ترتيبات لمظاهرات معارضة في فنزويلا غدًا للضغط على حكومة مادورو

مصادر رسمية تقول إن الحكومة تواصلت مع معارضين بشكل سري للتوصل إلى تهدئة والبحث عن حل توافقي

فنزويلية تسير في شوارع كاراكاس وخلفها رسومات جدارية تطالب بإجراء استفتاء عزل مادورو في العاصمة (أ.ف.ب)
فنزويلية تسير في شوارع كاراكاس وخلفها رسومات جدارية تطالب بإجراء استفتاء عزل مادورو في العاصمة (أ.ف.ب)
TT

ترتيبات لمظاهرات معارضة في فنزويلا غدًا للضغط على حكومة مادورو

فنزويلية تسير في شوارع كاراكاس وخلفها رسومات جدارية تطالب بإجراء استفتاء عزل مادورو في العاصمة (أ.ف.ب)
فنزويلية تسير في شوارع كاراكاس وخلفها رسومات جدارية تطالب بإجراء استفتاء عزل مادورو في العاصمة (أ.ف.ب)

كشفت مصادر حكومية في العاصمة كاراكاس أن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قامت بالتواصل مع معارضين بارزين بشكل سري، ولمرتين متتاليتين، وذلك للبحث عن تهدئة وحل توافقي لأزمة البلاد السياسية، والتي أعاقت العمل الحكومي في الدولة.
الإعلان عن هذه اللقاءات السرية جاء على لسان عمدة مدينة كاراكاس خورخي رودريغس، والذي أكد أنه اجتمع مع الائتلاف المعارض والذي يسمى «إم يو دي MUD»، أو طاولة الوحدة الديمقراطية، وذلك بشكل سري من أجل الوصول إلى مخرج لأزمة البلاد، وذلك بتمثيل حكومي شمل وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغيس، وعضو البرلمان إلياس خاوا، والدبلوماسي روي شاديرتون، مع أعضاء معارضين شملوا فريدي جيبارا، وكارلوس أوكاريس، وإنريكي ماركيس، ولويس أكيليس. من جهتها قالت جبهة المعارضة وعلى لسان خيسوس توريالبا أمين عام الائتلاف، إنه بالفعل كانت هناك اجتماعات مع أعضاء من الحكومة، ولكن الهدف الأساسي كان توصيل رسالة إلى الحكومة مفادها هو عقد الاستفتاء الخاص حول بقاء الرئيس مادورو.
وتطالب المعارضة وتحالفاتها، عبر الضغط على حكومة مادورو من خلال المظاهرات والتصعيد، بالموافقة على عقد استفتاء، وحتى الآن لم توافق عليه اللجنة العليا للانتخابات، مما قد يعطل هذه العملية حتى بداية العام الجديد.
وتسعى المعارضة إلى تسريع عملية عقد الاستفتاء؛ لأنه في حال انصياع اللجنة العليا للانتخابات بتنظيم الاستفتاء في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني)، وهو ما تطمح له الحكومة، وخسر الرئيس الفنزويلي في هذا الاستفتاء، فسيكون نائب الرئيس هو المرشح لقيادة البلاد، وهو ما لا تريده المعارضة؛ لأن نائب الرئيس ينتمي لنفس التيار الحكومي، وهو ما يضع البلاد في أزمة سياسية جديدة، ولذلك تسعى المعارضة لعقد الاستفتاء قبل انتهاء عام 2016، وذلك حتى يتسنى لها عزل الرئيس نهائيا، والتسريع بانتخابات جديدة في البلاد.
من جهته قال زعيم المعارضة إنريكي كابريليس، إن لديه تحفظات على هذه اللقاءات مع الحكومة الفنزويلية، ولكنه أقر بأن أي وسيلة تحقن دماء الشعب الفنزويلي وتجنب البلاد الفوضى هو معها.
ويرى باحثون استراتيجيون أن الرئيس مادورو يسعى من وراء هذه المحادثات إلى كسب الوقت وعودة الهدوء إلى الشارع. يجدر بالذكر أن المحادثات يتوسط فيها رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس رودريغيس ثباتيرو، إضافة إلى رئيس جمهورية الدومينيكان السابق ليونيل رودريجيس، ورئيس بنما الأسبق مارتين توريخوس، إضافة إلى أطراف دولية أخرى.
من جانبه دعا الائتلاف المعارض إلى مظاهرات حاشدة، غدا الجمعة، وذلك للضغط على اللجنة العليا للانتخابات والرئيس الفنزويلي، حتى يتسنى لهم التسريع في عملية الموافقة على إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن. وكان جهاز الاستخبارات الفنزويلية «سيبين Sebin»، عبر وحدات جهاز الشرطة السياسية قد قام باعتقال عدد من المعارضين المنتمين لحركة «الإرادة الشعبية» المعارضة، والتابعين للسجين السياسي ليوبولدو لوبيس، وذلك لتقليل حركة الاحتكاكات والمظاهرات في الشارع الفنزويلي.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.