اضطر جوزيه مورينهو للانتظار طويلا لتحقيق طموحه بقيادة مانشستر يونايتد فنيا، والآن وقد صار الرجل الأول في أولد ترافورد، فإنه بحاجة لمزيد من الصبر.
من نفسه أولا، إذ إنه كما يوحي سقوطه الأخير في تشيلسي، هنالك خطر بأن يتعرض لانهيار جديد إذا ترك نفسه نهبا للإحباط وخيبة الأمل بسبب أوجه القصور التي ورثها في يونايتد. هو يعرف هذا، ولهذا ظهر بمظهر الهادئ المتمرس وهو يشرح عقب الهزيمة أمام واتفورد في ملعب فيكاريج رود أنه عندما تولى المهمة: «كنت مدركا تماما أننا لسنا في أفضل حال، في ظل عدم وصول عدد من اللاعبين إلى المستوى المطلوب ومن الممكن أن يرتكبوا أخطاء».
النظام جديد في يونايتد، لكن المشكلات معروفة. وبعد أن استعان بشكل عام بطريقة 4 - 2 - 3 - 1 هذا الموسم، بدأ مورينهو في مواجهة واتفورد بطريقة تقترب أكثر من 4 - 3 - 3. كان مارسيال وماركوس راشفورد على الأطراف، في حين كان روني يؤدي دورا في وسط الملعب، على نقيض تصريحات مورينهو قبل الموسم عن نياته تجاه قائد يونايتد. ومع هذا، فعلى ملعب فيكاريج رود، لعب روني على يمين ثلاثي وسط الملعب، وهو دور لا شك في أنه كان سيناسب أندير هيريرا، البديل غير المستخدم، بشكل أفضل بكثير.
ومع هذا، فقرار مورينهو اللعب بطريقة 4 - 3 - 3 ربما كان مرده إلى طبيعة المنافس. إن والتر ماتيرازي واحد من مدربين قلائل في الدوري الإنجليزي ممن يفضلون الاعتماد على ثلاثي دفاعي، وهو الأسلوب الذي استعان به فعليا مع نابولي، وأراد مورينهو الاستعانة بمهاجمين لديهم السرعة على الأطراف لوقف تقدم جناحي واتفورد، فيحول واتفورد إلى الدفاع بخمسة لاعبين في الخلف والسماح ليونايتد بالهيمنة على وسط الملعب.
لكن لم يحدث شيء من هذا، وخرج مورينهو يلوم اللاعبين على أخطائهم. هذه معادلة تنقلنا إلى النقطة الثانية: مورينهو يحتاج أيضا إلى الصبر من الآخرين - المشجعين، مسؤولي النادي، وربما حتى اللاعبين، الذين لا بد أنهم يعانون خيبة أمل لأن المدرب لم يظهر بعد أنه قادر على إخراج أقصى ما عند هذا الفريق، على ما به من عيوب.
الجانب الأكثر إزعاجا بشأن بداية يونايتد، فيما يتصل بمورينهو، ليس عدم ثبات المستوى لدى اللاعبين صغار السن، بل غياب الوضوح من جانب مدرب خبير. في أول مؤتمراته الصحافية، في أولد ترافورد، في يوليو (تموز)، أعلن مورينهو مبدأ أنه لا يفضل الحلول الوسط، هو يريد متخصصين في كل مركز. ومع هذا ففي مواجهة واتفورد، ومع مباراة محاطة بأهمية زائدة، لكونها تعقب هزيمتين أمام مانشستر سيتي وفيينورد، لم يكن لديه مثل هؤلاء المتخصصين في المكان بين الدفاع والهجوم. كان وسط ملعبه الكامل عبارة عن فوضى.
وكان هذا يعود إلى حد بعيد، وإن لم يكن ذلك السبب الوحيد، إلى شغل واين روني للدور الذي أصر مورينهو على أنه لن يتم توظيفه فيه، وهو دور صانع الألعاب المتأخر الذي لديه الضوء الأخضر للتحكم في إيقاع اللعب. إيقاع بطيء وممل. «ستقول إن تمريراته رائعة، لكن تمريراتي أنا أيضا رائعة، من دون أن أكون تحت ضغط»، هكذا تحدث مورينهو بنبرة سخرية في يوليو، لكن في سبتمبر (أيلول) بدا البرتغالي أشبه بروي هودجسون وسام ألردايس، عندما سمح بإرباك فريقه من خلال الاعتماد على روني المنطفئ في وسط الملعب.
