ملايين المنشورات تمهد لمعركة الموصل.. ومبعوث أميركي يقلص الفجوة بين أربيل وبغداد

الجربا لـ«الشرق الأوسط»: الوضع في نينوى يتطلب من جميع الأطراف الجلوس على طاولة حوار

جنود أميركيون في شمال العراق استعداداً لمعركة الموصل (رويترز)
جنود أميركيون في شمال العراق استعداداً لمعركة الموصل (رويترز)
TT

ملايين المنشورات تمهد لمعركة الموصل.. ومبعوث أميركي يقلص الفجوة بين أربيل وبغداد

جنود أميركيون في شمال العراق استعداداً لمعركة الموصل (رويترز)
جنود أميركيون في شمال العراق استعداداً لمعركة الموصل (رويترز)

ألقت طائرات تابعة للقوات الجوية العراقية ملايين المنشورات على مناطق مختلفة من أحياء مدينة الموصل قبيل انطلاق ساعة الصفر لما يسمى بمعركة الموصل، في وقت يواصل فيه مسؤولون أميركيون تقليص فجوة الخلاف بين بغداد وأربيل بشأن دور قوات البيشمركة في معركة الموصل.
وقال بيان للإعلام الحربي العراقي إن «طائرات القوات الجوية ألقت ملايين المنشورات على مركز مدينة الموصل»، مبينة أن «المنشورات تتضمن أخبار انتصارات القوات المسلحة في الفلوجة وشمال صلاح الدين وأنباء انكسار تنظيم داعش الإرهابي وانهزامها»
وأضاف البيان، أن الطائرات ألقت أيضا الأعلام العراقية في سماء الموصل. وفيما تمهد القوات العراقية بمثل هذه الفعاليات للمعركة المرتقبة بعد أن حسمت القوات العراقية تحرير الكثير من المناطق القريبة من الموصل، في وقت تجري فيه الاستعدادات لتحرير قضائي الشرقاط والحويجة التي تم الإعلان عن تشكيل قيادة جديدة لها حملت اسم «غرفة عمليات تحرير الحويجة» التي يعدها الكثيرون المدخل الرئيسي لحسم معركة الموصل. وفي وقت لا تزال فيه الخلافات قائمة، سواء بشأن مستقبل محافظة نينوى، ولا سيما مع بروز دعوات لإعادة تقسيمها إلى محافظات عدة؛ بهدف حماية الأقليات الدينية والعرقية فيها، أو على مستوى العلاقة بين أربيل وبغداد بشأن دور قوات البيشمركة وحدود هذا الدور فإن المبعوث الرئاسي الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكفورك، الذي يزور العراق حاليا مع نائب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أعلن أثناء وصوله بغداد رغم عطلة عيد الأضحى أن زيارته تهدف إلى بحث خطة تحرير الموصل. وطبقا لبيان وزارة الخارجية الأميركية، فإن هذه الزيارة «تهدف إلى مناقشة قضايا عدة، وخاصة الوضع الأمني والاقتصادي، والجهود المشتركة للقضاء على (داعش)، وخطة استعادة الموصل ودعم القوات الأمنية العراقية».
وأشار البيان إلى أن نائب وزير الخارجية الأميركية، سيزور إقليم كردستان اليوم وسيجتمع مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وعدد من كبار مسؤولي الإقليم مبينا أنه «سيتم تباحث جهود صد (داعش) والقضاء عليه، ودعم قوات البيشمركة، والاستجابة السريعة للأزمة الإنسانية ومساعدة النازحين العراقيين». وكان رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أعلن أثناء استقباله الوفد الأميركي، أن الشغل الشاغل يتمثل بالإعداد والتهيئة لمعركة نينوى الفاصلة، لافتا إلى ضرورة استثمار المعنويات العالية وزخم الانتصارات الأخيرة التي تحققت، في عدم منح فرصة للإرهاب كي يقوى من جديد، وهي مسؤولية لا يمكن للعراق أن يتحملها وحده. وأشار إلى أن التخطيط لمرحلة ما بعد «داعش» لا يقل أهمية عن مرحلة القضاء على هذا التنظيم المتطرف. وشدد الجبوري على أهمية معالجة الأسباب التي أدت إلى ظهوره والمباشرة بعمليات تأهيل فكري ونفسي ومجتمعي، وقال الجبوري إن «الاستقرار السياسي ضمانة للمرحلة المقبلة، وهو يتطلب مزيدا من الجهد المشترك والمعالجات السريعة والحقيقية للأزمات التي من شأنها دعم مسيرة الإصلاح التي يترقبها الشعب».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.