«نيويورك تايمز» تدعو لإلغاء «جاستا» حماية للمصالح الأميركية

قالت إن نوابًا تجاهلوا تحذيرات العالم بحماقاتهم.. ويبحثون عن مخرج

«نيويورك تايمز» تدعو لإلغاء «جاستا» حماية للمصالح الأميركية
TT

«نيويورك تايمز» تدعو لإلغاء «جاستا» حماية للمصالح الأميركية

«نيويورك تايمز» تدعو لإلغاء «جاستا» حماية للمصالح الأميركية

يبدو أن الكونغرس الأميركي عازم على تحديد معايير جديدة لعدم الكفاءة.. حسب صحيفة «نيويورك تايمز»، إذ لم تمر 24 ساعة على الإهانة اللاذعة التي وجهها مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأميركي للرئيس باراك أوباما بتجاهل اعتراضه على قانون «جاستا» حتى أثار قادة الحزب الجمهوري احتمالية وجود فرصة ثانية. وتنقل الصحيفة عن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، قوله: «لم يفكر أحد في الانعكاسات السلبية (للقرار) على علاقاتنا الخارجية، وأرى أن ما حدث كان خطأ». وتقول الصحيفة إنه من النادر أن تسمع اعترافا صريحا كهذا بارتكاب حماقة، لكن بدلا من تحميل المسؤولية كاملة لمن يستحقها، أي الكونغرس، واصل ماكونيل بشكل سخيف في توجيه اللوم للرئيس أوباما لفشله في تحمل مسؤوليته بشأن تبعات مشروع القانون المذكور. في الحقيقة، فإن أوباما، ووكالات الاستخبارات الوطنية، والحكومة السعودية، والدبلوماسيين المتقاعدين، والاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الكبرى كلهم لم يألوا جهدا في تحذير الكونغرس من تبعات ذلك القرار. غير أن الكونغرس تجاهل كل تلك التحذيرات وعجل بتمرير التشريع وتجاوز اعتراض أوباما بنسبة أصوات كبيرة من الحزبين.
الهدف من القانون ينطوي على الشفقة بعائلات الضحايا، لكنه بالفعل تسبب في تعقيدات كبيرة للعلاقات الأميركية السعودية، وربما يعرض الحكومة الأميركية ومواطنيها ومؤسساتها لكثير من القضايا في الخارج. ورغم تورط سعوديين من أعضاء تنظيم «القاعدة» في هجمات 11 سبتمبر إلا أن اللجنة الأميركية المستقلة التي حققت في الهجمات لم تتوصل إلى دليل على وجود صلة بين الحكومة السعودية أو أن أيا من كبار المسؤولين السعوديين قد وجه أو مول الإرهابيين.
وتشير «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها إلى أن السبب الذي دفع قادة الحزب الجمهوري للتفكير بطريقة مختلفة لا يزال غير واضح: «أود لو أننا وجدنا طريقة ما لإصلاح هذا حتى لا يتعرض أعضاء منظومة الخدمة المدنية لدينا لمشكلات في الخارج خلال سعيهم لحماية حقوق ضحايا الحادي عشر من سبتمبر»، وفق تصريحات باول ريان، المتحدث باسم مجلس النواب للصحافيين الخميس، فيما يعتبر اعترافا بأحد المخاطر المحتملة.
ولا يزال من غير المعروف ما يمكن لأعضاء الكونغرس فعله للتخفيف من حدة ما حدث أو حتى التكهن بالمشكلات التي قد تطرأ نتيجة لاعتماد مثل هذا القانون. من ناحيتها، قالت الحكومة السعودية إنها تأمل أن «يصحح الكونغرس هذا التشريع» في جلسته العرجاء عقب الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل. بيد أن هناك حكومات أجنبية بمقدورها الانتقام باتخاذ خطوات مشابهة باستحداث استثناءات في قوانين السيادة الأجنبية لحوادث محددة تمثل أهمية بالنسبة لها، مثل قصف الطائرات الأميركية بالخطأ لمستشفى «أطباء بلا حدود» في أفغانستان في 2015 مما أودى بحياة 42 شخصا. لقد أخجل الكونغرس نفسه وجلب الضرر للمصالح الأميركية. إن أفضل شيء لإصلاح هذا القانون إلغاؤه.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».