الميليشيات تختطف مواطنًا أميركيًا من قلب صنعاء

شهود عيان: الخاطفون ينتمون إلى جهاز أمني محترف

الميليشيات تختطف مواطنًا أميركيًا من قلب صنعاء
TT

الميليشيات تختطف مواطنًا أميركيًا من قلب صنعاء

الميليشيات تختطف مواطنًا أميركيًا من قلب صنعاء

اختطف مسلحون حوثيون أمس، مواطنا أميركيا من وسط مبنى تعليمي في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بعد ساعات على خطاب شديد اللهجة لزعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي، هاجم فيه الولايات المتحدة واتهمها بالوقوف وراء قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وذكر شهود عيان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن أكثر من 15 مسلحا، يعتقد أنهم من ضباط وأفراد جهاز الأمن القومي، داهموا مقر معهد «Exceed Language»، لتعليم اللغة الإنجليزية في شارع الجزائر، قرب الحي السياسي، اقتحموا المعهد بطريقة بوليسية، قبل أن يخرجوا وفي صحبتهم مدير المعهد، الذي يدعى بيتر ويليمز، الأميركي الجنسية، مكبلاً، حيث اقتاده المسلحون إلى جهة مجهولة. ووفقا لشهود العيان، فإن حملة أمنية استوقفت السيارات في شوارع صنعاء، في إطار حملة لملاحقة المسلحين المتورطين في عملية الاختطاف. وذكر الشهود، أن عملية الاختطاف التي تعرض لها المواطن الأميركي، لا يمكن أن تتم من قبل مجموعة مسلحة اعتيادية وإنما من قبل أجهزة أمنية محترفة، في إشارة واضحة إلى أجهزة أمن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح التي تديريها الميليشيات الحوثية.
وعقب سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح على صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، غادر معظم المواطنين والرعايا الأجانب صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية، بعد إغلاق السفارات العربية والأجنبية، التي بدورها، تعرض معظمها للاقتحام والاستيلاء على محتوياتها.
وخلال الربع القرن الأخير من حكم صالح، الذي امتد لأكثر من 33 سنة، كانت شخصيات وعناصر قبلية تلجأ إلى أسلوب خطف الأجانب، وقد كشفت الكثير من الأوساط أن صالح وأجهزته كانوا يحثون الدول التي ينتمي إليها الرعايا المختطفون، على دفع مبالغ مالية للخاطفين، في حين كانت تبرر تلك الأجهزة عمليات الاختطافات بالمطالبة بمشروعات خدمية.
ومنذ أكثر من عام، اختطف مسلحون في صنعاء موظفة تونسية في مكتب الصليب الأحمر الدولي بصنعاء، نوران حواس، وحتى اللحظة لم تكشف الميليشيات المسيطرة على المناطق التي خطفت فيها العاملة الدولية أي معلومات بخصوص الخاطفين. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، أعلنت وزارة الخارجية العمانية إجلاء ثلاثة أميركيين بعد «العثور» عليهم في اليمن. وفي سبتمبر 2015، أفرج الحوثيون بوساطة عمانية عن خمسة أجانب، هم أميركيان وسعوديان وبريطاني، احتجزوهم لمدة ستة أشهر.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.