باسكال مشعلاني: الجيل الحالي يمل بسرعة.. وأفضّل السير عكس التيار

الفنانة اللبنانية تعدّ لتقديم ألبوم خليجي وتغني فيه الفولكلور السعودي

باسكال مشعلاني
باسكال مشعلاني
TT

باسكال مشعلاني: الجيل الحالي يمل بسرعة.. وأفضّل السير عكس التيار

باسكال مشعلاني
باسكال مشعلاني

قالت المطربة اللبنانية باسكال مشعلاني بأن الصورة الأولى، التي يتقدّم بها الفنان لجمهوره هي التي تبقى محفورة في ذاكرته. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد صرت على قناعة تامة، بأنه مهما حاولنا كفنانين التغيير والتبديل في إطلالاتنا يبقى الانطباع الأول الذي يرسمه الجمهور في ذاكرته هو الأصيل». وتابعت: «في عملي الجديد (نبغيك) (كلمات رضا شريف وألحان أحمد حشيش) الذي صوّرته مع فادي حداد، آثرت العودة إلى جمهوري كما عرفني منذ عشرين عاما. صحيح أنني قدّمت نفسي في أكثر من لوك ولون، إلا أن باسكال بملامحها الشرقية وبأغانيها الأنثوية بامتياز هي التي رسخت عند الناس وأحبوني فيها».
وعدت مشعلاني أنه على الفنان التجديد لأن جيل اليوم يختلف كثيرا عن جيل الأمس ويملّ بسرعة، إلا أن هوية الفنان والقالب اللذين يحتويانه يجب أن يبقيا عنوانا أساسيا له.
وكانت مشعلاني قد لمست هذه الحقيقة حسب قولها من خلال تجربتها الغنائية الأخيرة في «أحلام البنات»، عندما ظهرت فيها بلوك جديد (بشعر أحمر)، وبقصة جرت أحداثها في وقائع خارجة عن المألوف (تضمنت مشاهد قوية وعدائية). وتعلّق على الموضوع: «اكتشفت أن الغالبية تفضّل الصورة التي عرفتني بها منذ بداياتي، الفنانة الأنثى صاحبة الأغاني التي تدور مواضيعها في فلك الحبّ والدلع. صحيح أن شريحة جديدة من الناس انضمت إلى قاعدتي الشعبية بفضل هذه الأغنية، إلا أن قسما آخر متابعا لي منذ بداياتي انتقد إطلالتي هذه فتعاطفت مع رأيه».
أغنية «نبغيك» هي من النوع (الفرنكو آراب) الذي كانت باسكال مشعلاني السباقة في أدائه. فقبلها غنّت (كلّو منّك) و(دندنه) و(الفرقة صعبة) ودارت جميعها في الإطار نفسه. أما لماذا تعيد الكرّة اليوم فتردّ موضحة: «هو لون أحبه ويلامس عددا لا يستهان به من سكان المغرب العربي، إضافة إلى بلدان غربية ضمن دائرة الفرنكوفونية ككندا مثلا، حيث لدي جمهوري الواسع هناك». وتابعت: «أحببت اللحن والكلام الجزائريين في الأغنية، وكنت أبحث عن فرصة تكسر وجه القساوة الذي طغى على أغنيتي (أحلام البنات) فقررت أن أؤديها».
وعن سبب لجوئها إلى تطعيم أغانيها بالفرنسية وليس بالإنجليزية أجابت: «أجد أن الفرنسية لغة انسيابية تتلاءم بشكل أفضل مع العربية وتليق بنا نحن أهل المشرق العربي، فالكلام بالإنجليزية أجده ذا ملامح قاسية لا يلائم الموسيقى الشرقية وحتى أنوثة المرأة العربية ككلّ».
وأكّدت أن الأغنية تلاقي صدى جيدا اليوم في لبنان كما في بلدان المغرب العربي، وأنه خلال إطلالتها في برنامج (ألحان وشباب) على التلفزيون الجزائري وهو عبارة عن نسخة جديدة من برنامج (ستار أكاديمي) العالمي، وجدت تجاوبا من قبل الحضور، كما أثنت المطربة فلّة (عضو في لجنة الحكم في البرنامج) على أدائها لهذه الأغنية، وطالبها كثيرون بتقديم ألبوم كامل بهذا الأسلوب.