أرسل روني بضع تمريرات طويلة جيدة عندما وجد ما يكفي من المساحة ومن دون ضغط من المنافس، لكن عندما زادت سرعة إيقاع المباراة أصبحت غالبية تمريراته غير دقيقة وساذجة. من الصعب أن يفهم المرء لماذا تم الاعتماد عليه في هذا الدور بدلا من مايكل كاريك أو مورغان شنايدرلين أو دالي بليند، وثلاثتهم يظلون أقرب من روني إلى اعتبارهم متخصصين في هذا الدور ويتمتعون بالرشاقة. كان عدم الاعتماد على بليند في قلب الدفاع مفهوما، لأن كريس سمولينغ وإريك بايلي كانا أقدر على مجاراة القوة البدنية لتروي ديني وأوديون إيغالو، لكن الجانب السلبي لهذا القرار كان أن خسر يونايتد اللاعب الذي يمتاز بالتمريرات الإيجابية المباشرة من الخلف، ولم يؤد أي من لاعبي وسط الملعب الدور المطلوب منهم بفعالية. كان من الممكن أن يقدم بليند أداء أفضل لو وظفه المدرب في مكان متقدم وليس النزول إلى مكان متأخر من وسط الملعب.
عندما احتاج أنطوني مارسيال للعلاج إثر إصابة في الرأس في الدقيقة 27، بحث روني التكتيكات مع مورينهو، وطوال المباراة كان يتطوع بتقديم النصيحة للحكم، مايكل أوليفر. كان الانطباع العام عن روني هو اعتباره مسؤول مراسم في وسط الملعب.
وفي وسط تشكيلة متواضعة، كان مروان فيلايني أكثر لاعبي وسط ملعب يونايتد ابتكارا، رغم أنه بدا مكلفا بواجب دفاعي، وهو توظيف لا يخرج إلا الحد الأدنى من قدراته، وهو مبني على أساس تكوينه البدني أكثر من قدرته على قراءة المباراة. لم يقدم خوان ماتا، وجيسي لينغارد وهينريك مخيتاريان أداء مقنعا للاعتماد عليهم. كذلك الحال بالنسبة إلى أنطوني مارسيال البعيد عن مستواه، والذي مع هذا، اعتمد عليه مورينهو ضد واتفورد، في حين حصل ماركوس راشفورد على أول مشاركة أساسية له في الدوري هذا الموسم. كان راشفورد أفضل مهاجمي يونايتد، من دون أن يكون في أفضل حالاته. كان محظوظا بعض الشيء في الهدف الذي أحرزه، لكنه يستحق أن يقف الحظ بجانبه، بالنظر إلى اللعب التعاوني مع زلاتان إبراهيموفيتش، الذي سبق الهدف، وقد نفذه راشفورد بشكل جيد.
وماذا عن أغلى لاعب في العالم من كل هذا؟ عانى بول بوغبا ليقدم مردودا مفيدا. ورغم أنه سيظهر في اللقطات البارزة بفضل تسديدة ساقطة رائعة ارتطمت بالعارضة في الشوط الأول، فقد كان دوره هامشيا في معظم فترات المباراة، حيث كان يجري هنا وهناك، لكن من دون ثقته الفطرية المعهودة. في الشوط الأول تحديدا، بدا الأمر وكأنه ليس متأكدا من الدور الذي عليه القيام به، نظرا لأن روني يشغل هذا الدور بعجرفة، أو أن روني كان يحاول إدارة المباراة لأن بوغبا كان مختفيا. الشيء المفاجئ هو أن أدوار اللاعبين لا تزال غير واضحة في عهد مورينهو.
لم يحدث التغيير الذي أجراه المدرب على التشكيل في الشوط الثاني فارقا كبيرا، على خلاف ما قام به في مباراة سيتي. قضى روني وقتا أطول في اللعب بشكل عرضي، لكنه لم يستغل المساحات الإضافية، ولم يكن لبوغبا تأثير أكبر في وسط الملعب.
قال مورينهو إنه توقع هذا الشكل غير المنظم ليونايتد بصورة أو بأخرى، بسبب عدد اللاعبين الذين تعوزهم الخبرة في فريقه. وأوضح: «الشيء الوحيد الذي لم أكن أتوقعه هو الطريقة التي يستطيعون بها التكيف مع اللحظات السلبية التي تأتي عاجلا أم آجلا... أشعر بأن هناك تأثيرا كبيرا للضغوط والمسؤولية على بعض الأفراد». التوازن ليس سليما في يونايتد. وسيستغرق الأمر بعض الوقت لإحداث هذا التوازن، ووضوح الفكر لإدراك أن مكان روني في الأمام.
مانشستر يونايتد مطالب بحل لفوضى منتصف الملعب
مركز روني المتأخر غير مناسب.. وتحديد مهام بوغبا.. وإعطاء كاريك الفرصة
مانشستر يونايتد مطالب بحل لفوضى منتصف الملعب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة