أوباما في ذكرى الاعتداءات: تنوعنا أكبر مصادر قوتنا

أميركا تحيي مرور 15 عامًا على هجمات 11 سبتمبر * كلينتون غادرت مبكرا بسبب الإعياء

الرئيس الأميركي باراك أوباما يحيي آشتون كارتر وزير الدفاع ورئيس الأركان جوزيف دانفورد قبل بدء مراسم  إحياء ذكرى مرور 15 عامًا على هجمات سبتمبر في مقر البنتاغون أمس (إ.ب.أ) - الرئيس أوباما يرحب بالحضور في مقر البنتاغون في ذكرى مرور 15 عامًا على هجمات سبتمبر أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يحيي آشتون كارتر وزير الدفاع ورئيس الأركان جوزيف دانفورد قبل بدء مراسم إحياء ذكرى مرور 15 عامًا على هجمات سبتمبر في مقر البنتاغون أمس (إ.ب.أ) - الرئيس أوباما يرحب بالحضور في مقر البنتاغون في ذكرى مرور 15 عامًا على هجمات سبتمبر أمس (إ.ب.أ)
TT

أوباما في ذكرى الاعتداءات: تنوعنا أكبر مصادر قوتنا

الرئيس الأميركي باراك أوباما يحيي آشتون كارتر وزير الدفاع ورئيس الأركان جوزيف دانفورد قبل بدء مراسم  إحياء ذكرى مرور 15 عامًا على هجمات سبتمبر في مقر البنتاغون أمس (إ.ب.أ) - الرئيس أوباما يرحب بالحضور في مقر البنتاغون في ذكرى مرور 15 عامًا على هجمات سبتمبر أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يحيي آشتون كارتر وزير الدفاع ورئيس الأركان جوزيف دانفورد قبل بدء مراسم إحياء ذكرى مرور 15 عامًا على هجمات سبتمبر في مقر البنتاغون أمس (إ.ب.أ) - الرئيس أوباما يرحب بالحضور في مقر البنتاغون في ذكرى مرور 15 عامًا على هجمات سبتمبر أمس (إ.ب.أ)