وعن كليب الأغنية الذي صوّرته مع المخرج فادي حداد قالت: «لقد أعادني باسكال السمراء (مع الشعر الكستنائي وأجواء الصيف والخفّة والدلع)، التي يعرفها عني الجمهور منذ عشرين عاما وهذا الأمر أراحني وأسعدني في الوقت عينه».
وعما إذا كان عدم دعوتها كضيفة للمشاركة في برامج هواة تصوّر في لبنان أمر يزعجها، خصوصا أن برامج مشابهة خارج لبنان كـ(ألحان وشباب) تصرّ على استضافتها فيها أجابت: «لا أبدا إذ سبق ودعيت للظهور في برنامجين من هذا النوع ورفضت لأنني لم أكن جاهزة بعد لإطلالات مشابهة بعد ولادتي لابني (ايلي) ولابتعادي إلى حدّ ما عن الساحة، أما اليوم فصرت حاضرة وسترونني في إطلالات تلفزيونية كثيرة وبينها (حديث البلد) مع منى أبو حمزة على شاشة (إم تي في)».
وعن النصيحة التي تقدّمها للمواهب الغنائية الجديدة التي تخرّجها هذه البرامج قالت: «أنصحها أن تؤمن بموهبتها، وأن لا تغرّهم المظاهر والشهرة السريعة التي يحصدونها من هذه البرامج ويعيشون في الوهم. فكم من موهبة تابعناها وسطع اسمها ثم اختفت تماما؟ لذلك لا يجب أن يكونوا مجرّد اسم بلا رصيد بل أن يتمسكوا بالخيط الذي قدّم لهم من خلال برامج الهواة للاستفادة منه من أجل استمرارية أطول».
وعن العنوان العريض الذي تعدّه الأهم حسب خبرتها الفنية في مجمل مسيرتها قالت: «في إمكاني القول: إن قناعاتي اليوم تدفعني إلى السير عكس الأمواج أو التيارات الرائجة على الساحة. فلا موسيقى الطبل والزمر ولا اعتماد أساليب لا تليق بي كفنانة في إمكانها أن تجعلني أتغير، فأنجرف معها من أجل حبّ البقاء. فبرأيي لكلّ فنان مكانته وقوّته على الساحة ولا أحد يستطيع أن يحتلّ مكان أحد آخر، لذلك علي أن أعرف مكامن قوتي وأتمسك فيها، كما أن التواضع يبقى بمثابة كنز الفنان إذا ما تحلّى به».
ووصفت الفترة التي ابتعدت فيها عن الساحة بسبب تفرّغها لمولودها الأول بالضرورية وبأنها استمتعت بكلّ لحظة منها وأكسبتها قيما كثيرة وقالت: «الفن لصّ ظريف يسرق منك حياتك الطبيعية بصورة لا شعورية، وبعد أن تواجدت مع نفسي وبقرب أفراد عائلتي استمتعت بلمّة العائلة وعدت إلى الساحة بشوق كبير».
ووعدت باسكال محبيها بإنزالها قريبا ألبوما خليجيا يتضمن سبع أغنيات، يشارك فيه الشاعر أسير الرياض والملحن خالد جنيدي، وبينها أغان تحمل الشجن وأخرى تعيد فيها أداء الفولكلور السعودي وغيرها من الأغاني التي سيحبّها الناس بشكل عام.
لماذا اعتمدت الألبوم الخليجي أولا وبعده اللبناني؟ قالت: «سوق الخليج اليوم مرتاحة على وضعها أكثر وهي أكبر من السوق اللبنانية، ويمكن القول: إنه بمثابة (ميني ألبوم) أردت أن أقدمه لجمهوري في هذه الفترة بالذات، وبعده أي في شهر يوليو (تموز)، سأطرح ألبومي اللبناني الذي سأسبقه بأغنية فردية انتقيتها منه لأشارك جمهوري استقبال هذا الفصل على طريقتي».
ومن جديد لباسكال مشعلاني أيضا أغنية تهديها للشعب المصري، من كلمات بسام أبي أنطون وألحان زوجها ملحم بو شديد ستبدأ في عرضها قريبا شبكة تلفزيون مزيكا المصرية.



