سرطان البروستاتا.. ثلث المصابين به لا يعانون من أعراضه

نسبة إصابة الرجال به تصل إلى 8.5 %

سرطان البروستاتا.. ثلث المصابين به لا يعانون من أعراضه
TT

سرطان البروستاتا.. ثلث المصابين به لا يعانون من أعراضه

سرطان البروستاتا.. ثلث المصابين به لا يعانون من أعراضه

يشكل سرطان البروستاتا ثامن أخطر الأورام السرطانية المسببة للوفاة في السعودية. وهناك إحصاءات غير دقيقة تشير إلى ظهور 500 إلى 800 حالة جديدة سنويا، معظمها تكون في مراحل مرضية متقدمة، وغير قابلة للشفاء. وعالميا، يعد سرطان البروستاتا الورم الأكثر شيوعًا عند الرجال الذين تجاوزوا 50 سنة من العمر في الولايات المتحدة وأوروبا والبلاد الإسكندنافية، حيث يشكل أكثر الأورام المسببة للوفاة بعد أورام الرئة والقولون في الولايات المتحدة الأميركية، إذ إنه يصيب واحدًا من كل 5 رجال، ويتسبب في الوفيات بنسبة تصل إلى 3 في المائة تقريبا. ويوجد هذا السرطان لدى نحو 30 في المائة من الرجال، دون أي أعراض سريرية، بعد تجاوزهم سن الـ50 سنة من العمر، وذلك وفقا لما أظهرته اختبارات تشريحية كثيرة أجريت على رجال توفوا بسبب أمراض لا علاقة لها بهذا الورم، وتزيد نسبة تشخيصه إلى نحو 80 في المائة بعد سن 85 سنة.
* الأعراض والتشخيص
في حديثه إلى «صحتك»، أوضح الدكتور هشام شمس ماهر، استشاري علم الأمراض الإكلينيكي والكيميائي، المدير الطبي لمختبرات البرج، أن كثيرا من مرضى سرطان البروستاتا (الذين تقدر نسبتهم بنحو 30 في المائة) لا توجد لديهم بالفعل أعراض، أو علامات تدل على المرض، وبالتالي لا يتم اكتشاف المرض عندهم إلا في مراحل متأخرة، يكون الورم عندها قد ازداد، أو انتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم، وهناك مرضى آخرون تظهر عندهم أعراض وعلامات، مثل وجود دم في البول أو المني، والحاجة للتبول خصوصا في أثناء الليل، والألم في أثناء التبول، وضعف اندفاع ونزول البول، والألم المستمر في أسفل الظهر وأعلى الفخذين؛ وهذه العلامات قد تختلط وتتشابه مع الأعراض نفسها التي قد يشكو منها مريض التهابات البروستاتا المزمنة، أو المصاب بتضخم البروستاتا الحميد.
أما التشخيص، فيشمل:
- أولا: الفحص الموضعي، إذ أكد د. هشام ماهر أن الاكتشاف المبكر للمرض يشكل أهم عامل في الشفاء منه، لذلك وضع برنامج سنوي متعارف عليه عالميا للكشف والفحص المنتظم عند الرجال، لغرض الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا. ويتمثل هذا البرنامج بالفحص الشرجي المنتظم من قبل الطبيب لكل رجل تعدى سن الخمسين سنة (وقد نصحت الجمعية الأميركية لأمراض المسالك البولية سابقا بأن تكون بداية الفحص من عمر 40 سنة). ورغم بساطة هذا الفحص، فهو لا يحتاج من الوقت سوى دقائق، ولا يحتاج إلى جهاز أو نحوه، فإننا نجد كثيرا من كبار السن لا يلتزمون بهذا الفحص من باب الحياء.
