قائمة الـ«تايمز» : «أكسفورد» البريطانية تتصدر والجامعات الأميركية تتعذر

24 دولة آسيوية تقتحم الصفوف الأولى بمؤسساتها التعليمية مهددة القارة العجوز

قائمة الـ«تايمز» : «أكسفورد» البريطانية تتصدر والجامعات الأميركية تتعذر
TT

قائمة الـ«تايمز» : «أكسفورد» البريطانية تتصدر والجامعات الأميركية تتعذر

قائمة الـ«تايمز» : «أكسفورد» البريطانية تتصدر والجامعات الأميركية تتعذر

أصبحت جامعة أكسفورد أول جامعة بريطانية تتصدر قائمة مجلة «تايمز هاير إديوكيشن» لأفضل الجامعات في العالم لتزيح معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى المركز الثاني. إذ نشرت المجلة نسختها الـ13 من الترتيب العالمي للجامعات أواخر الأسبوع الماضي، وانتمت الجامعات الـ980 الأولى عالميًا إلى 79 دولة مختلفة.
وفي الوقت الذي خسرت الولايات المتحدة المركز الأول للمرة الأولى على امتداد تاريخ صدور هذا التقييم تربعت جامعة أكسفورد على رأس جامعات العالم. وذكرت المجلة البريطانية الأسبوعية أن أكسفورد اعتلت القائمة بسبب ما أحرزته من تقدم في أربعة مؤشرات رئيسية يقوم عليها التصنيف وهي التدريس والبحث والاستعانة بأبحاثها والنظرة الدولية لها. من جانبه، قال فيليب باتي محرر قوائم التصنيف في المجلة: «إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يهدد أقدم جامعة في الدول التي تتحدث الإنجليزية ويحرم الأكاديميين من المشروعات البحثية».
وأضاف في سياق آخ: «في الوقت الذي تتردد كثير من الأقاويل في السنوات الأخيرة حول فكرة أن آسيا ستصبح «القوة العظمى التالية بمجال التعليم العالي»، فإن القائمة تعكس بالفعل تقدمًا حقيقيًا لجامعات القارة. بوجه عام، تضم القائمة 290 جامعة من 24 دولة، بينها 19 نخبوية في صفوف الـ200 الأولى». وأضاف: «إنه أمر مشجع أن نجد الكثير للغاية من الدول النامية داخل القائمة تطمح للاحتذاء بحذو آسيا وبناء جامعات رائدة بإمكانها المنافسة على المراكز الأولى عالميًا».
وأوضح أن: «الولايات المتحدة فقدت مكانتها كموطن الجامعة الأولى عالميًا للمرة الأولى ولكن رغم الصفعة، فإنها لا تزال تهيمن على القائمة بوجه عام، في ظل وجود 148 مؤسسة بين أفضل 980 جامعة عالميًا (منها 146 من بين الـ800 الأولى مقارنة بـ147 العام الماضي)».
وهنا، أضاف باتي: «مع ذلك، يتعين على الولايات المتحدة الانتباه إلى الصعود الآسيوي المستمر.. إن القوة العظمى بمجال التعليم العالي أصبح لديها عنصران جديدان الآن بين أول 100 جامعة بالعالم، مع انضمام أربع جامعات أخرى إلى الجامعات الـ200 الأولى، من هونغ كونغ وكوريا الجنوبية والصين. إضافة إلى ذلك، لدى الصين الآن جامعتان بين أفضل 40 جامعة عالميًا، في الوقت الذي تحتل الجامعة الآسيوية الأولى، جامعة سنغافورة الوطنية، الترتيب الـ24 - أعلى ترتيب بلغته حتى الآن. وعليه، فإن نجاح الولايات المتحدة لا يمكن ضمان استمراريته على المدى البعيد، في الوقت الذي تمضي المزيد من الجامعات الآسيوية البارزة قدمًا للانضمام إلى النخبة العالمية».
أما على الصعيد الأوروبي، فتبدو الصورة مختلطة، حيث تتعرض جامعات القارة لخطر متزايد من قبل الصعود الآسيوي المستمر. وللمرة الأولى منذ انطلاق قائمة ترتيب الجامعات العالمية، تحتل جامعة أوروبية (جامعة أكسفورد) المركز الأول، في الوقت الذي عزز معهد زيوريخ الفيدرالي للتكنولوجيا مكانته بين المؤسسات التعليمية الـ10 الأولى، مستقرًا بالمركز التاسع للعام الثاني على الترتيب. وفي العام الماضي، أصبح هذا المعهد أول جامعة من خارج النطاق الأنغلو - أميركي تبقى في صفوف الجامعات الـ10 الأولى عالميًا على مدار عقد كامل.
جدير بالذكر أن تقييم «تايمز هاير إيديوكيشن» للجامعات عالميًا خضع لمراجعة مستقلة من قبل مؤسسة الخدمات المهنية «برايس ووتر هاوس كوبرز» (المعروفة اختصارًا باسم «بي دبليو سي»)، مما يجعل القائمة الجديدة أول ترتيب خضع لمراجعة كاملة ومستقلة من هذا النوع.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.