الغذائية وارتفاع في الأسعار، وبالتالي التحدي ضخم جدا.
* ما الحلول المطروحة والبدائل التي تتعامل مع هذا الوضع؟
- منذ عام 2013 عقدنا أول اجتماع في عمان يتعلق بالمياه والأراضي في الدول العربية، وقد شاركت الفاو والمنظمات الدولية والإقليمية لتبادل الآراء حول هذه القضية، وخرجنا باستراتيجية للتعاون ولدعم الدول في مواجهة ندرة المياه، وما له من تأثير على الإنتاج الزراعي، وبدأنا في تنفيذ هذه الاستراتيجية مع بعض الدول منها الأردن ولبنان ومصر.
* ماذا عن دول الخليج وشمال أفريقيا؟
- دول شمال أفريقيا، باستثناء موريتانيا التي تتمتع بمناخ شتوي يساهم في سقوط الأمطار، ستكون الأكثر تأثرا بالتغييرات المناخية، بحسب التقييمات التي وردت إلينا، وبالنسبة لدول الخليج فإن لديهم مشكلة مع ارتفاع درجة الحرارة، وسوف يؤثر هذا على الإنتاج الزراعي وحياة الإنسان، وبالتالي البدائل المطروحة تُركز على وفرة المياه وتعميم التكنولوجيات التي تساهم في التخفيف من حدة النتائج السلبية لتغيير المناخ، إضافة إلى ترشيد استخدام المياه في الزراعة التي تستهلك نحو 85 في المائة من مخزون المياه، وعليه فإن الحاجة تستدعي وضع خطة استراتيجية لعشرين عاما أو أكثر، تضع في الحسبان كم سيكون عدد السكان، وحاجتهم من المياه في قطاعات الزراعة والصناعة وغيرها.
* هل تقدمت بعض الدول العربية برؤية للتعامل مع مخاطر تغيير المناخ وتم تضمينها في التوصيات النهائية للمؤتمر التمهيدي لمؤتمر مراكش الشهر المقبل؟
- كل الدول العربية لديها رؤى استراتيجية وقمنا بمناقشتها ونرى أن التنسيق بين وزارتي الزراعة والري عمل مهم، وهذا ما طالبت به الفاو لمواجهة التغييرات المناخية، وقد تقدمت السعودية برؤية تُركز على قطاع المياه، ولديها خطط تكنولوجية متقدمة.
* ما أبرز الملفات التي ستركز عليها الفاو في اجتماع مراكش المقبل؟
- التركيز سيكون على قطاع المياه، وقد شارك معنا ممثلو 14 دولة عربية ومسؤولون من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وصندوق المناخ الأخضر، ومرفق البيئة العالمي خلال جلسات الاجتماع التمهيدي، لمناقشة أولويات التعاون فيما يتعلق بتغير المناخ والزراعة في سياق جدول أعمال التنمية المستدامة 2030، وكذلك الأولويات الفكرية لتمويل المناخ ودعمه، وذلك من خلال صندوق المناخ الأخضر، وآلية تيسير البيئة العالمية لآلية من خلال دورتها الجديدة المقبلة التي ستبدأ في 2018، ومركز وشبكة تكنولوجيا المناخ، وقمنا بمناقشة «اتفاقية باريس والزراعة» وشملت تحسين الفهم للعناصر الأساسية والتحديات أمام تنفيذها، إلى جانب استعراض الفهم الأفضل للعناصر المرتبطة بالزراعة والمياه والأسماك والغابات في اتفاقية باريس وارتباطهم بتنفيذ الإسهامات الوطنية المقررة وسائر السياسات، خصوصًا تلك المتعلقة بالأمن الغذائي، بالإضافة إلى عرض الفاو واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
* كانت هناك جلسات عمل تفصيلية حول التوصيات التي ستقدم لمؤتمر مراكش، ما أبرز عناصر التوصيات؟
- تمت مناقشة دور الغابات والمياه والأسماك والزراعة في الإسهامات الوطنية المقررة، وكيفية تخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه، وتحدثنا كذلك عن المكونات الزراعية للإسهامات الوطنية المقررة في سياق جدول أعمال التنمية المستدامة 2030، في حين تناولت الجلسة الرابعة الأخيرة لليوم الأول للاجتماع «المناطق ذات الأولوية للعمل المشترك» حيث تم تحديد القضايا ذات الأولوية وأوجه القصور في القدرات للتعاون على المستوى شبه الإقليمي ومع الفاو.
