مسؤول أمني مغربي يلوم غياب دور الأسرة والمدرسة في انتشار التطرف

كشف أن إحدى الفتيات المعتقلات أخيرًا كانت تستعد لعملية انتحارية يوم الاقتراع

مسؤول أمني مغربي يلوم غياب دور الأسرة والمدرسة في انتشار التطرف
TT

مسؤول أمني مغربي يلوم غياب دور الأسرة والمدرسة في انتشار التطرف

مسؤول أمني مغربي يلوم غياب دور الأسرة والمدرسة في انتشار التطرف

ألقى عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمغرب، التابع للإدارة العامة للمحافظة على التراب الوطني (مخابرات داخلية)، باللوم على الجماعات المتشددة التي اتهمها بتوفير البيئة الملائمة، في غياب دور الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني، لانتشار التطرف وسط الأطفال.
وقال الخيام، خلال لقاء صحافي عقده مساء أول من أمس، إن الجماعات الإرهابية استغلت وجود قابلية لدى طفلات مغربيات ترعرعن في ظل أسر تقع تحت تأثير أقارب ينتمون إلى الجماعات المتشددة، لاستدراجهن وغسل أدمغتهن، من خلال غرف الدردشة وشبكات التواصل عبر الإنترنت.
وكشف الخيام أن اثنتين من بين الطفلات اللواتي تم اعتقالهن في مدن مختلفة لا يتجاوز عمرهن 15 سنة، واثنتين في سن 16 سنة، وثلاث منهن عمرهن 17 سنة، مضيفا أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمغرب، وهو هيئة شبيهة بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، كان يراقب هؤلاء الفتيات عن كثب منذ مدة، وأنه تدخل في الوقت المناسب عندما شرعت إحداهن، وعمرها 15 سنة، في القيام بتجارب لصناعة المتفجرات استعدادا للقيام بعملية انتحارية باستعمال حزام ناسف خلال يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وهو اليوم الذي ستجري فيه الانتخابات التشريعية بالمغرب.
وأشار الخيام إلى أن فتاة أخرى، عمرها أيضًا 15 سنة، تزوجت عبر الإنترنت من داعشي في العراق، مؤكدا أن التحقيق لا يزال في بدايته، وأنه سيكشف أشياء أخرى، وموضحا أن المغرب كان يغير سياسته في مكافحة الإرهاب حسب تغيير خطط الجماعات الإرهابية التي تستهدف أمنه واستقراره.
ولفت مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى أنهم في وقت سابق كانوا يستقطبون الشباب لتجنيدهم، وإرسالهم إلى معسكرات التدريب في الخارج، وإشراكهم في معارك في بؤر التوتر، من أجل إرجاعهم إلى المغرب للقيام بأعمال إرهابية. وأمام يقظة وحذر الأمن المغربي، غيرت الجماعات خططها، وأصبحت تراهن على استغلال وجود متعاطفين داخل البلاد، وتحريك الخلايا النائمة، وتزويدها بالوسائل اللازمة للقيام بعمليات إرهابية.
وأمام إحباط الأمن المغربي لهذه الخطط، عبر تمكنه من تفكيك الخلايا قبل مرورها لتنفيذ مخططاتها الإرهابية، لجأت الجماعات الإرهابية إلى التمويه، عبر إرسال أجانب غير معروفين إلى المغرب للقيام بعمليات إرهابية. وبعد فشلها في ذلك أيضًا، لجأت إلى النساء، كما يقول الخيام الذي يستطرد: «لو اقتصر الأمر على حالة واحدة في مدينة واحدة لهان، لكن اعتقلنا نساء في مدن سلا وسيدي الطيبي والقنيطرة وسيدي سليمان وطانطان وطنجة وزاكورة وتارودانت».
والآن، يضيف الخيام، مرت الجماعات إلى فصل جديد يستهدف الفتيات في مقتبل العمر، مستغلة وجود بيئة ملائمة وتوفر الإنترنت. وقد تأسف الخيام لوجود بيئة حاضنة وسط بعض الأسر، ولسماح بعض الأقارب المنتمين للجماعات الإسلامية بوقوع أبنائهم في براثن التطرف، وأن يتحولوا إلى خطر يهدد أمن واستقرار المغرب، وتوعد بأن الأمن المغربي سيكون دائما بالمرصاد، وسيحول دون حدوث مفاجآت.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.