انشقاقات داخلية وهجمات ليلية تكشف عجز الانقلاب وخسائره في تعز

رئيس مجلس المحافظة العسكري لـ«الشرق الأوسط»: مقتل قيادات الميليشيات كسرهم معنويًا

مقاتل من الجيش اليمني يتمركز في نقطة مراقبة خلال المواجهات في كهبوب التابعة لمحافظة تعز (أ.ف.ب)
مقاتل من الجيش اليمني يتمركز في نقطة مراقبة خلال المواجهات في كهبوب التابعة لمحافظة تعز (أ.ف.ب)
TT

انشقاقات داخلية وهجمات ليلية تكشف عجز الانقلاب وخسائره في تعز

مقاتل من الجيش اليمني يتمركز في نقطة مراقبة خلال المواجهات في كهبوب التابعة لمحافظة تعز (أ.ف.ب)
مقاتل من الجيش اليمني يتمركز في نقطة مراقبة خلال المواجهات في كهبوب التابعة لمحافظة تعز (أ.ف.ب)

قال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في تعز، العقيد الركن منصور الحساني٬ لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات ما زالت مشتعلة بأغلب جبهات القتال في تعز، وعلى مدار الساعة، بما في ذلك المواجهات الليلية أيضا؛ إذ تحاول فيها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التقدم إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واستعادت المواقع التي تم دحرهم منها».
وأضاف: «تكبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد في مختلف الجبهات، وقتل منها قيادات حوثية آخرهم قائد الميليشيات الانقلابية في منطقة الربوع وسوقها المدعو مراد القرادي، وجرى ملاحقة عناصره، وفتح وتأمين منطقة الربوع وسوقها، بعدما حاولت الميليشيات قطع طريق عدن – تعز في طور الباحة».
وأكد العقيد الركن الحساني، أن «الميلشيات الانقلابية أصبحت تعاني، جراء الخسائر الكبير التي تكبدتها، من انقسامات وانشقاقات كبيرة داخل صفوفها، وأصبحت حالتهم المعنوية متردية وتقترب من الانهيار؛ نتيجة كثرة سقوط القتلى والجرحى غير المحسوبة من قبل قياداتهم التي تسوقهم إلى المجازر والمحالف في جبهات القتال كافة في تعز».
وفي السياق، أشار الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في تعز، إلى أن «ظاهرة إطلاق النار في الأعراس التي ظهرت في تعز مؤخرًا، أصبحت أحد أسباب الإرباك الأمني في المحافظة، والإهدار غير المسؤول للذخيرة»، ودعا جميع الجهات ذات العلاقة الرسمية والشعبية مع الإعلاميين والناشطين كافة إلى «إطلاق حمله توعوية بهذا الشأن؛ بهدف خلق وعي لدى المجتمع والمساهمة في علاج ونبذ هذه الظاهرة السيئة».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية جنوب العاصمة صنعاء، من التقدم في مختلف جبهات القتال والتصدي لهجمات ميليشيات الحوثي والموالون لهم من قوات المخلوع صالح الانقلابية.
وتركزت هجمات الميليشيات الانقلابية بشكل عنيف على موقع المنطرح بحذران، غرب المدينة، في محاولة من الميليشيات الانقلابية التقدم إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واستعادة مواقع تم دحرهم منها. ورافق المواجهات القصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على مواقع الجيش والمقاومة والأحياء السكنية.
وقالت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قتلت في مواجهات حذران 8 من عناصر الميليشيات الانقلابية، إضافة إلى سقوط جرحى آخرين منهم، علاوة على تدمير رشاش للميليشيات وفرارهم بعد استهدافهم بمدفعية المقاومة والجيش».
وأضاف: «تمكنت قوات الجيش والمقاومة من استهداف مدفع متحرك ودبابة تتبع الميليشيات الانقلابية كانت متمركزة في إحدى التباب الواقعة في شارع الخمسين، بالقرب من منطقة غراب غرب تعز، وتم تدمير المدفع وإعطاب الدبابة، حيث شوهد ارتفاع ألسنة اللهب وأعمدة الدخان من المكان المستهدف، وسقط قتلى وجرحى من الميلشيات الانقلابية».
وفي ريف تعز، حققت قوات الشرعية تقدما ميدانيا كبيرا في مختلف الجبهات، الصلو وحيفان، جنوب المدينة، حيث تمكنت في جبهة الاحكومة بمديرية حيفان، من محاصرة الميليشيات الانقلابية في قرية الاثاور.
