أحمد موسى: انطلاقتي الحقيقية ستبدأ في الدوري الإنجليزي

النيجيري المنضم حديثًا لليستر يؤكد أن نصائح «كانو» كان لها مفعول السحر

حارس تشيلسي ينقذ تسديدة جناح ليستر أحمد موسى في مواجهة الفريقين في كأس رابطة الأندية المحترفة (رويترز)
حارس تشيلسي ينقذ تسديدة جناح ليستر أحمد موسى في مواجهة الفريقين في كأس رابطة الأندية المحترفة (رويترز)
TT

أحمد موسى: انطلاقتي الحقيقية ستبدأ في الدوري الإنجليزي

حارس تشيلسي ينقذ تسديدة جناح ليستر أحمد موسى في مواجهة الفريقين في كأس رابطة الأندية المحترفة (رويترز)
حارس تشيلسي ينقذ تسديدة جناح ليستر أحمد موسى في مواجهة الفريقين في كأس رابطة الأندية المحترفة (رويترز)

يبتسم أحمد موسى في صورتين قديمتين له مع أصدقائه الذين نشأ معهم أيام كانوا يلعبون كرة القدم في الشارع في نيجيريا، مع مقال صحافي يتحدث عن إمكاناته المبشرة بمستقبل واعد عندما كان طفلا. أما الصورة الثالثة التي قدمت إليه فهي أحدث كثيرا، وهي على نحو مثير للفضول تظهر لاعب ليستر الجديد القادم الذي دفع فيه «الثعالب» 16 مليون جنيه إسترليني في الصيف، وهو يرتدي قميص مانشستر يونايتد الذي يحمل على ظهره اسم «هيريرا».
ينظر موسى إلى الصورة وينفجر بالضحك. يقول: «لدي ملعب كرة خماسية في منزلي في نيجيريا، ومن ثم فأنا أتدرب دائما هناك، ولم يكن لدي أي شيء أرتديه للمران، ومن ثم قررت ارتداء قميص يونايتد هذا، الذي حصلت عليه خلال مباراة في دوري الأبطال ضد مانشستر يونايتد عندما كنت لاعبا بصفوف سيسكا موسكو». ويمضي قائلا: «لم آخذ حمامًا بعد المران، وذهبت للخارج لتقديم الطعام للمعوذين، وعندئذ أعتقد أن شخصا التقط صورة - أعتقد أن ذلك حدث منذ 4 أشهر. إذن تم التقاطها وأنا لاعب في سيسكا موسكو، وليس مع ليستر. لكن عندما قرأت القصة كنت أضحك لأنها مضحكة جدا - (لماذا يرتدي أحمد موسى قميص مانشستر يونايتد؟)»
يبوح هذا بكثير عن شخصية أحمد موسى الذي يشير بشكل عرضي خلال المحادثة إلى أنه كان يقدم الطعام لمن هم أقل حظًا منه، كما لو كان ذلك شيئا مثاليا يتعين على لاعب كرة القدم المحترف أن يقوم به في وقت فراغه. موسى رجل من هذا النوع. ولم يتنكر صاحب الصوت الخافت، المتواضع والمسلم شديد التدين لجذوره. يعمل حاليا على بناء مركز رياضي في هوتورو، حيث سبق له أن لعب مع فريق كانو بيلارز الذي يلعب في الدوري الممتاز النيجيري. يقول: «كان الناس في بلادي في غاية الكرم معي، ومن ثم أردت أن أرد لهم بعض صنيعهم. عندما أذهب إلى الوطن في المستقبل أستطيع أن أتدرب مع الأطفال وأشعر بسعادة بالغة». يتذكر موسى كيف كانت النشأة في نيجيريا، حيث كانت الكرة رفيقة دائمة له، وفي تلك الأيام، كما يتبين، كان يرتدي قميص منافس يونايتد على الأرجح. يقول مبتسما: «نشأت كمشجع لآرسنال، وكان كل هذا بسبب نوانكو كانو».
تلمع عينا موسى لدى سؤاله عن تأثير كانو. يقول: «كانو أشبه بالمثل الأعلى لي. عرفته عندما بدأت اللعب في صفوف المنتخب الوطني. هو أشبه ببطل في نيجيريا. نتواصل دائما مع بعضنا بعضا وتحدثت إليه قبل انتقالي إلى ليستر. كنت في روسيا وهاتفني، لأنه يسدي النصح لي دائما فيما أفعل. قال لي إنني سأستمتع باللعب في الدوري الإنجليزي (البريميرليغ) وإنجلترا، وإنها مكان رائع». كل ما رآه موسى حتى الآن أقنعه بأن كانو كان محقا. استقر موسى سريعا، مع زوجته وطفليه أحمد الصغير، وحليمة، في محيطهم الجديد. وجد مسجدا في ليستر يؤدي فيه صلاته ويستمتع بحقيقة أنه يستطيع الحديث بحرية إلى زملائه في الفريق بعد 4 سنوات في موسكو كان يعتمد خلالها على مترجم. كان الوقت الذي قضاه موسى في الملعب مع بطل البريميرليغ محدودا لكن الجناح ليس لديه مشكلة مع هذا، ويتقبل رؤية كلاوديو رانييري بأنه يحتاج للوقت للتأقلم مع السرعة والضغط القوي في الكرة الإنجليزية. ليس لديه هو شخصيا مشكلة مع السرعة، كما أظهر في أول هدفين أحرزهما ضد برشلونة خلال الاستعداد للموسم، عندما قام بانطلاقة سريعة من داخل منتصف ملعب فريقه ليسجل، وسيكون من المثير للفضول أن نرى من يصل لخط النهاية أولا في سباق 100 متر مع جيمي فاردي. يقول موسى مبتسما: «لم نجرب هذا بعد، ومن ثم لا أستطيع أن أقول الآن من الأسرع. لكن أقول لك - سندخل سباقا يوما ما».
اكتسب موسى، الذي كانت ولادته ونشأته في جوس، ضمن 5 أطفال، اكتسب مهاراته في الشوارع قبل أن يبدأ التدريب في أكاديمية أمينشي لكرة القدم 6 أيام في الأسبوع، عندما كان يستيقظ في السادسة صباحا ليتوجه للأكاديمية قبل المدرسة. سرعان ما بزغت موهبته. يقول موسى: «أطلق علي أصدقائي كريستيانو رونالدو لأنني كنت ألعب على الجناح وكانوا يعتقدون أنني سريع مثله». ومع هذا، لم تكن هذه بالنشأة السهلة، ولقد كان على موسى أن ينهض من فاجعة فقدانه لوالده ولم يزل تلميذا بالمدرسة. يقول: «رحل عندما كنت صغيرا، ولم يكن يعرف أن ابنه سيكون واحدا من نجوم نيجيريا، لذا بالنسبة لي من المحزن أنه لم ير ما صرت إليه اليوم. لكن أعرف أن علي أن أواصل اللعب من أجله وأعتقد أنه كان سيصبح فخورا بي».
كانت أول انطلاقة كبيرة لموسى في 2010، عندما وقع لنادي في في في فينلو الهولندي. يتحدث بدفء عن تجربته في هولندا، ويصف مستوى الكرة هناك بالـ«المدهش»، ويضحك عندما يتذكر مباراة ضد أياكس، عندما سجل هدفين، وتلاعب بدالي بليند لدرجة أدت لتغيير مدافع مانشستر يونايتد الحالي. في ذلك الوقت ظهر موسى كواحد من أبرز اللاعبين الواعدين في كأس العالم تحت 20 عاما في 2011، وتحدثت تقارير عن اهتمام الكثير من أندية البريميرليغ في تأمين خدماته، لكنه شعر وهو في عامه الـ19 آنذاك، بأنه من السابق لأوانه أن يلعب في إنجلترا، ووقع لسيسكا موسكو بدلا من ذلك. وبخلاف الطقس واللغة، فقد كانت هذه الفترة «رائعة» بحسب موسى، الذي يهز رأسه - فقد استمتع للغاية خلال السنوات الأربع التي قضاها في روسيا، حيث لعب في دوري الأبطال وفاز بـ3 ألقاب للدوري.
يتحدث موسى عن كيف حققت روسيا «تحسنا كبيرا فيما يتعلق بالعنصرية - لم أر خلال الوقت الذي قضيته هناك أي شيء من هذا القبيل» - ولديه كلمات خاصة يوجهها لليونيد سلوتسكي، مدرب سيسكا، الذي حوله بشكل مؤقت لرأس حربة، وكان يشجعه دائما. يقول: «هو بمنزلة الأب بالنسبة لي. أعتقد أنه الرجل الذي أوصلني لما أنا فيه اليوم».
وإذا كانت ثمة لحظة بزغ فيها نجم موسى على المستوى العالمي، فقد كان ذلك في نهائيات كأس العالم في البرازيل، عندما سجل هدفين رائعين خلال الهزيمة 2 - 3 من الأرجنتين. وبينما كان يغادر الملعب بقميص غونزالو هيغواين، كان يدرك في تلك اللحظة أن حياته ستتغير حتما ولن تبقى أبدا كما كانت. يقول موسى: «كانت تلك اللحظة التي تغير فيها وضعي. بالنسبة لي، كانت تلك المباراة ضد الأرجنتين مفاجأة كبيرة، فلم يسبق لي أن خضت من قبل مناسبة كهذه - ولم يكن بمخيلتي أبدا أنني يمكن أن أفعل هذا. بعد المباراة قلت: (يا للروعة). كان ذلك أشبه بحلم».
لكن مبعث الحزن الأكبر بالنسبة لموسى هو أن ذلك الرجل الذي كان يدرب نيجيريا في ذلك الوقت، رحل عن عالمنا. توفي ستيفن كيشي في يونيو (حزيران) جراء تعرضه لأزمة قلبية، عن 54 عاما، ويبدو أن موسى لا يزال يعاني ألم فقدان واحد من أكثر الناس تأثيرا على حياته. يتذكر موسى قائلا: «كان هذا صدمة كبيرة لي. لم أتمكن من استيعاب رحيله لأنه قبل يومين على وفاته كنا نتحدث معه. ولهذا فوجئت عندما سمعت النبأ المحزن، لأنه كان يبدو موفور الصحة. تدربت على يديه على مدار ما يقرب من 3 سنوات ونصف، في كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم، وكان رجلا رائعا جدا، كنت أعتبره بمنزلة والدي. ونحن نفتقد، كنيجيريين وأفارقة، رجلا عظيما». وبينما يتطلع موسى إلى المستقبل، فإنه يأمل بمساعدة نيجيريا على التأهل لنهائيات كأس العام في 2018، ومن الآن وإلى ذلك الحين، ينوي أن يضع بصمته في ليستر، حتى ولو كان عليه أن يلعب لوقت محدود.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.