ديالى.. هجمات مسلحة تنفذها أطراف مختلفة ونزاعات عشائرية

سياسيوها يدعون العبادي لحصر السلاح بيد الدولة

ديالى.. هجمات مسلحة تنفذها أطراف مختلفة ونزاعات عشائرية
TT

ديالى.. هجمات مسلحة تنفذها أطراف مختلفة ونزاعات عشائرية

ديالى.. هجمات مسلحة تنفذها أطراف مختلفة ونزاعات عشائرية

تشهد محافظة ديالى الواقعة شمال شرقي بغداد تدهورًا أمنيًا وتصاعدًا في الهجمات المسلحة التي تقف وراءها جهات متعددة، من بينها تنظيم داعش، سقط بمجملها مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. كما تشهد مدن ديالى اليوم سطوة كبيرة للميليشيات والعصابات المسلحة على حساب أجهزة الدولة الأمنية، فضلاً عن نزاعات عشائرية مسلحة حول المناصب الحكومية، ومنها منصب المحافظ.
وفي الأيام الأخيرة تفجرت الأوضاع في ناحية أبي صيدا، الواقعة على بعد 35 كلم شمال شرقي بعقوبة، مركز محافظة ديالى، بسبب نزاعات عشائرية. وقال مدير ناحية أبي صيدا ورئيس اللجنة الأمنية فيها، محمد باقر التميمي لـ«الشرق الأوسط»، إن التدهور الأمني جعلنا نعلن حالة «الطوارئ القصوى». وأضاف التميمي: «وقعت معارك دامية بين المجاميع المسلحة انجرت إليها عشائر التي ينخرط أبناؤها في صفوف الميليشيات، الأمر الذي يجعل المشهد الأمني خطيرًا للغاية». وتابع: «ندعو قيادة عمليات دجلة إلى استقدام قوات إضافية لمركز الناحية لوجود تهديدات أمنية خطيرة قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه». وأشار التميمي إلى «ضرورة حصول تدخل حكومي وعشائري في أزمة الناحية».
إلى ذلك، طالب عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بالذهاب إلى المحافظة وحصر السلاح بيد الدولة، مشيرًا إلى أن مدن محافظة ديالى «تعيش وضعًا مرتبكًا وتشهد عمليات قتل وخطف وتهجير، سببها السلاح المنفلت الذي أضعف من سلطة الدولة والأجهزة الأمنية في المحافظة». وأضاف الدهلكي أن «لغة التفاهم مفقودة في ديالى والسائد هنا هو لغة القوة، مع وجود صراعات سياسية في المحافظة ودائمًا ما تنعكس على الوضع الأمني سلبًا».
وعبر سكان محليون في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى عن امتعاضهم من ضعف الأجهزة الأمنية في إدارة الملف الأمني في ديالى، والسماح للميليشيات والعصابات المسلحة بالانتشار والعمل بحرية في مدن المحافظة. وقال المواطن بو عمر إن «أهالي مدن ديالى يعيشون في أجواء أشبه بالحرب»، مضيفًا: «لقد سرقت الميليشيات أرواح الناس وسلبت كل شيء كما سلبت السلطة أصواتنا التي أعطيناها لابن ديالى عمر الحميري محافظ ديالى السابق، الذي تم استهدافه وسرقة استحقاقاته الانتخابية بعد أن حصد المركز الأول ليتآمر عليه الجميع ويتم إبعاده، لأنه حارب الميليشيات، بينما اليوم أصبحت مدننا مسرحًا للجرائم وتفرض الميليشيات سلطتها على الجميع، في ظل غياب دور الدولة وسيادة القانون».
من جانب آخر، أكد مصدر عسكري عراقي وصول قوات خاصة إلى محافظة ديالى بأمر من رئيس الوزراء حيدر العبادي. وقال المصدر إن «المئات من عناصر قواتنا انتشرت في عدد من مدن ديالى الساخنة، ونصبت حواجز أمنيّة متنقلة وشنت بالتنسيق مع قيادة شرطة المحافظة عمليات دهم وتفتيش شاملة لأغلب مناطق بعقوبة واعتقلت عشرات من المطلوبين ومَن يشتبه بانتمائهم للميليشيات أو المجموعات المسلّحة». وأضاف المصدر أن القوة «لديها تخويل من رئيس الحكومة حيدر العبادي باعتقال أي شخص لا يخضع لإرادتها مهما كان منصبه، وأنّ قوات الشرطة تقوم بدور الإسناد».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.