الميزانية الأميركية تقيد خطط إنعاش الاقتصاد العراقي

فشل جمع ملياري دولار من أسواق الدين العالمية

مواطنون عراقيون يتبضعون في أحد أسواق كربلاء (رويترز)
مواطنون عراقيون يتبضعون في أحد أسواق كربلاء (رويترز)
TT

الميزانية الأميركية تقيد خطط إنعاش الاقتصاد العراقي

مواطنون عراقيون يتبضعون في أحد أسواق كربلاء (رويترز)
مواطنون عراقيون يتبضعون في أحد أسواق كربلاء (رويترز)

أُحبطت خطط العراق لجمع ملياري دولار من أسواق الدين العالمية هذا الأسبوع لسد فجوة الميزانية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، بعدما رفض الكونغرس الأميركي أن يضمن نصف قيمة السندات.
كان العراق قد قال إنه يسعى لإصدار سندات بقيمة مليار دولار تضمنها الولايات المتحدة بالكامل، بهدف خفض تكاليف الدين، قبل أن يصدر سندات أخرى بقيمة مليار دولار، وذلك في إطار ميزانية عام 2017 التي تحظى بتأييد صندوق النقد الدولي.
وستكمل هذه الأموال اتفاقا مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 5.34 مليار دولار على مدى 3 سنوات، وافق الصندوق عليه في يوليو (تموز) الماضي مقابل إجراء إصلاحات اقتصادية. وتأمل بغداد في أن يفتح الاتفاق الباب أمام الحصول على أكثر من 12 مليار دولار، في صورة مساعدات إضافية من مصادر أخرى، مثل البنك الدولي ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، بحسب تقرير لـ«رويترز».
وأقر الحلفاء الغربيون بأهمية الحاجة لحماية الاقتصاد الهش لواحد من أهم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من الانهيار، وهو الأمر الذي قد يهدد بتقويض المكاسب العسكرية التي حققتها القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على تنظيم داعش الإرهابي. وتسعى هذه القوات لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، وهي معقل للمتشددين، في وقت لاحق هذا الشهر.
وطلبت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يمنح الضمان في إطار «قرار ممتد»، وهو تشريع مؤقت يسمح للحكومة الأميركية بمواصلة عملها لحين الموافقة على مزيد من القرارات الدائمة المتعلقة بالإنفاق، لكن لم تتم الاستجابة لهذا الطلب في الصيغة النهائية التي أقرها الكونغرس، الأربعاء.
وقال مشرعون إنهم سعوا لتنحية القضايا الجانبية خارج قانون الإنفاق لضمان سريانه قبل بداية العام المالي الجديد الذي بدأ أمس (السبت).
وقال مظهر صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي كان له دور وثيق في مسألة السندات، ومصدر آخر مطلع على الأمر، لـ«رويترز»، إن الجمهوريين في الكونغرس تسببوا في عدم منح الضمان للسندات، لكن لم يذكرا مزيدا من التفاصيل.
ويملك الجمهوريون الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، لكن لم يتضح ما إذا كان لديهم اعتراض محدد على ضخ مزيد من الأموال للعراق الذي تلقى بالفعل مليارات الدولارات من واشنطن، في صورة مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين، عام 2003.
ويشعر كثير من أعضاء الكونغرس بالإحباط من الحكومة العراقية، ويخشى هؤلاء من أن تكون الولايات المتحدة قد أرسلت كثيرا من الأموال لبغداد دون تحقيق نتائج كافية بسبب الفساد وعدم الكفاءة.
ويرى كثيرون أيضًا أن الحكومة العراقية متقاربة جدا من إيران، ويشعرون بالغضب من القادة الشيعة لتهميشهم الأقلية السنية.
ولا يزال ممكنا منح الضمان لسندات الدين العراقية في قانون إنفاق يجب إقراره ليتيح للحكومة حرية العمل بعد التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، وهو اليوم الذي ينتهي فيه سريان تطبيق قانون الإنفاق المؤقت.
وتتضمن آخر مسودة لميزانية العراق المقترحة لعام 2017 توقعات بأن تبلغ النفقات 90.224 تريليون دينار عراقي (77.6 مليار دولار)، وأن يبلغ العجز نحو 12 تريليون دينار.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».