وائل الفشني: الكلمة الجذابة تحسم اختياراتي الغنائية

وائل الفشني خلال مشاركته في احتفالية {100 سنة غنا} (دار الأوبرا المصرية)
وائل الفشني خلال مشاركته في احتفالية {100 سنة غنا} (دار الأوبرا المصرية)
TT

وائل الفشني: الكلمة الجذابة تحسم اختياراتي الغنائية

وائل الفشني خلال مشاركته في احتفالية {100 سنة غنا} (دار الأوبرا المصرية)
وائل الفشني خلال مشاركته في احتفالية {100 سنة غنا} (دار الأوبرا المصرية)

أكد الفنان المصري وائل الفشني الذي اشتهر بتقديم الابتهالات الدينية والشعر الصوفي أن هذا اللون الغنائي له جمهور عريض في الوطن العربي، ورغم ذلك رفض أن يتم حصره في لون فني بعينه، مرحباً بتقديم جميع الألوان التي تليق به.

وتحدث الفشني في حواره لـ«الشرق الأوسط»، عن خلافه مع مؤدي المهرجانات المصري حسن شاكوش، بخصوص أغانٍ منسوبة كلماتها للتراث، معرباً عن طموحه لتقديم ديو غنائي مع الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب.

الفشني مع الفنان علي الحجار احتفاء بالموسيقار الراحل بليغ حمدي (دار الأوبرا المصرية)

في البداية؛ تحدث وائل الفشني عن طريقته في الغناء وبداياته قائلاً: «عندما حضرت للقاهرة في بداياتي شجعني كثيراً الموسيقار فتحي سلامة وأصبح حريصاً على تقديمي وترشيحي للناس والفرق الخارجية بصفتي عازفاً وصاحب صوت متميز ومنحني فرصاً كبيرة، وكذلك قدمني الفنان أحمد الفيشاوي والمخرج محمد سامي في كليب (سيبوني أعيش) عام 2009، وفي العام نفسه منحني الفنان علي الحجار مساحة مميزة وقدمني على نطاق أوسع للناس».

وعن تفرده غنائياً في منطقة بعينها لا يوجد بها منافسون كثر وهي «الابتهالات الدينية»، أوضح الفشني: «الفن لا يعرف التصنيفات بل (الكلمة الحلوة والجذّابة) هي الفصل في اختياراتي لجميع الألوان، وهي التي تجذبني وتجذب الناس لأعمالي في آن واحد، لأن الناس تبحث بنهم وعمق عما يروق لها ويتماشى مع تفاصيل حياتها».

الفنان المصري وائل الفشني ({الشرق الأوسط})

وعما إذا كان بإمكانه تجاوز لونه الفني الذي اشتهر به، وتقديم أعمال غنائية رومانسية أو ما شابه، يؤكد أنه «فنان ولا توجد لديه مشكلة في تقديم الرومانسي وغير ذلك»، مضيفاً: «بالفعل قدمت أغنية (بتدفى بيكي)، كلمات الدكتور وائل العبيدي ومن ألحاني وتوزيع مودي كامل، وأطمح لتقديم المزيد، وأسعى لتقديم كل أشكال الفن، ولكن يبقى السؤال: كيف أقدمه بطريقة وأسلوب جاذب وغير تقليدي ولا يشبه أحداً؟».

ويحب الفشني الاستماع للأعمال الرومانسية التي يقدمها الفنانون رامي صبري وتامر عاشور ومحمد حماقي، وغيرهم من أبناء هذا الجيل، وفق قوله. وفي حال فكر الفشني في تقديم ديو غنائي قال: «أطمح أن تشاركني الديو الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب»، متوقعاً أنه «سيكون عملاً مميزاً».

