الجزائر: بن صالح يحذر من تمدد الإرهاب إلى أوروبا

الرجل الثاني في الدولة يبدي قلقًا من تنامي «الإسلاموفوبيا»

الجزائر: بن صالح يحذر من تمدد الإرهاب إلى أوروبا
TT

الجزائر: بن صالح يحذر من تمدد الإرهاب إلى أوروبا

الجزائر: بن صالح يحذر من تمدد الإرهاب إلى أوروبا

قال عبد القادر بن صالح، رئيس «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية) الجزائري، إن «التهديد الإرهابي في منطقة الساحل الصحراوي، يدفع إلى مزيد من الحوار والتعاون بين الجزائر وفرنسا، لأنه يشكل أكبر التحديات التي تواجه منطقتنا وأوروبا معا»، وأبدى بن صالح قلق الجزائر من تنامي «الإسلاموفوبيا» في أوروبا.
وصرح بن صالح أمس في مجلس الشيوخ الفرنسي، الذي يزوره حاليا، أن «الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي، الذي يعد محور مباحثاتنا، يشكل أكبر المخاطر، ذلك أن الوضع يتأزم باستمرار بسبب الارتفاع الرهيب لمستويات الجريمة المنظمة العابرة للأوطان». ونقلت وكالة الأنباء الحكومية الجزائرية عن بن صالح، وهو الرجل الثاني في الدولة بحسب الدستور، أن الإرهاب «يشكل اليوم تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين في منطقتنا وفي العالم أجمع». كما شجع بن صالح برلماني الجزائر وفرنسا على «تحفيز حكومتي البلدين من أجل الاستمرار في الحوار والتعاون، حول الأهداف المشتركة في إطار استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب»، ودعا إلى «اعتماد سياسة قوية لمحاربة التطرف والوقاية منه، تقوم على إشراك المؤسسات العمومية وفعاليات المجتمع المدني والمواطنين على وجه الخصوص»، مشددا على «تكريس الديمقراطية في بلداننا، وتعزيز دولة القانون ومحاربة الإقصاء والتهميش، باعتبارها عوامل أساسية في محاربة هذه الظاهرة». يشار إلى أن السلطات الجزائرية محل انتقاد شديد من طرف تنظيمات حقوقية محلية وأجنبية، بخصوص تعاملها مع قضايا الحقوق والحريات، كحرية الصحافة. وفي هذا السياق أدان القضاء في أغسطس (آب) الماضي، صحافيا بسبب نشره قصيدة شعرية هاجم فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومسؤولين مدنيين وعسكريين. وبحسب بن صالح فإن «الحكومة الجزائرية على قناعة بأن الديمقراطية هي أنجع وسيلة لتهميش وعزل وإضعاف الخطاب المتطرف». ودعا في السياق نفسه إلى «التجند الكامل ضد كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا، وهما ظاهرتان تعرفان انتشارا مخيفا في بعض المجتمعات الغربية، وهما في الواقع الوجه الجديد للتطرف العنيف الذي يغذي آفة الإرهاب»، علما بأنه يعيش بفرنسا نحو 3 ملايين جزائري.
من جهة أخرى، قال بن صالح إن «التعاون الاقتصادي بين الجزائر وفرنسا يجب أن يتجاوز الإطار التجاري إلى تفضيل الاستثمار المنتج ونقل التكنولوجيا، وإنشاء أقطاب تنافسية ومراكز للجودة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.