محكمة مصرية تحكم بالمؤبد على 37 إرهابيًا

مقتل 3 من قوات الشرطة ومدني في هجوم مسلح شمال سيناء

مصريون يعاينون الدمار الذي لحق بمركز الشرطة في شمال سيناء ومدرعة تابعة للمركز إثر عملية تفجير إرهابية في أبريل الماضي (أ.ف.ب)
مصريون يعاينون الدمار الذي لحق بمركز الشرطة في شمال سيناء ومدرعة تابعة للمركز إثر عملية تفجير إرهابية في أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT

محكمة مصرية تحكم بالمؤبد على 37 إرهابيًا

مصريون يعاينون الدمار الذي لحق بمركز الشرطة في شمال سيناء ومدرعة تابعة للمركز إثر عملية تفجير إرهابية في أبريل الماضي (أ.ف.ب)
مصريون يعاينون الدمار الذي لحق بمركز الشرطة في شمال سيناء ومدرعة تابعة للمركز إثر عملية تفجير إرهابية في أبريل الماضي (أ.ف.ب)

قضت محكمة مصرية بمعاقبة 37 «إرهابيا» بالسجن المؤبد و3 آخرين بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، لاتصالهم بتنظيم «داعش» الإرهابي والقيام بأعمال تخريبية، فيما قتل 3 من قوات الشرطة المصرية وآخر مدني في هجوم نفذه مسلحون مجهولون شمال سيناء أمس.
وتتعرض مصر، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، لأعمال عنف وهجمات إرهابية، خاصة ناحية حدودها الشرقية في محافظة شمال سيناء، من طرف جماعات متشددة تستهدف قوات الجيش والشرطة. غير أن تلك الهجمات تراجعت بشكل كبير أخيرا، مع التشديد الأمني الذي تشهده البلاد، بالإضافة إلى ضبط ومحاكمة المئات من تلك العناصر.
وقضت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات «الزقازيق» أمس بمعاقبة 37 إرهابيا بالسجن المؤبد و3 آخرين بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات لاتصالهم بتنظيم داعش الإرهابي وتأسيس خلية عنقودية لتعطيل أحكام الدستور ونشر الفوضى بالبلاد واستهداف أفراد القوات المسلحة والشرطة ودور العبادة.
وبحسب المعلومات التي نشرتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، فإن الأجهزة الأمنية بمحافظة الشرقية بالتنسيق مع الأمن الوطني تلقت في وقت سابق معلومات بأن عاملا من مدينة الزقازيق (27 عاما) كون خلية عنقودية لـ«زعزعة الاستقرار في البلاد وترويع المواطنين» وأنه على اتصال بتنظيم داعش و«يقوم بتجنيد الشباب واستخراج جوازات سفر لهم ومعاونتهم على السفر لسوريا للتدريب على حرب العصابات بالمدن وإعداد المتفجرات والقنابل الحرارية، كما أنه رصد الشخصيات العامة والمنشآت الأمنية الخاصة بالقوات المسلحة والشرطة في مصر»، ويتلقى «تحويلات مالية كبيرة من تنظيم داعش بالخارج».
وتابعت أن «التحريات أكدت صحة تلك المعلومات، وأن قائد الخلية نجح في تجنيد عدد كبير من الشباب وعقد لقاءات تثقيفية معهم لإمدادهم بالمطبوعات والكتب التكفيرية والأفلام التسجيلية التي تتضمن كيفية استخدام وفك وتركيب الأسلحة وإعداد المتفجرات والقنابل الحرارية، كما توصلت التحريات إلى أن قائد الخلية أعد برنامجا لتنفيذ عمليات عدائية ضد أجهزة الدولة والقوات المسلحة والشرطة».
وأشارت التحريات إلى أن «زعيم الخلية من معتنقي الأفكار التكفيرية المتمثلة في تكفير الحاكم والقوات المسلحة والشرطة وجواز استهدافهم واستحلال دماء الطائفة المسيحية وممتلكاتهم».
وتم القبض على زعيم الخلية العنقودية و39 من أعضائها وإحالتهم للنيابة العامة التي قررت إحالتهم لدائرة الإرهاب التي قضت بمعاقبة 37 منهم بالسجن المؤبد، و3 بالسجن المشدد 3 سنوات.
في السياق ذاته، قتل 3 من قوات الشرطة ومواطن مدني، أمس، برصاص مجهولين في العريش بمحافظة شمال سيناء. وذكرت مصادر أمنية وطبية أن مجهولين أطلقوا النار على سيارة أجرة خلال سيرها في منطقة المساعيد بالعريش، ما أسفر عن مقتل 3 من قوات الشرطة كانوا يستقلون السيارة، والسائق. وأضافت المصادر أنه تم إخطار الجهات المعنية للتحقيق، وأن قوات الشرطة تقوم بتكثيف جهودها لسرعة ضبط الجناة.
وتقوم قوات الجيش والشرطة بحملة أمنية في سيناء لضبط تلك العناصر. وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا، في منتصف يوليو الماضي، بمد حالة الطوارئ في عدد من مناطق سيناء لمدة 3 أشهر.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.