وتضمن النقاش القضايا المتعلقة بتمويل التنفيذ، وتعزيز التعاون جنوب–جنوب لنقل المعرفة وبناء القدرة على تصميم الآليات والترتيبات المؤسسية لتمويل العمل بشأن المناخ في قطاعات الزراعة والمياه والأسماك والغابات، وكذلك تبادل الخبرات للوصول لفهم أفضل لخيارات التمويل الدولي، واكتساب فهم أفضل لأولويات آليات تمويل المناخ والقدرات المعززة لتشكيل وتطوير مقترحات المشروع، وتحديد توقعات البلدان في الإقليم فيما يتعلق بالحصول على تمويل المناخ.
وتخللت الجلسات ورشات عمل للبلدان المستهدفة بمشاركة صانعي السياسات الوطنيين وخبراء الزراعة وتغير المناخ، لتبادل الخبرات وتحديد الاهتمامات المشتركة وفرص العمل المشترك.
* ما الدول التي شاركت في هذا الاجتماع؟
- شارك في الاجتماع ممثلون من البحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والمملكة العربية السعودية، والكويت، ولبنان، وليبيا، وعمان، والسودان، وسوريا، والإمارات العربية المتحدة واليمن، إلى جانب مشاركة كبار المسؤولين من منظمة الفاو، ومسؤولين مكلفين بالتعامل مع صندوق المناخ الأخضر، وكذلك الجهات الوطنية المسؤولة فيما يتعلق بمركز وشبكة تكنولوجيا المناخ وجهات الاتصال الوطنية بآلية تيسير البيئة العالمية، وكذلك ممثلين من صندوق المناخ الأخضر وآلية تيسير البيئة العالمية لإتمام التبادل.
وقد تابع هذا الاجتماع شبه الإقليمي نتائج مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الذي عقد في ديسمبر (كانون الأول) 2015، حيث أقر 195 طرفا فيها اتفاقية باريس الفارقة، وتم إعداد اتفاقية باريس للحد من انبعاثات الغازات الضارة إلى المستويات التي تحد من معدل الزيادة في درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فقط فوق المستويات قبل الصناعية، بينما تقر بشكل واضح بأن مثل هذا العمل المتعلق بالمناخ هو أمر حيوي للتنمية المستدامة والأمن الغذائي.
* ماذا عن تمويل هذه الخطط الاستراتيجية لمواجهة التغيير المناخي؟
- التمويل سيكون من كل الدول وليس منظمة الفاو بمفردها، لأن الأمن الغذائي والمياه والتنمية مصالح حيوية للدول ولدينا 19 منظمة إقليمية ودولية مشتركة في هذه المبادرة، إضافة إلى الدول نفسها وهناك أمور تقوم بها الفاو مباشرة وهي تقديم الدراسات والمعلومات الدقيقة للدول ورصد الموارد المائية ودعم قدرات الدول وتبادل المعارف وإدخال الطاقة المتجددة للإنتاج الزراعي المكثف وهناك رقم تم رصده يصل إلى مائة مليار دولار سنويا، وهو اتفاق بين جميع الدول لاستثمار هذا المبلغ لمواجهة التغيرات المناخية، وقد ربطنا هذا بدور الفاو في مساعدة الدول على صياغة المشاريع المُقدمة.
* هل ستعالج التوصيات الأخطار المترتبة على تغيير المناخ؟
- كل الدول قدمت توصياتها التي تتعلق بالأمن الغذائي وهي كفيلة لمواجهة الأخطار، التي وضعت على أساس معلومات دقيقة، وسوف تقدم الأمم المتحدة كل الدعم لمؤتمر مراكش، وهناك 20 منظمة تابعة للأمم المتحدة سوف تشارك في المؤتمر الشهر المقبل.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.