وائل الفشني طرح أخيراً أغنية {حلمت يوم بالنبي} ({الشرق الأوسط})

وعن جمهور الابتهالات الدينية في عالمنا العربي قال الفشني: «الابتهالات الدينية جمهورها واسع، ولها ناسها التي تقدرها بشكل واسع في الوطن العربي وتسعى لحضور حفلاتها، وليس لها مرحلة عمرية معينة، فجمهورها من كل الفئات التي تقدر قوة الصوت حتى إن هناك جمهوراً أقل من 15 عاماً يتابعونني وينتظرون أعمالي».

الابتهالات الدينية جمهورها من كل الفئات التي تقدر صاحب الصوت القوي

الفنان المصري وائل الفشني

وعن مواصفات جمهور الأغاني والابتهالات الدينية، أوضح الفنان المصري أنه «لا يمكننا حصرهم أو ذكر مواصفاتهم فهذا اللون له جمهور كبير، والمبتهل صاحب الصوت القوي والذي يتمتع بمساحة عريضة يجذب الناس لأدائه، لكن في النهاية المدح والابتهالات لها نصيب كبير من حياتنا».

وعن تقديمه عدداً كبيراً من شارات الأعمال الدرامية منذ بدايته، وهل لها دور في نجاح العمل الفني واجتذاب الناس، قال: «كل ما يقدم بالعمل الفني من عناصر يؤدي لنجاحه إذا تمت صناعته بإتقان، ولدينا شارات مميزة في مسيرة الدراما المصرية ما زالت راسخة في أذهان الناس، والعام الماضي قدمت شارة مسلسلي (الحشاشين)، و(بيت الرفاعي)، وقدمت من قبل شارات مسلسلات من بينها (واحة الغروب)، و(طايع)، وأحب هذا الجانب جداً في الغناء».

لدينا شارات مميزة في الدراما المصرية وأحب هذا الجانب جداً في الغناء

الفنان المصري وائل الفشني

ونوه الفشني الذي قدم تجارب تمثيلية أيضاً إلى أنه «يرحب بالوجود بشكل أكبر لكن لا بد من توفر الشخصية المناسبة»، مؤكداً: «أنا أحب التمثيل، وما يعرض علي وأراه مناسباً أقدمه على الفور، على غرار مسلسل (رمضان كريم)، الذي قدمت خلاله شخصية (الشيخ مسعود)، وكذلك شخصية (الشيخ إيهاب) في مسلسل (سلطانة المعز) بطولة غادة عبد الرازق، وهذه المنطقة الدرامية يتم وضعي فيها دائماً ولا أمانع، وليس لدي مانع أيضاً من خوض تجارب أخرى ملائمة».

«شاكوش» استخدم أعمالي وقام بغنائها ونسبها لـ«التراث»!

الفنان المصري وائل الفشني

وكشف الفشني الذي طرح أخيراً أغنية «حلمت يوم بالنبي» عن تفاصيل خلافه مع مؤدي المهرجانات حسن شاكوش حول أغنيات معينة، قائلاً: «لا يوجد خلاف بيني وبين شاكوش، لكنه استخدم أعمالي وقام بغنائها ونسبها للتراث، ولم يقل إنها أعمال الفشني، رغم أن الكلمات من التراث لكنني قمت بتحضيرات مطولة عبر ورشات عمل مع الموسيقار تامر كروان في أغنية (سافر حبيبي)، كي نخرج باللحن، وكذلك في أغنية (طايع)، لذلك لا يصح إطلاق كلمة تراث وإلغائي بشكل تام، ورغم ذلك لم أستطع إثبات حقي الأدبي والمعنوي».

 

قدمت أغنية رومانسية من ألحاني وأسعى لتقديم كل أشكال الفن

الفنان المصري وائل الفشني

وأخيراً، احتفى الفشني بالموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي عبر مشاركته في احتفالية «100 سنة غنا» في دار الأوبرا المصرية بمشاركة الفنان المصري علي الحجار، كما شارك في احتفالية «نقابة الصحافيين المصرية» بمناسبة «المولد النبوي الشريف»، وأعلن عن إحياء حفل غنائي في «ساقية الصاوي».