ذكر مسؤول أمني أفغاني أمس أن القتال في مدينة قندوز شمال أفغانستان دخل يومه الخامس، حيث تواصل
قوات الأمن محاولة طرد مسلحي طالبان الذين يتحصنون في مواقعهم من منطقة تقع خارج وسط المدينة. وقال قاسم جانجالباج قائد شرطة قندوز إن القتال مستمر في منطقة خواجة كالاندار بالمدينة، بينما تم تطهير مدينتين أخريين جنوب وشمال قندوز هما خواجة مشاهد وخانكاني، بالفعل من المتمردين. وأضاف جانجالباج «لسوء الحظ، تختبئ طالبان في منازل المدنيين. لا يمكننا التحرك سريعا، حيث إننا يمكن بذلك أن نسبب أذى للمدنيين». وطبقا لقائد الشرطة، قتل ثمانية مسلحين وأصيب 12 آخرون، بينما أصيب رجل شرطة الليلة الماضية في القتال.
وقال زارجول عليمي، أحد أعضاء المجالس الإقليمية إن الأمر يمكن أن
يستغرق أسبوعين آخرين «لتطهير» المدينة بأكملها من طالبان، مضيفا أن
قذائف الهاون ما زالت تصل إلى بعض المناطق.
وقال سعد مختار، رئيس إدارة الصحة العامة في قندوز إنه منذ بدء القتال،
نقل نحو 220 مدنيا إلى المستشفى.
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت يوم الأربعاء الماضي أن عشرة آلاف مدني
فروا من المدينة في الأيام الماضية لتفادي العنف.
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أول من أمس أن نحو 10 آلاف مدني فروا من مدينة قندوز في شمال أفغانستان منذ الاثنين هربا من المعارك المستمرة بين القوات الحكومية ومتمردي حركة طالبان.
وفي اليوم الرابع من الهجوم الذي تشنه الحركة المتمردة على المدينة الشمالية قال مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (اوشا) في كابل إنه «قلق للغاية» من التهجير الواسع النطاق لسكان قندوز الذين اضطروا لمغادرة ديارهم للمرة الثانية خلال عام واحد.
وأضاف المكتب في بيان أن «الوضع الإنساني يتدهور بسرعة بالنسبة إلى العالقين في المدينة».
وأكد البيان أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن ما يصل إلى 10 آلاف شخص وصلوا أخيرا إلى مدن مختلفة بما في ذلك كابل وتالوكان (ولاية تاخار المجاورة لولاية قندوز) ومزار شريف» كبرى مدن الشمال الأفغاني.
وأضاف أنه «بسبب المعارك فإن غالبية هؤلاء غادروا فجأة ولم يأخذوا معهم إلا قلة من الأغراض».
وحذر المكتب من أن العائلات التي ما زالت في قندوز «تعاني من نقص في المياه والكهرباء وتواجه صعوبات متزايدة في إيجاد الطعام والوقود» بأسعار لا تنفك ترتفع. وكانت قندوز التي يناهز عدد سكانها 260 ألف نسمة سقطت بأيدي طالبان خلال هجوم سابق شنته الحركة المتمردة.
وأفادت الشرطة في إقليم باجلان شمال أفغانستان، أمس، بمقتل وإصابة 23 من مسلحي
طالبان بعد هجوم استهدف قافلة لقوات الأمن.
وقال قائد شرطة باجلان البرجادير جنرال نور حبيب جولباهاري إن المتمردين هاجموا قافلة قوات الأمن في منطقة شارهار شانبا تيب في
مقاطعة باجلان - أي - ماركازاي في ساعة متأخرة ليلة أمس الخميس وهي في
طريقها إلى إقليم قندوز المجاور، وأعقب ذلك معركة بالأسلحة النارية
استمرت خمس ساعات ونصف، بحسب وكالة باجوك للأنباء الأفغانية
وأضاف جولباهاري، من دون تقديم تفاصيل عن خسائر الشرطة في الأرواح، أن عشرة من المهاجمين قد قتلوا وأصيب 13 آخرون.
من جهة أخرى، زعم المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن العشرات من
الدبابات وسيارات البيك آب وعربات عسكرية قد دمرت أو استولى عليها عناصر
طالبان. وأضاف أن الكثير من القوات سقطوا ما بين قتيل وجريح.