- ثانيا: الفحوصات المخبرية، فقد شدد الدكتور هشام ماهر على أهمية عمل الفحوصات المخبرية التي تتمثل في اختبار نسبة المستضد الخاص «الانتيجين» للبروستاتا في الدم «prostate specific antigen (PSA)»، أي عمل فحص دم لقياس العامل البروستاتي النوعي (PSA) لكل من تخطى 55 عامًا، وهو ما أوصت به الجمعية الأميركية لأمراض المسالك البولية (AUA) سابقا في عام 2009، من أن جميع الرجال يجب أن يقوموا بفحص «PSA» سنويا لمن هم أكبر من سن 50، أو لكل من يشكو من عوارض حصر في البول. وحديثا، أوصت الجمعية نفسها (AUA) بعمل فحص الدم نفسه (PSA) في المقام الأول في الرجال من عمر 55 - 69 سنة، ثم الذين يقررون أو يطلبون عمل الفحوصات لاكتشاف الإصابة بسرطان البروستاتا.
وفي حال زيادة مستوى هذا الأنتيجين في الدم، فإنه يعتبر مؤشرا إلى وجود التهاب أو تضخم حميد أو سرطان في غدة البروستاتا. وعليه، فمن الضروري القيام بهذا الفحص المخبري سنويا. ويعتبر ارتفاع مستوى الأنتيجين عن المستوى الطبيعي مؤشرًا أوليًا لاحتمالية إصابة غدة البروستاتا بالسرطان، أو بالالتهاب، أو التضخم الحميد.
* خزعة البروستاتا
- ثالثًا: فحص البول، هو الفحص الثاني الذي ينبغي إجراؤه، حيث يعتبر مساعدا في إثبات أو نفي وجود بعض العلامات التي تشير إلى وجود أي التهاب حادث في الجهاز البولي.
وقد استدرك الدكتور شمس أن كلا الفحصين لا يعطيان التشخيص النهائي في حالة وجود سرطان البروستاتا، وإنما يعطيان الطبيب الدافع القوي لعمل فحوصات أخرى، في حالة كون هذين الفحصين، أو كون أحدهما غير طبيعي.
- رابعًا: خزعة من البروستاتا: يلجأ الطبيب عادة إلى أخذ خزعات من البروستاتا تحت المتابعة بالأشعة الصوتية، لإثبات أو نفي وجود المرض، وذلك في حالة كون أحد الفحصين (الأنتيجين النوعي (PSA) أو تحليل البول)، أو كليهما، غير طبيعي.
وهناك ملاحظات واحتياطات يجب أن تؤخذ في الاعتبار، إذا تقرر إجراء فحص الدم لقياس العامل البروستاتي (PSA)، للحصول على نتائج دقيقة للفحص، وهي كالتالي:
- ألا تكون هناك إصابة بالتهاب، أو وجود عدوي في مجري البول، قبل الفحص.
- أن يتم الامتناع عن الجماع في الـ48 ساعة السابقة للفحص.
- عدم ممارسة الرياضة، أو بذل مجهود بشكل عنيف، في الـ48 ساعة السابقة للفحص.
- ألا يكون المريض قد أجرى عملية أخذ عينة (خزعة) من البروستاتا خلال الـ6 أسابيع السابقة لموعد هذا الفحص.
* توصيات طبية
أكد الدكتور شمس على التوصية الطبية الصادرة من الجمعية الأميركية لأمراض المسالك البولية (AUA) بضرورة الالتزام ببرامج الفحوصات المخبرية المشار إليها لاكتشاف الإصابة بسرطان البروستاتا مبكرا.
وأوضح أنه من الأفضل إجراء فحص الـ(PSA)، إذا كان هناك بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود التهاب، أو تضخم حميد، أو سرطان، في غدة البروستاتا، مثل:
- صعوبة التبول
- ألم عند التبول
- كثرة التبول
- وجود دم في البول
- سرعة القذف أو الشعور بألم مع القذف
- آلام في الظهر والردفين أو أسفل البطن
أما في حالة عدم وجود أعراض، فيمكن استشارة الطبيب المختص حول إجراء فحص الدم لقياس العامل البروستاتي النوعي (PSA)، واتخاذ القرار السليم للخضوع للفحص.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».