فضيحة «رشوة» تطيح بألارديس من تدريب منتخب إنجلترا بعد 67 يومًا فقط في منصبه

جدل حول تحديد نسبة للاعبين الأجانب في الدوري الإنجليزي

مصير ألاردايس في مهب الريح (أ.ف.ب)
مصير ألاردايس في مهب الريح (أ.ف.ب)
TT

فضيحة «رشوة» تطيح بألارديس من تدريب منتخب إنجلترا بعد 67 يومًا فقط في منصبه

مصير ألاردايس في مهب الريح (أ.ف.ب)
مصير ألاردايس في مهب الريح (أ.ف.ب)

استقال سام ألارديس المدير الفني للمنتخب الإنجليزي من منصبه أمس على أثر تقرير صحافي تم نشره حول تورطه في فضيحة رشوة مقابل الكشف عن طرق الالتفاف على قواعد انتقالات اللاعبين.
وخضع ألارديس لتحقيق مع اتحاد الكرة الإنجليزي أمس وقرر خلاله إعلان الاستقالة عوضا على انتظار الإقالة.
وجاء نشر صحيفة «التلغراف» أمس شريط فيديو ليضع مصير مدرب منتخب إنجلترا في مهب الريح، حيث ظهر برفقة صحافيين زعموا بأنهم رجال أعمال من شرق آسيا يملكون وكالة وهمية مختصة بعقود اللاعبين، وهو أعلمهم أنه بالإمكان الالتفاف حول القانون الذي يمنع أن تكون حقوق عقود اللاعبين مملوكة من طرف ثالث غير اللاعب والنادي.
ووافق ألاردايس على السفر إلى سنغافورة وهونغ كونغ كسفير لمؤسستهم الوهمية مقابل الحصول على مبلغ 400 ألف جنيه إسترليني (519 ألف دولار، 461 ألف يورو). كما انتقد ألاردايس في الفيديو قرار الاتحاد الإنجليزي بإعادة بناء ملعب ويمبلي وسخر من سلفه روي هودجسون.
وقال جريج كلارك رئيس اتحاد الكرة الإنجليزي: «طلبنا المستندات من الصحيفة، وسنستمع للمدرب، أريد كل الحقائق، أن أسمع كل شيء من كل الأشخاص لكي أحكم على الادعاءات المثارة».
وأضاف: «العدالة النزيهة تتطلب منا معرفة بواطن الأمور قبل اتخاذ أي قرار».
وتولى ألاردايس تدريب المنتخب الإنجليزي عقب إقالة هودجسون بعد الخسارة أمام آيسلندا في يورو 2016 بفرنسا، لكن يبدو أن الفضيحة الجديدة ستعجل بإقالته من منصبه.
وقاد ألاردايس منتخب إنجلترا في مباراة واحدة فاز خلالها على سلوفاكيا 1 - صفر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا في وقت سابق من الشهر الحالي.
على جانب آخر أثارت فكرة تقليص عدد اللاعبين الأجانب في الدوري الإنجليزي جدلا كبيرا بين خبراء اللعبة الموجودين أمس في مؤتمر سوكركس لكرة القدم بمانشستر.
وافتتح آندي برنهام المسؤول في حزب العمال المعارض المؤتمر بالقول: إحدى مزايا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن تكون بدء تحديد نسبة معينة من اللاعبين الأجانب، وإن ذلك سيمنح المواهب الإنجليزية فرصة أكبر. لكن ليس ريد المدير الفني السابق للاتحاد الإنجليزي رد عليه، مشيرا إلى أن تحديد نسبة معينة للاعبين الأجانب من شأنها الضرر بالمنتخب الإنجليزي بدلا من مساعدته.
وقال ريد مدير كرة القدم حاليا في ساوثهامبتون والبالغ من العمر 63 عاما: «لا أتفق مع ما قاله آندي برنهام، نحن في ساوثهامبتون نمد إنجلترا بلاعبين في كل المراحل السنية أكثر من أي فريق آخر، وجزء من تطويرهم هو التدريب مع الفريق الأول». وأضاف: «هناك مخاطرة كبيرة إذ إن تحديد نسبة من اللاعبين الأجانب لن يمنح اللاعبين الشبان الخبرة، سيتم تصعيد اللاعبين من الدرجة الثانية بدلا من اللاعبين الأجانب وهذا سيتسبب في تغيير طريقة التدريب ولن يفيد إنجلترا ولا الدوري الممتاز».
من جهته، حذر ديفيد دين النائب السابق لرئيس الاتحاد الإنجليزي من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيصعب من مهمة أندية الدوري الممتاز في التعاقد مع مواهب صغيرة السن، وقال: «لا أؤمن بتحديد نسبة معينة من اللاعبين. من السهل إلقاء اللوم على اللاعبين الأجانب وما نحتاجه هو صنع مواهبنا الخاصة».
وأضاف: «تعاقدت مع سيسك فابريغاس عندما كان عمره 16 عاما بسبب حرية الحركة.. الآن ستحتاج إلى استخراج تصريح عمل وسيجعل هذا الأمور أكثر صعوبة. لست واثقا من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون جيدا للرياضة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».