تونس: مقترح لتشكيل جبهة سياسية تدعم الحكومة.. من دون «النهضة»

رفع قرار تجميد أموال صهر بن علي في بنوك سويسرا

تونس: مقترح لتشكيل جبهة سياسية تدعم الحكومة.. من دون «النهضة»
TT

تونس: مقترح لتشكيل جبهة سياسية تدعم الحكومة.. من دون «النهضة»

تونس: مقترح لتشكيل جبهة سياسية تدعم الحكومة.. من دون «النهضة»

دعا محسن مرزوق، الأمين العام لحركة مشروع تونس، المنشق عن حزب النداء، إلى العمل في إطار جبهة بين الأحزاب يمكن تسميتها «الجبهة الجمهورية»، أو «جبهة الإصلاح»، بهدف تحقيق توازن سياسي بين الأحزاب السياسية الكبرى، ومساندة الحكومة في محاولة الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس. وتلتقي هذه الدعوة مع سلسلة المشاورات التي أجراها الرئيس التونسي خلال الأيام الأخيرة، كان أحدثها اللقاء الذي جمعه مع سليم الرياحي، رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر (من أحزاب الائتلاف الحاكم).
ونفى مرزوق علمه باللقاءات التي يخوضها الرئيس مع عدد من الأحزاب بغرض تشكيل جبهة داعمة لحكومة يوسف الشاهد، كما نفى مشاركة كتلة الحرة في البرلمان في تلك اللقاءات.
وفتحت «حركة مشروع تونس» أبوابها لاستقطاب رموز النظام السياسي السابق، وأعلنت عن انضمام منذر الزنايدي آخر وزير للصحة في نظام بن علي المرشح للانتخابات الرئاسية الماضية، وصلاح الدين معاوية وزير الدولة السابق للإعلام، ويرفض مرزوق انخراط حزبه في أي جبهة سياسية تضم حركة النهضة لأنها لم تفصل، على حد قوله، بين الدعوي والسياسي بعد.
على صعيد غير متصل، كشفت سهام بن سدرين، رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة (هيئة دستورية أوكلت لها متابعة ملفات العدالة الانتقالية)، عن رفع النائب العام السويسري قرار تجميد أموال سليم شيبوب صهر الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، وذلك في خطوة تؤكد توجه المصالحة مع رموز النظام السابق بعد المحاسبة.
وأبعدت بن سدرين في مؤتمر صحافي عقدته أمس في العاصمة عن الهيئة شبهة الإفلات من العقاب، وتكريس المصالحة بعيدا عن مبدأ المحاسبة، بالإشارة إلى تنسيق هذا القرار مع قاضي التحقيق المتعهد بملف صهر بن علي، وكذلك مع هيئة الحقيقة والكرامة، وذلك بهدف تسهيل تحويلها إلى خزينة الدولة التونسية. وأكدت بن سدرين أن شيبوب قد وافق ضمن مطلب الصلح الذي قدمه إلى هيئة الحقيقة والكرامة على إحالة أمواله الموجودة في الخارج على الهيئة، التي ستمررها بدورها إلى حزينة الدولة في انتظار النظر في تفاصيل الأحكام القضائية الصادرة بشأنه ضمن تهم بالفساد المالي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».