إجلاء 200 مقاتل وجريح من حي الوعر في حمص إلى إدلب غدًا... تنفيذًا لاتفاق مع النظام السوري

ناشط محلي لـ«الشرق الأوسط»: المفاوضات ستستأنف للتوصل إلى اتفاق أشمل

إجلاء 200 مقاتل وجريح من حي الوعر في حمص إلى إدلب غدًا... تنفيذًا لاتفاق مع النظام السوري
TT

إجلاء 200 مقاتل وجريح من حي الوعر في حمص إلى إدلب غدًا... تنفيذًا لاتفاق مع النظام السوري

إجلاء 200 مقاتل وجريح من حي الوعر في حمص إلى إدلب غدًا... تنفيذًا لاتفاق مع النظام السوري

يخرج 200 مقاتل وجريح من حي الوعر المحاصر في مدينة حمص السورية غدًا الاثنين، باتجاه محافظة إدلب، تنفيذًا لاتفاق مع النظام السوري، نُفذت بعض بنوده خلال الأسبوعين الأخيرين، عبر الإفراج عن 193 معتقلاً، وإدخال الأضاحي إلى الحي المحاصر في يوم عيد الأضحى، وتوقف القصف عن الحي.
المعارضة السورية والنظام ذكرا أمس، أن 200 شخص من المقاتلين المعارضين، بينهم مصابون، سيخرجون من الحي باتجاه الشمال. وقال الناشط السوري في حمص سليم قباني لـ«الشرق الأوسط» أن «دفعة جديدة من المقاتلين والمصابين، ستتوجه إلى محافظة إدلب»، مشددًا على أن ذلك «سيكون تنفيذًا للاتفاق الذي أبرم بين سكان الحي المحاصر والنظام السوري في عام 2014»، ولفت إلى أن هذه الخطوة «سيليها تفعيل المفاوضات من جديد بين ممثل النظام اللواء أديب زيتوني، وفعاليات اجتماعية تمثل الحي».
بدوره، قال مصدر أمني سوري رفيع المستوى لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن سلطات النظام توصلت مع مسلحي المعارضة إلى اتفاق يقضي بنقل أكثر من مائتي مسلح من حي الوعر في حمص إلى محافظة إدلب بعد غد الاثنين. وقال المصدر إنه «تم الاتفاق على السماح للمسلحين باصطحاب سلاحهم الفردي، وذلك بعد مفاوضات شاقة؛ حيث كانت القوات النظامية تصر على تسليم الأسلحة الخفيفة، بينما كان المسلحون يطالبون بالخروج مع أسلحة متوسطة وخفيفة قبل التوصل إلى حل وسط بخروج المسلحين بأسلحتهم الخفيفة». وتحدث المصدر عن تسلم قوات النظام قائمة بأسماء 700 مسلح يرغبون بتسوية أوضاعهم وفقًا للقوانين السورية، والعفو عنهم مقابل تسليم أسلحتهم، والبقاء داخل الحي المحاصر منذ أكثر من 4 سنوات.
وحسب قباني، فإن خطوات من قبل النظام «سبقت خروج المقاتلين»، تمثلت في «الإفراج عن 193 معتقلاً، بموجب الاتفاق الذي أبرم قبل سنتين، إضافة إلى توقف القصف عن الحي وإعادة الحياة إلى شبه طبيعتها، فضلاً عن إدخال الأضاحي يوم العيد»، مشيرًا إلى أن تلك الخطوات «ستكون بوادر حسن نية من قبل الطرفين، بغرض التوصل إلى اتفاق أشمل، تتحدد معالمه خلال المفاوضات التي ستستأنف بعد عطلة عيد الأضحى».
ونفى قباني أن يكون الاتفاق شبيهًا باتفاقات داريا أو معضمية الشام في جنوب وغرب دمشق، مشددًا على أن «الخروج الكامل للمقاتلين غير وارد وغير متفق عليه»، مشيرًا إلى أن الجهات المسيطرة على حي الوعر في هذا الوقت «هي فصائل الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية معتدلة»، نافيًا في الوقت نفسه أن يكون الاتفاق يقضي باستحداث مركز للشرطة في داخل الحي. ويعد حي الوعر، آخر أحياء مدينة حمص الخاضعة لسيطرة المعارضة، ونزح إليه الآلاف إثر إخلاء النظام لأحياء حمص القديمة في مايو (أيار) 2014 إثر اتفاق بين النظام والمعارضة. ويقطن حي الوعر حاليًا نحو 50 ألف نسمة.
هذا، وكانت مصادر المعارضة تحدثت خلال الأسبوعين الماضيين عن اتفاق بين قوات النظام وهيئة التفاوض في حي الوعر، وينص الاتفاق على بدء إخراج المقاتلين وعوائلهم إلى الشمال السوري. وقال هؤلاء إن قوات النظام سمحت للموظفين من حي الوعر بالخروج من الحي، بينما أكدت مصادر أهلية دخول شاحنتين محملتين بمادتي الخبز والبطاطا إلى الوعر.‬كما تحدثت معلومات في عيد الأضحى الماضي عن إطلاق سراح 194 معتقلاً بينهم 17 معتقلة من فرع أمن الدولة، وسجن حمص المركزي بموجب اتفاقية الوعر، من أصل سبعة آلاف وخمسمائة معتقل متفق على إخراجهم.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.