بمناسبة مرور 15 عاما على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، بدأت الاحتفالات أمس عندما وقف الرئيس باراك أوباما دقيقة صمت في الساعة 8:46 صباحا، داخل البيت الأبيض. ثم توجه إلى البنتاغون، وشارك في مراسم تأبين ضحايا الهجوم على المبنى، وكان في استقباله وزير الدفاع آشتون كارتر.
وتحدث أوباما عن الذكرى، وعن جهوده ليعيش الأميركيون في أمن وسلام، وجهوده لهزيمة الإرهاب والإرهابيين.
ودعا الرئيس الأميركي أوباما الأميركيين، أمس، في الذكرى الـ15 لاعتداءات 11 سبتمبر إلى «قبول التنوع في البلاد وعدم السماح لـ(الإرهابيين) بتقسيمها». وقال في مراسم الذكرى في مبنى البنتاغون الذي شكل أحد أهداف الاعتداءات التي خلفت نحو ثلاثة آلاف قتيل، إن «القاعدة» وتنظيم داعش يعلمان بأنهما لن يستطيعا أبدا إلحاق هزيمة بأمة قوية مثل أميركا، في وقت يحاولان ممارسة الإرهاب، أملا في أن يدفعنا الخوف إلى أن نقف الواحد في وجه الآخر.
وأضاف: «لهذا السبب، من المهم اليوم أن نجدد تأكيدنا بوصفنا أمة، لأننا نعلم بأن تنوعنا ليس ضعفا، أنه وسيبقى على الدوام أحد أكبر مصادر قوتنا».
وفي إشارة غير مباشرة إلى اقتراحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب المثيرة للجدل، ذكر أوباما بأن أناسا «جاؤوا من كل أصقاع العالم، من كل الألوان، من كل الديانات صنعوا من أميركا ما هي عليه اليوم».
وندد الرئيس الأميركي مرارا وبشدة بخطاب المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض، وعلى أثر حادث إطلاق النار في سان برناردينو بكاليفورنيا في ديسمبر (كانون الأول) الفائت، اقترح ترامب أن يمنع المسلمون مؤقتا من دخول الأراضي الأميركية.
واعتبر أوباما أنه منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 فإن «التهديد تطور».
وتابع متطرقا إلى اعتداءات بوسطن وسان برناردينو وأورلاندو، أن «الإرهابيين يحاولون غالبا تنفيذ هجمات على نطاق ضيق لكنها تبقى دامية». في الوقت نفسه، دقت أجراس أماكن العبادة في نيويورك في الساعة 8:46 صباحا. وأول من أمس، في كلمته الإذاعية الأسبوعية، دعا أوباما، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، الأميركيين إلى البقاء «متحدين». وقال لهم: «يراقب العالم بأسره الطريقة التي ترد بها الولايات المتحدة على الإرهاب». وأضاف: «في مواجهة الإرهاب، صارت لطريقتنا في الرد أهمية كبيرة. لا يمكننا الاستسلام لأفراد يثيرون الشقاق بيننا. ولا يمكننا الرد بأساليب تؤدي إلى تفتت نسيج مجتمعنا».
وأضاف: «يظل تنوعنا وطريقة استقبالنا لجميع الكفاءات ومعاملتنا للجميع بإنصاف، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الإثنية أو المعتقد، جزءا مما يجعل بلدنا عظيمة. ويجعلنا كذلك أقوياء».
وقال: «إذا بقينا نركز على هذه القيم، سنحمل إرث الذين فقدناهم. وستبقي أمتنا قوية وحرة».
ووصف أوباما الهجمات بأنها كانت «من أحلك الأيام في تاريخ أمتنا». ووعد بأن تواصل الولايات المتحدة: «من دون هوادة، مكافحة التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة، ومثل (داعش)».
وقال: «سندمرهم كلهم. وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية وطننا».
وأمس، نقلت وكالة الأنباء الألمانية تفاصيل تجمعات عائلات الضحايا في نيويورك، وركزت على مراسيم التأبين الرئيسية في النصب التذكاري.. وفي المتحف الوطني قرأ متطوعون أسماء الضحايا، بداية من الساعة الثامنة و46 دقيقة صباحا، الوقت الذي صدمت فيه الطائرة الأولى المختطفة البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
وجرت احتفالات في موقع النصب التذكاري خارج مدينة شانكسفيل (ولاية بنسلفانيا)، حيث تحطمت الطائرة الرابعة، بعد أن ثار المسافرون فيها ضد الخاطفين، مما أدى إلى تحطمها في أحد الحقول، وإلى إحباط هجوم يعتقد أنه كان يستهدف البيت الأبيض أو مبنى الكونغرس.
وحسب إحصائيات نشرتها أمس صحيفة «واشنطن بوست»، سقط نحو ثلاثة آلاف قتيل في الهجمات التي تبنتها منظمة القاعدة، ونفذها 19 متطرفا بطائرات ركاب مخطوفة. صدمت طائرتان برجي التجارة العالمي، وصدمت الثانية مبنى البنتاغون، وسقطت الرابعة في شانكسفيل (ولاية بنسلفانيا). وقالت الصحيفة إن 75 ألف شخص تقريبا «يعانون من اضطرابات صحية نفسية أو جسدية مرتبطة بالهجمات، منهم رجال شرطة وإسعاف وإنقاذ، وذلك بسبب استنشاق كثير منهم جزيئات مسببة للسرطان خلال محاولتهم إنقاذ الضحايا».
من جهة أخرى، أصيبت مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون بالإعياء أثناء مراسم ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)؛ ما اضطرها إلى مغادرة المكان، بحسب ما أورد الإعلام الأميركي.
وشاركت كلينتون في مراسم الذكرى في مكان برجي التجارة السابقين في مانهاتن لمدة 90 دقيقة، حيث تجمعت عائلات ضحايا الاعتداءات التي وقعت قبل 15 عاما، بحسب بيان لحملتها. وجاء في البيان الذي نقلته شبكتا «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» أن كلينتون «شعرت بارتفاع حرارتها» فغادرت متوجهة إلى شقة ابنتها شيلسي، حيث «تشعر بتحسن كبير».
ومن المؤكد أن هذا الحادث سيزيد من المزاعم بأن كلينتون (68 عاما) تعاني مشاكل صحية جدية. والأسبوع الماضي أصيبت بنوبة سعال أثناء إلقائها كلمة في كليفلاند، وكاد صوتها يختفي.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».