كشفت مصادر حكومية في العاصمة كاراكاس أن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قامت بالتواصل مع معارضين بارزين بشكل سري، ولمرتين متتاليتين، وذلك للبحث عن تهدئة وحل توافقي لأزمة البلاد السياسية، والتي أعاقت العمل الحكومي في الدولة.
الإعلان عن هذه اللقاءات السرية جاء على لسان عمدة مدينة كاراكاس خورخي رودريغس، والذي أكد أنه اجتمع مع الائتلاف المعارض والذي يسمى «إم يو دي MUD»، أو طاولة الوحدة الديمقراطية، وذلك بشكل سري من أجل الوصول إلى مخرج لأزمة البلاد، وذلك بتمثيل حكومي شمل وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغيس، وعضو البرلمان إلياس خاوا، والدبلوماسي روي شاديرتون، مع أعضاء معارضين شملوا فريدي جيبارا، وكارلوس أوكاريس، وإنريكي ماركيس، ولويس أكيليس. من جهتها قالت جبهة المعارضة وعلى لسان خيسوس توريالبا أمين عام الائتلاف، إنه بالفعل كانت هناك اجتماعات مع أعضاء من الحكومة، ولكن الهدف الأساسي كان توصيل رسالة إلى الحكومة مفادها هو عقد الاستفتاء الخاص حول بقاء الرئيس مادورو.
وتطالب المعارضة وتحالفاتها، عبر الضغط على حكومة مادورو من خلال المظاهرات والتصعيد، بالموافقة على عقد استفتاء، وحتى الآن لم توافق عليه اللجنة العليا للانتخابات، مما قد يعطل هذه العملية حتى بداية العام الجديد.
وتسعى المعارضة إلى تسريع عملية عقد الاستفتاء؛ لأنه في حال انصياع اللجنة العليا للانتخابات بتنظيم الاستفتاء في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني)، وهو ما تطمح له الحكومة، وخسر الرئيس الفنزويلي في هذا الاستفتاء، فسيكون نائب الرئيس هو المرشح لقيادة البلاد، وهو ما لا تريده المعارضة؛ لأن نائب الرئيس ينتمي لنفس التيار الحكومي، وهو ما يضع البلاد في أزمة سياسية جديدة، ولذلك تسعى المعارضة لعقد الاستفتاء قبل انتهاء عام 2016، وذلك حتى يتسنى لها عزل الرئيس نهائيا، والتسريع بانتخابات جديدة في البلاد.
من جهته قال زعيم المعارضة إنريكي كابريليس، إن لديه تحفظات على هذه اللقاءات مع الحكومة الفنزويلية، ولكنه أقر بأن أي وسيلة تحقن دماء الشعب الفنزويلي وتجنب البلاد الفوضى هو معها.
ويرى باحثون استراتيجيون أن الرئيس مادورو يسعى من وراء هذه المحادثات إلى كسب الوقت وعودة الهدوء إلى الشارع. يجدر بالذكر أن المحادثات يتوسط فيها رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس رودريغيس ثباتيرو، إضافة إلى رئيس جمهورية الدومينيكان السابق ليونيل رودريجيس، ورئيس بنما الأسبق مارتين توريخوس، إضافة إلى أطراف دولية أخرى.
من جانبه دعا الائتلاف المعارض إلى مظاهرات حاشدة، غدا الجمعة، وذلك للضغط على اللجنة العليا للانتخابات والرئيس الفنزويلي، حتى يتسنى لهم التسريع في عملية الموافقة على إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن. وكان جهاز الاستخبارات الفنزويلية «سيبين Sebin»، عبر وحدات جهاز الشرطة السياسية قد قام باعتقال عدد من المعارضين المنتمين لحركة «الإرادة الشعبية» المعارضة، والتابعين للسجين السياسي ليوبولدو لوبيس، وذلك لتقليل حركة الاحتكاكات والمظاهرات في الشارع الفنزويلي.
ترتيبات لمظاهرات معارضة في فنزويلا غدًا للضغط على حكومة مادورو
مصادر رسمية تقول إن الحكومة تواصلت مع معارضين بشكل سري للتوصل إلى تهدئة والبحث عن حل توافقي
ترتيبات لمظاهرات معارضة في فنزويلا غدًا للضغط على حكومة مادورو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة