تزايد الإقبال على شقق التمليك في جنوب السعودية

ارتفاع محسوس في أسعار الإيجارات

تزايد الإقبال على شقق التمليك في جنوب السعودية
TT

تزايد الإقبال على شقق التمليك في جنوب السعودية

تزايد الإقبال على شقق التمليك في جنوب السعودية

طالب مستثمرون عقاريون الأمانات بعمل تسهيلات أكبر وتذليل العقبات أمامهم في مجال تمليك الشقق وتحفيزهم على تحريك القطاع العقاري وإعادة صياغة نظام البناء بما يتوافق مع احتياج الملاك، حيث إن هناك قروضا عقارية معطلة منذ عدة سنوات.
وقال الدكتور ذيب بن سعد بن عامر، عضو لجنة العقار في الغرفة التجارية بنجران، لـ«الشرق الأوسط»؛ إن المستثمرين العقاريين يواجهون معوقات في تملك الشقق، أهمها: الروتين والبيروقراطية عند الرغبة في فرز الشقق السكنية بصكوك مستقلة لتسهيل عملية الرهن بموجب القرارين رقم 11983 و11393. لإعطاء الأمانات وكتابة العدل وصندوق التنمية كافة الصلاحيات وتسهيل الأعمال الإدارية وعقد شراكة بينهم وبين القطاع الخاص، واستخدام التكنولوجيا الذكية في عملية الفرز والرهن مهم لتذليل الصعوبات التي تواجه تملك المواطن للسكن.
وأشار ذيب بن سعد إلى أهمية حث البنوك على تمويل المساكن بقروض سريعة وميسرة وتسهيل رهن المباني القائمة من عدة شقق وأدوار، والتي سبق الاقتراض عليها، وذلك بحصر القرض على المساحة المطلوبة وإفراغ باقي المباني وتجزئته وتسهيل عملية الرهن لتملك المواطن السكن، انسجاما مع تعميم وزارة البلدية رقم 10000 وتفعيل جمعية الملاك لحل مشاكل الصيانة والخدمات المشتركة بين السكان، والتزام ملاك الشقق بتكوين جمعية الملاك وتسجيلها في وزارة الشؤون الاجتماعية، وإيجاد جهة مختصة لحل الخلافات بين الملاك يكون قرارها نافذا وسريعا حتى لا تتفاقم المشكلة وتقر بمصلحة الملاك وعمر المبنى.
وطالب بتخفيض مساحة الشقق المطلوبة للرهن من قبل الصندوق في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الشقق واحتساب الأمتار الزائدة في الرهن السابق على المبنى واحتساب الملاحق والخدمات ضمن المساحات عند الفرز لتتواكب مع المساحة المطلوبة لصندوق التنمية، وأن يوضح عند الفرز للشقق السكنية أن جميع الخدمات، مثل السلالم والمصاعد والحدائق والمواقف والممرات والسطح، وغيرها؛ ملك مشاع للجميع، وتسهيل إجراءات حجج الاستحكام والصكوك على المباني القائمة والممتلكات الجدية والقرى والهجر، ليتمكن المواطن من الرهن والاستفادة منها، حيث إن هناك مساحات كبيرة لا يستفيد منها أكثر من شخص.
وبيّن أن هناك حاجة ملحة إلى عمل حزمة من الإجراءات التحفيزية لتحريك القطاع العقاري وإعادة صياغة نظام البناء بما يتوافق مع احتياج الملاك، حيث إن هناك قروضا عقارية معطلة من عدة سنوات لعدة أسباب، منها: عدم ربط الجهات ذات العلاقة بالإسكان، وتبادل المعلومات بين الجميع، وارتفاع أسعار مواد البناء، وعدم وجود صكوك شرعية لبعض المباني القائمة، وعدم الاستفادة منها لأكثر من شخص واحد.
وقال المستثمر العقاري وليد الناهض لـ«الشرق الأوسط»: هناك رغبة لدى موظفي الدخل المحدود في شراء شقق التمليك، مبينا أن هذا الاتجاه الجديد في التملك للسكن في ظل ارتفاع أسعار الأراضي والمنازل الجاهزة، مؤكدا أهمية الاستثمار في هذا المجال وفقا لخطط مدروسة وعمل مخططات مطورة وفقا لآخر النماذج المتطورة، موضحا أن هناك إقبالا على الفيللات الصغيرة والأدوار والشقق الصغيرة، وقال: إن المناطق جنوب السعودية تشهد حاليا بداية هذا التوجه ويؤخذ على بعض المستثمرين العشوائية في التخطيط لهذه الشقق، بحيث يكون المستثمر حائرا بين أن تكون للتمليك أو للإيجار، ما لا يوفر في هذه الشقق الخدمات المناسبة للتمليك من إيجاد خزانات مخصصة لكل شقة وتوفير غرفة للسائق وللخادمة.
وعن سبب الإقبال على شقق التمليك، أبان الناهض أن نظرة المجتمع اختلفت حول هذه الشقق واعتبارها حلا للتخلص من أعباء الإيجار وارتفاعه، كما أن الكثير من المعلمات والموظفات والموظفين كانوا يستثمرون في هذا المجال خارج المنطقة لعدم توافر هذه الخدمة.
وأشار إلى أن هناك إقبالا من رجال الأعمال على توفير شقق التمليك وتظل المشكلة في عدم تهيئة هذه الشقق بشكل مميز، وذلك لتخوف رجال الأعمال من عدم الإقبال عليها، فيترك لنفسه فرصة إمكانية التأجير. وقال: إن الظروف الاقتصادية وعدم قدرة كثير من الشباب على شراء الأراضي وارتفاع تكاليف البناء وعدم وجود مخططات؛ أدى إلى زيادة الطلب على هذه الشقق، والذي يتم عن طريق البنوك وشركات التمويل، كما زاد الطلب على الفيللات الصغيرة للتمليك.
وأكد أن هناك فائدة أكبر لرجال الأعمال عند الاستثمار في هذا المجال، وبيع الشقق وبناء مشاريع شقق جديدة وتحريك رأس المال أفضل من التأجير الذي يعتبر استثمارا طويل الأمد، مشيرا إلى أن الأسعار تتراوح بين 320 و350 ألف ريال، وقال: إن هذا الاستثمار متوافر في مختلف مناطق المملكة، وإنه اتجاه جديد للعقار جنوب السعودية نتيجة لارتفاع أسعار الأراضي السكنية التي وصلت من 250 إلى 400 ألف ريال.
وأبان أن الاعتماد الأكبر لدى المشترين على البنوك وتمويلها رغم الزيادة التي تنتج عن تمويل البنوك والتي تجعل سعر الشقة يصل بالتقسيط إلى 500 ألف ريال.
وأضاف الناهض أن وجود هذا النوع من الاستثمار جنوب السعودية سيخدم ذوي الدخل المحدود الذين لا يتمكّنون من البناء وتكاليفه المرتفعة، وقال: إن أعلى سقف لهذه الشقق لا يتجاوز 450 ألف ريال، وقد اتجه كثير من أصحاب البنايات إلى تحويلها إلى شقق تمليك، وأصبحت هناك مطالبات بتوفير مواصفات مميزة تحقق ارتياح سكان هذه الشقق من ناحية الكهرباء والمياه والخدمات.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.