مصر: استنفار لمنع الإخوان والعناصر المتشددة من السيطرة على صلاة العيد

توقيف شقيق الرئيس المعزول ونجله وغلق مسجد {رابعة العدوية} وملاحقة الساحات المخالفة

مصر: استنفار لمنع الإخوان والعناصر المتشددة من السيطرة على صلاة العيد
TT

مصر: استنفار لمنع الإخوان والعناصر المتشددة من السيطرة على صلاة العيد

مصر: استنفار لمنع الإخوان والعناصر المتشددة من السيطرة على صلاة العيد

قالت مصادر مسؤولة في وزارة الأوقاف المصرية، إن «هناك حالة من الاستنفار الشديد في البلاد لمنع العناصر المتشددة وأنصار جماعة الإخوان الإرهابية من استغلال صلاة عيد الأضحى في التحريض وإثارة الفوضى، مشددة على أن السلطات ستلاحق كل من يخالف التعليمات والضوابط التي وضعتها الوزارة».
وأضافت المصادر أنه «تم توقيف شقيق الرئيس المعزول محمد مرسي ونجله لساعات، لاتهامهما بالتحريض على التظاهر، وتم غلق مسجد رابعة العدوية شرق العاصمة القاهرة (الذي شهد اعتصاما لأنصار الرئيس المعزول قبل 3 سنوات)، كما وكذا وضع تشديدات بمحيط مسجد الفتح بميدان رمسيس (والذي شهد أحداث عنف وتخريب واعتصام لأنصار الإخوان عقب عزل مرسى).
الساعات الأخيرة قبل حلول موعد صلاة عيد الأضحى، شهدت محاولة أنصار جماعة الإخوان، للبحث على ساحات وشوارع وحواري في الأماكن التي ينتشر فيها مؤيديها وخاصة في أحياء عين شمس والمطرية وعزبة النخل وحلميه الزيتون والمرج (شرق القاهرة)، وحلوان والمعادي (جنوب القاهرة) والهرم بالجيزة غرب العاصمة المصرية، لإقامة صلاة العيد، بعيدا عن الساحات الرسمية التي حددتها السلطات.
وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة قرر منع إقامة صلاة العيد في الطرقات والشوارع أو الحواري في ربوع البلاد».. حيث اعتاد المصريون أن يفترشوا الشوارع والأرصفة خارج المساجد في الأعياد، بينما قالت المصادر إنه «لم يتم السماح بإقامة صلاة العيد فى غير الأماكن التي حددتها الوزارة.. وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه أي مخالفة»، مشددة على «أن الوزارة منعت إقامة الصلاة فى أي ساحة لم تحصل على ترخيص».
وأعلنت وزارة الأوقاف المعنية بالإشراف على شؤون المساجد في مصر تخصيص 4 آلاف و853 ساحة لصلاة عيد الأضحى اليوم (الاثنين) فى ربوع البلاد، مؤكدة أن «كل ساحة تحتوى خطيب أساسي وآخر احتياطي»، لافتة إلى أنه من يقيم ساحة للصلاة عنوة بالقوة بعيدا عن الطرق القانونية المعروفة يتعدى على حق الدولة». ومنعت الوزارة إقامة صلاة العيد فى الزوايا التي تقع بجوار أو أسفل العقارات في الشوارع والأحياء. وحذر وزير الأوقاف «من استغلال ساحات العيد في الحديث عن السياسة، وفي التحريض على إثارة الفوضى ضد الحكومة المصرية».
لكن المصادر نفسها كشفت عن «تخوفات لدى الحكومة من انتشار لعناصر جماعة الإخوان، التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا، في ساحات المناطق التي يسكنها مؤيدون لها، عقب صلاة العيد، والخروج في مسيرات.
وألقت أجهزة الأمن بمحافظة الشرقية بالتنسيق مع الأمن الوطني، أمس، القبض على سعيد مرسى 55 عاما شقيق الرئيس المعزول، كما تم القبض على نجله، وقال مصدر أمني إنهما «حرضا على العنف وتنظيم مسيرات تحريضية ضد أجهزة الدولة بطريق مدينة الزقازيق»؛ لكن السلطات الأمنية أفرجت عنهما بعد ساعات من توقيفهما. وسبق أن حرض محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان (هارب خارج البلاد)، قواعد الإخوان بمصر للخروج في مسيرات عقب صلاة العيد.
أحد عناصر الإخوان بمنطقة المطرية، فضل عدم ذكر اسمه، قال إنه «لا يوجد تخطيط لأي مسيرات خوفا من الملاحقات الأمنية؛ لكن المسيرات قد تنطلق تلقائيا عقب صلاة العيد، وهذا أمر متعارف عليه منذ سنوات ونشهده في كل مناسبة».
وكانت جماعة الإخوان تعلن قبل العيد بأيام عبر ملصقات ومكبرات صوت تجوب الشوارع عن جوائز توزع عقب صلاة العيد، وذلك لتحفيز الأهالي لأداء الصلاة في ساحات «الإخوان»، لكن بعد ثورة «30 يونيو» وعزل مرسي في 3 يوليو (تموز) عام 2013، توقف هذا التقليد.
وقالت المصادر المسؤولة في الأوقاف إن «أي تجاوزات من قبل العناصر المتشددة للتأثير على المصلين أو اعتلاء المنابر سوف يواجه بقوة، ولن يسمح لغير دعاة الوزارة أو علماء الأزهر بإلقاء الخطب في الساحات».
وخاضت سلطات مصر معارك كثيرة لإحكام سيطرتها على منابر التحريض، ولمواجهة الأفكار المتشددة، وأكدت المصادر المسؤولة في الأوقاف لـ»الشرق الأوسط» أن «إجراءات الوزارة خلال عيد الأضحى لتفويت الفرصة على مشايخ وأنصار الإخوان، والجماعة الإسلامية، للعودة من جديد لصعود المنابر، خاصة مع دعوات عناصر الإخوان خارج البلاد، للعودة للتظاهر والعنف من جديد، مستغلين في ذلك الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر».
في السياق ذاته، قررت الدعوة السلفية الالتزام بتعليمات وزارة الأوقاف باقتصار خطبة العيد على أئمة الأزهر والأوقاف.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.