أخيرًا.. فينغر حصل على الهدية وفك «عقدة» تشيلسي

العرض الساحر لآرسنال كان أفضل شيء لاحتفال المدرب الفرنسي بعامه العشرين مع المدفعجية

سعادة فينغر لا توصف بالانتصار على تشيلسي (أ.ف.ب)
سعادة فينغر لا توصف بالانتصار على تشيلسي (أ.ف.ب)
TT

أخيرًا.. فينغر حصل على الهدية وفك «عقدة» تشيلسي

سعادة فينغر لا توصف بالانتصار على تشيلسي (أ.ف.ب)
سعادة فينغر لا توصف بالانتصار على تشيلسي (أ.ف.ب)

أغمض عينيك يا آرسين فينغر. الآن.. افتحها. 20 سنة سعيدة! نعم، هذا صحيح. هذا ما كنت تريده دائمًا. قدم آرسنال شيئًا بديعًا على مدار شوط أول مثالي، 45 دقيقة احتوت على وجبة دسمة للغاية من المدرسة الفنغرية، ممزوجة بأمواج لا تهدأ من التمريرات.
ليس من عادة الدوري الممتاز الإنجليزي أن يقدم هدايا في المناسبات الاحتفالية. لكن هذا حدث فعلاً، حيث جاء انتصار آرسنال الكبير على الغريم و«العقدة» تشيلسي، كهدية مثالية للمدرب الفرنسي بمناسبة مرور 20 عامًا في قيادة الفريق.
كانت هذه كرة على الطريقة الفنغرية بامتياز في مساء رطب وغائم في شمال لندن، وهي في كرة القدم المكافئ لأحد عروض «أمسية مع روني كوربيت»، حيث يقف فنان كوميدي قدير متوسطًا المسرح، شديد التوهج، بينما يستعرض حكاياته الطريفة المفضلة وصفاته الشخصية الرائعة تحت الأضواء.
الدوري الإنجليزي لا يقدم عادة هدايا احتفاء بالمناسبات. لكن لو كان هذا حدث بالفعل، فإن آرسنال من الممكن أن يكون ابتكر هذه الهزيمة التي ألحقها بتشيلسي، كهدية مثالية لمدربه.
حسنًا، ربما كان الأمر كذلك. كان هناك أداء متفوق وواثق من جانب أغلى لاعب تعاقد معه فينغر، مسعود أوزيل، وهدف من ثيو والكوت، ابن آرسنال العزيز، وإن كان صعب المراس قليلاً. هذا ناهيك بأداء فني رفيع وثقة حقيقية من ناشئ النادي أليكس إيوبي، الشاب الذي نشأ على عين فينغر منذ كان في الثامنة من العمر. كان كل هذا، لنكن واضحين فقط، ضد تشيلسي، المنافس الذي سبق أن سحق فريق أحلام فينغر على ستامفورد بريدج، وكان ذلك في يوم مهم من مسيرة الفرنسي التدريبية، حيث كانت تلك هي مباراته رقم 1000 كمدرب. أبطل شكودران مصطفي، اللاعب الذي تعاقد معه فينغر خلال الصيف، خطورة دييغو كوستا تمامًا. وبرهن أليكسيس سانشيز أحقيته في مكان في مركز رأس الحربة. في الشوط الثاني نهض المشجعون، الغاضبون في بعض الأحيان، ككتلة واحدة تحت الأضواء البيضاء لهذه البوتقة المصنوعة من الصلب والزجاج. احتل آرسنال المركز الثالث بعد هذا الانتصار، وهو يستحق فعلاً أن يصل إلى أبعد من هذا.
كان الهدف الثالث تحديدًا هو قمة الإثارة، إذ كان تعبيرًا مثاليًا عن فكر فينغر، وجعل المدرب ينهض على قدميه بابتسامة عريضة خجولة. وبينما كان المشجعون يتقافزون ويحتضنون بعضهم بعضًا، كان المرء يتوقع من فينغر أن يبدأ بالاحتفال وأن يلقي كلمة أبوية مغلفة بالوجد والعرفان والمشاعر الأبوية. كان من المفترض لهذا أن يكون مباراة ديربي أخرى مشدودة الأعصاب، وعامرة بالندية من جانب تشيلسي فريق أنطونيو كونتي، صاحب الإيقاع السريع. لكن بعد مرور 40 دقيقة صارت المباراة موكبًا احتفاليًا.
كلمة سريعة هنا عن تشيلسي: يا للهول. كلمة أخيرة عن تشيلسي: لا مبالاة. على كونتي أن يعمل على تصحيح أخطاء دفاعه، لا بد أن يكونوا أفضل من هذا التشتت. وبخلاف فهذا، فربما كان كل ما هنالك ببساطة أن ذلك كان يوم حظ فينغر ومن اللحظة الأولى. كان دييغو كوستا في أصعب مبارياته، حيث خاضها في مواجهة قوة دفاعية كاسحة لم تمنحه أي فرصة. تعامل مصطفى معه بشكل رائع. مصطفى مدافع عدواني وقوي يحب أن يهاجم ويقطع الكرات، فكان يندفع في المساحات أمام كوستا، بينما كان الأخير يسعى لاستلام الكرة وظهره للمرمى.
جاء هدف آرسنال الأول من تمريرة خلفية سيئة من غاري كاهيل، منحت سانشيز الفرصة لينفرد بالمرمى ويقدم لمسة أخيرة بديعة. وكان الثاني لحظة خالصة من كرة آرسنال السريعة. تبادل أوزيل وإيوبي التمريرات برشاقة واختيال أمام دفاع تشيلسي. مرر إيوبي الكرة لهيكتور بيليرين، وهو ناشئ آخر من أبناء فينغر، الذي أرسل عرضية في المساحة التي سرقت من دفاع يكتفي بمشاهدة الكرة، ليودعها ثيو والكوت الشباك.
كان الهدف الثالث من صناعة مسعود أوزيل من البداية. قبل 5 دقائق من نهاية الشوط، تغلب صانع الألعاب الأفضل في العالم على نغولو كانتي بدنيًا (أجل وهو الأقل حجمًا) في نصف ملعبه، وانطلق بالكرة في المساحة الخالية، ومرر لسانشيز، الذي أعادها له عرضية تعامل معها أوزيل مباشرة، بتسديد كرة ترتطم بالأرض وتمر من فوق الحارس ثيبوت كورتوا إلى داخل المرمى. كانت لحظة تألق لأوزيل، ولحظة مركزة أيضًا حيث فعل ما كان يطالب به البعض، بالتوغل في قلب دفاع المنافس بطريقة سينمائية تمامًا، قبل أن يصنع اللمسة الأخيرة بطريقته الخاصة.
كان إيوبي الأبرز عندما بدأ آرسنال بالتمرير وإخراج تشيلسي من هذه المباراة. يزداد إيوبي، صاحب الأسلوب المباشر والواثق عندما يتسلم الكرة والتمريرات رائعة الدقة، يزداد ثقة مع تجلي أفضل مستوياته بشكل أكبر. من الواضح أن إيوبي يعشق أوزيل، الذي يبدو إلى جانب كأخ صغير يحب أن يتبادل معه التمريرات، وأن يظل قريبًا منه متى كان آرسنال في وضعية الهجوم. وهناك أماكن أسوأ يمكن للاعب وسط مهاجم ناشئ عمره 20 عامًا أن يوجد فيها.
ومع بداية الشوط الثاني كانت هناك فرصة لمزيد من الهدايا. غادر سيسك فابريغاس، الذي أصر كثيرون على أن فينغر كان يجب أن يعيده إلى الفريق، الملعب وسط هتافات ساخرة. وقام آرسنال ببعض من اللعب الاستعراضي بمحاولة مواصلة التمريرات حرفيًا حتى دخول الكرة المرمى. قال فينغر عقب المباراة، وكان لا يزال يجز على أسنانه: «كان علينا ألا نفعل هذا أكثر من اللازم». من هنا تبدأ معمعة الموسم فعليًا، رغم أن آرسنال سيخوض 8 مباريات في متناوله قبل ديربي شمال لندن مع توتنهام في نوفمبر (تشرين الثاني) . وسيواجه الفريق مباريات صعبة بالتأكيد على طول الطريق. لكن بالنسبة للوقت الحالي، كانت هذه مجرد هدية رائعة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.