أما في جبهة الصلو، فقد تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التصدي لمحاولات الميليشيات التقدم إلى مواقعها بعدما دفعت بتعزيزات عسكرية إلى منطقة الصيار وهجر أهالي قرية الصيار، بقوة السلاح، ليتسنى لهم جعل منازلهم والمنطقة ثكنات عسكرية ومخازن لأسلحتها؛ ما دفع الميليشيات الانقلابية إلى التصعيد من قصفها العنيف على قرى مديرية الصلو من مواقع تمركزها في ورزان بدمنة خدير، شرق المدينة، وقرية قرفان في مديرية الوازعية، غرب المدينة.
وتخوفا من غارات طيران التحالف التي كبدتها الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد؛ قامت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في منطقة الخزجة بمديرية حيفان، جنوب المدينة، بشراء مجموعة من الحمير، واستخدامها لنقل الأسلحة والتعزيزات العسكرية إلى مناطق الصوالحة والاشبوط بمديرية المقاطرة، وذلك بحسب مصدر في المقاومة الشعبية بجبهة حيفان لـ«الشرق الأوسط».
وأكد المصدر، أن «القيادي الميداني والعسكري للميليشيات الانقلابية، علي أبو الحاكم، وبرفقته العميد عبد الله ضبعان، قائد اللواء 33 سابقا في محافظة الضالع، هو من يشرف على عمليات التهجير والعمليات العسكرية في جبهة الصلو، وقام بزيارات إلى قرية الصيار التي هجّروا أهاليها منها، التقى خلالها بقيادات في حزب المخلوع صالح، وطالبهم الدفع بأبنائها للمشاركة في جبهات القتال».
في السياق، يواصل طيران التحالف العربي، التي تقوده السعودية، تحليقه على سماء تعز، وشن غاراته على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة ميليشيات والمخلوع صالح الانقلابية، وتكبدهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن طيران التحالف شن غاراته على مواقع للميليشيات المتمركزة على تبة الظنين، شمال غربي اللواء 35 مدرع، غرب تعز.
صحيا، استهدفت حملة (الرأفة) الطبية في تعز، 150 إلى 200 حالة مرض مزمنة في تعز، بعد عمل آلية رصد ميداني للحالات المعدمة والأشد حاجة في المدينة، وباشرت بشراء الأدوية المقررة وتوزيعها على المرضى المستهدفين.
وفي ملف الجرحى، قالت حملة «الرأفة» في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها «استهدفت 20 جريحا في المرحلة الأولى، واضعة برنامجا متكاملا بدأ بتدريب فريق متخصص بكيفية التعامل مع الجروح المتقرحة والعناية بها والقضاء على البكتريا والفيروسات وطريقة استخدام الأدوية الخاصة بها، إلى جانب توفير الأدوية وتوفير فريق طبي متخصص لعلاج الجروح المفتوحة والمتقرحة عبر نزول ميداني إلى منازل الجرحى والمستشفيات بآلية عمل متكاملة».
وقال رئيس مؤسسة «الرأفة الطبية»، مدين ياسين، إن «استعادة حملة (الرأفة) نشاطها وحركتها في خدمة المواطنين ودعمهم في مدينة تعز، جاء نتاجا طبيعيا لهدف الحملة الرئيسي، الذي تسعى من خلاله إلى خدمة المواطن وتوفير احتياجاته الضرورية، إلى جانب الأنشطة التي تساعد المدينة على استعادة عافيتها وحركتها في المجالات المختلفة».
وأضاف، أن «المؤسسة ستبقى محافظة على مبادئها في مساعدة الناس والقرب منهم في كل لحظة ساعية إلى خدمتهم بكل المجالات وباستخدام الإمكانات كافة؛ فالإنسان في المدينة المحاصرة هو محور عمل الحملة ولأجله قامت».
من جانبه، أشاد مشرف حملة «الرأفة» الدكتور عبد الرحيم السامعي، بعودة الحملة للقيام بواجبها تجاه المواطنين؛ ولوقوفها مجددًا بالقرب من معاناتهم وتلمس احتياجاتهم والعمل على معالجتها. وأكد أن «الحملة مُقدِمة على أنشطة عدة، وبأفكار جديدة تخدم المواطن في مجالات الحياة المختلفة».
وبدوره، قال إبراهيم الجبري، منسق حملة «الرأفة» بتعز، إن الحملة «ستستمر بالعمل لخدمة أبناء تعز في الأشهر المقبلة بوتيرة عالية من خلال برنامج متكامل ومتنوع وبآلية مزمنة، وأن البرنامج يركز على أشد الجوانب تضررًا واحتياجًا في مجالات مختلفة»..
جدير بالذكر، أن حملة «الرأفة» تعد من أهم الحملات العاملة في تعز منذ الأيام الأولى لحصار المدينة من قبل الميليشيات الانقلابية عبر أنشطة عدة نفذتها، وكانت قد توقفت عن العمل بعد تنفيذها أنشطة عدة في مختلف المجالات الطبية والغذائية والتنموية، التي كان آخرها ترميم قسم العظام بمستشفى الثورة ليصبح جاهزًا للعودة للعمل خلال الأيام المقبلة، فاتحًا الأمل مجددًا أمام جرحى العظام.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.